الحفاظ على خصوبة المرأة أو القلق من نقصان الخصوبة مع تقدم عمر المرأة من أكثر المواضيع التي تشغل بال النساء على مر العصور. تمر خصوبة الإناث بالعديد من التغييرات مع تقدم النساء في السن. لكن هل تستطيع المرأة الحفاظ على معدل خصوبة طبيعي تقريبًا مع تقدمها في السن؟ وهل هناك طرق مساعدة على زيادة الخصوبة والوقاية من نضوبها؟ ما هي الأغذية التي تساهم في تعزيز خصوبة المرأة؟ وما هي الأسباب المحتملة وعوامل الخطورة المؤدية إلى قلة الخصوبة؟. كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير سنحاول الإجابة عليها في مقالنا اليوم، وعبر موقع طلاب نت. سنحاول أن نطرح أهم الأفكار عن طرق الحفاظ على خصوبة المرأة مع شرح نمط الخصوبة في مرحلة متقدمة من عمر النساء. حيث تعتبر كل حالة فريدة من نوعها نوعًا ما. بينما تواجه بعض النساء أي مشكلة على الإطلاق في الحمل في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، تكون النساء الأخريات مصابات بالعقم المرتبط بالعمر، ويحتاجون إلى علاج وطرق بديلة للحمل.
هل يمكن الحفاظ على خصوبة المرأة بعد عمر الثلاثين
بعد إنجاز الكثير من الدراسات والتجارب النظرية والعملية، اكتشف العلماء عدة طرق مساعدة للمرأة من أجل الحفاظ على خصوبتها من النضوب التدريجي بعد بلوغ سن الثلاثين. سنقدم لكم مجموعة من أهم طرق الحفاظ على خصوبة المرأة، وهي:
- الغذاء الصحي: من أهم وأسهل الطرق التي يمكن تطبيقها بشكل يومي ومنتظم. يجب على كل امرأة متزوجة تدخل في فترة الثلاثينات من العمر أن تعمل على تحسين نوعية وطبيعة غذائها.
- ممارسة العلاقة الحميمة: بشرط الالتزام فيها بشكل منتظم (على الأقل مرتين كل أسبوع) وإجرائها بطريقة صحيحة. أي يجب الحرص على تطبيقها بالشكل الصحيح كما هو مطلوب، وفي أوقات متكررة على مدار الأسبوع. لكن من الأفضل الالتزام بأيام الإباضة بهدف زيادة فرص الحمل. أما عن ممارسة العلاقة الحميمة بشكل دوري وفي فترات مختلفة، فإنه بهدف الحفاظ على خصوبة المرأة وزيادتها.
- المشروبات الحاوية على الكافيين: أوضحت العديد من الدراسات دور الكافيين في التقلل من فرصة حدوث الحمل. حيث أن الكافيين يحرض إفراز هرمون الأدرينالين، والذي يمتلك آثارًا سلبية على كفاءة البويضة وعملية التبويض. لذلك لا يجب تناول جرعات كبيرة من القهوة أو أي مشروب حاوي على الكافيين وبشكل يومي، فهذا يقلل من الخصوبة.
- ممارسة الرياضة: بهدف الحفاظ على وزن مثالي وجسم صحي والتمتع باللياقة البدنية. إن المحافظة على جسم المرأة وصحتها من العوامل المساعدة على تحسين الخصوبة وزيادة فرصة حدوث الحمل. بالمقابل، فإن البدانة المفرطة أو الإصابة بأمراض أنثوية هرمونية تؤثر سلبًا على شكل وصحة الجسم، تقلل من الخصوبة في وقت أبكر من العمر الطبيعي لذلك.
- التقليل من الضغط النفسي: وفق دراسات كثيرة، هناك علاقة وطيدة بين الحالة النفسية السيئة وضعف القدرة الإنجابية. يزيد التوتر والقلق من إفراز هرمون الكورتيزول، والذي يؤثر بشكل سلبي على الجهاز التناسلي الأنثوي والهرمونات الجنسية الأنثوية. لذلك ننصح كل امرأة ممارسة الرياضة والأنشطة المساعدة على الاسترخاء والتخلص من الأفكار السلبية كاليوغا.
ما هي الأغذية التي تساعد على الحفاظ على خصوبة المرأة
من المهم أن نكون على علم أنه لا يوجد نظام غذائي سحري يؤدي إلى الحمل بسهولة. لكن يمكننا القول بأن التركيز على خيارات معينة من الطعام وتعديل نمط الحياة لهما تأثير كبير على الصحة الإنجابية. يمكن للأطعمة التي تتناولها المرأة أن تعزز الخصوبة من خلال تأثيرها على الأمعاء وتدفق الدم ومستويات الهرمونات والصحة العامة. إليكم أهم الأمثلة على ذلك:
- الفول والعدس والفوصوليا: وما إلى ذلك، فهي غنية بالألياف والبروتينات، كما أنها من المصادر الغنية بحمض الفوليك. أظهرت الدراسات أن استبدال البروتين الحيواني بمصادر نباتية للبروتين يمكن أن يقلل من خطر العقم ومشاكل التبويض.
- بذور عباد الشمس: إن بذور عباد الشمس المحمصة وغير المملحة غنية بفيتامين E، كما تحتوي على كميات كبيرة من الزنك وحمض الفوليك والسيلينيوم. كل هذه العناصر المغذية لها تأثير مفيد على الخصوبة ويقويها.
- الأفوكادو: وهو غني بفيتامين K والبوتاسيوم وحمض الفوليك. كما أنه يحتوي على الدهون الأحادية غير المشبعة (الدهون الصحية).
- أسمال السردين وسمك السلمون: يوفر السمك كميات كبيرة من البروتين والأوميغا 3 المغذية. لها دور أساسي في تعزيز الصحة الإنجابية والحفاظ على خصوبة المرأة مع التقدم بالعمر، لذلك فهي عنصر غذائي مهم في مرحلة الإخصاب.
كيف يؤثر العمر على معدل خصوبة المرأة
تبدأ النساء حياتهن بعدد ثابت من البويضات في كل مبيض. لكن مع تقدم المرأة في العمر، يتناقص عدد البويضات لديها بالتدريج. كما أن البويضات المتبقية لديها، وهي الأكبر سنًا تكون أكثر عرضة لوجود كروموسومات غير طبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تصبح المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات الجنسية والأمراض الأنثوية التي يمكن أن تؤثر على الخصوبة لديهن، كلما تقدمت في العمر. من الأمثلة على ذلك، قد تصاب بالأوام الليفية الرحمية والانتباذ البطاني الرحمي.
من جهة أخرى، تقع ذروة سنوات الإنجاب للمرأة بين أواخر سن المراهقة وأواخر العشرينات. بعد ذلك ومع حلول سن الثلاثين، تبدأ الخصوبة (القدرة على الحمل) بالتدهور. كما يصبح هذا التراجع أسرع بكثير بمجرد وصول المرأة إلى منتصف الثلاثينيات من العمر. عند الوصول إلى سن 45، تنخفض الخصوبة إلى درجة كبيرة حتى أن الحمل بشكل طبيعي في هذا العمر هو أمر غير مرجح بالنسبة لمعظم النساء.
شاهد أيضًا: الفرق بين البويضات الصغيرة والضعيفة وتأثير حجم البويضة على الحمل.
الحالات التي تؤثر على معدل خصوبة المرأة مع تقدمها في السن
إليك أهم العوامل التي تؤثر على معدل خصوبة المرأة كلما تقدمت في السن. منها عوامل مرضية وصحية وفيزيولوجية طبيعية. على سبيل المثال:
- انخفاض عدد البيوض الطبيعية، أي القابلة للحياة.
- احتواء معظم البويضات المتبقية على كروموسومات غير طبيعية أو عدد غير طبيعي من الكروموسومات. هذا يؤدي إلى زيادة معدل احتمالية التشوهات الخلقية.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS).
- الإصابة بالأورام الليفية الرحمية.
- الانتباذ البطاني الرحمي.
- الحالات الصحية التي يمكن أن تتطور مع تقدم العمر (مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري وما إلى ذلك).
علاجات قلة الخصوبة عند النساء المرتبطة بالعمر
- الإخصاب خارج الجسم (IVF- In Vitro Fertilization): ويسمى أيضًا التلقيح الاصطناعي أو التلقيح داخل الأنابيب. أصبح من أكثر تقنيات علاجات الإخصاب المتقدمة شيوعًا في العصر الحديث.
- التلقيح داخل الرحم (IUI- Intrauterine insemination): وهو نوع من التلقيح الاصطناعي، ومن أحدث علاجات العقم أيضًا. حيث تحقن الحيوانات المنوية الخاضعة للعلاج بشكل مباشر داخل الرحم في وقت مناسب خلال فترة الإباضة.
- تحفيز المبيض Ovarian stimulation: أو ما يسمى فرط تحفيز المبيض في فترة الخضوع للتخصيب في المختبر (IVF) أو تحريض الإباضة باستخدام الأدوية القابلة للحقن.
- تجميد البويضات Egg freezing: عن طريق تجميد بويضات غير مخصبة من مبايض امرأة، ثم تخزينها للتخصيب في وقت لاحق مع حيوان منوي في المختبر، وزراعتها بعد ذلك في رحم المرأة.
- التبرع بالبويضات Egg donation.
- تأجير الأرحام Surrogacy.
شاهد أيضًا: الحمل المجهري بالحقن بالتفصيل وكيف يتم.
طرق طبيعية لتعزيز خصوبة المرأة في عمر متقدم
إليكم أبرز الطرق وأهم النصائح الطبية التي يمكن أن تساهم في الحفاظ على خصوبة المرأة وتعزيزها أكثر، وخاصة مع تقدمها في السن. من هذه الأمثلة لدينا:
- تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل (الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب والجوز). حيث أنها غنية بالزنك والفيتامينات C و E، وحمض الفوليك وBeta Carotene، وLutein.
- يجب أن تكون وجبة الفطور مناسبة ومتنوعة ومدعومة بشكل كبير. حيث صرحت الكثير من الدراسات أن تناول وجبة فطور قد يحسن الآثار الهرمونية لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، وهو السبب الرئيسي للعقم.
- تجنب الدهون غير المشبعة، مثل (السمن والأطعمة المقلية). ذلك لأنها تزيد من خطر العقم وتؤثر سلبًا على الإباضة، بسبب آثارها السلبية على حساسية الأنسولين.
- تناول المزيد من الألياف، وخاصة الموجودة في الأفوكادو والبطاطا الحلوة والشوفان والفواكه. حيث أنها تساعد على التخلص من الهرمونات الزائدة كالإستروجين، وتحافظ على نسبة السكر متوازنة في الدم.
- محاولة استبدال بعض البروتينات الحيوانية (مثل اللحوم والأسماك والبيض) بمصادر البروتين الخضار (مثل الفاصوليا والمكسرات والبذور). وذلك لأن الكثير من الأبحاث أكدت دورها في التقليل من خطر الإصابة العقم.
- التركيز على الالتزام بتناول مختلف أنواع الفيتامينات والحديد (من مصادر طبيعية أو مكملات غذائية) كلما تقدمت المرأة في العمر. نخص في ذلك الفيتامينات من نوع B وفيتامين C وحمض الفوليك وغير ذلك.
- الالتزام بممارسة التمارين الرياضية وزيادة معدل النشاط البدني، والمحافظة على جسم صحي ووزن مثالي. بشرط أن تكون التمارين معتدلة وغير شديدة ولا تؤذي أو تجهد الجسم بشكل مفرط.
- الابتعاد قدر الإمكان عن مصادر التوتر والضغط النفسي. حيث أوضحت عدة أبحاث وجود رابط قوي بين الجهد النفسي والاكتئاب ومعدل الخصوبة.
- التقليل من القهوة والمشروبات الحاوية على الكافيين قدر الإمكان. كما يجب تجنب المشروبات الكحولية والتدخين.
أسباب قلة الخصوبة والعقم عند الإناث
هناك العديد من الأسباب المحتملة التي تؤدي إلى تقليل نسبة الخصوبة وفرصة حدوث الحمل، وبالتالي تؤدي بذلك إلى العقم لدى المرأة. ويمكن أن تشمل بعض الأسباب الشائعة ما يلي:
- مشاكل مرضية في الرحم: يشمل هذا الأورام الحميدة أو الأورام الليفية أو وجود حاجز أو التصاقات داخل تجويف الرحم.
- مشاكل في أنابيب فالوب: السبب الأكثر شيوعًا لهذا العامل هو الداء الحوضي الالتهابي، وعادة ما يكون سببها الكلاميديا.
- اضطرابات الإباضة واختلال التوازن الهرموني: من أسبابها (الإجهاد الشديد، والأمراض الغدية والاضطرابات الهرمونية، واضطرابات الغدة الدرقية والنخامية، وتعاطي المخدرات والتدخين).
- عدد البيوض ونوعيتها: يقل عددها مع تقدم المرأة في العمر. كما يمكن أن تكون البيوض المتبقية غير طبيعية البنية ولا تساعد على الإخصاب أو الإلقاح الطبيعي.
عوامل خطر قلة الخصوبة والعقم عند الأناث
هناك العديد من العوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالعقم عند الإناث. يمكن أن تساهم جميع الظروف الصحية والبيئية العامة، والسمات الوراثية، وخيارات نمط الحياة والعمر في تحديد مستوى الخصوبة عند المرأة. لذلك يجب ضبط عوامل الخطورة وعلاج كافة الأسباب المحتملة، من أجل الحفاظ على خصوبة المرأة قدر الإمكان مع تقدمها في السن. ومن الممكن أن تشمل العوامل ما يلي:
- العمر المتقدم.
- الاضطرابات الهرمونية وخلل عملية الإباضة.
- الدورة الشهرية غير المنتظمة أو غير الطبيعية.
- البدانة.
- الجهد النفسي والتمرين الشديد مع وزن منخفض وسوء تغذية.
- الانتباذ البطاني الرحمي.
- الأورام الليفية الرحمية.
- المشاكل العضوية الهيكلية (أنابيب فالوب، الرحم أو المبايض).
- الخراجات والالتهابات.
- الأورام.
- اضطرابات المناعة الذاتية (مرض الذئب، التهاب المفاصل الروماتويدي، مرض هاشيموتو، مشاكل الغدة الدرقية).
- الالتهابات والأمراض المنقولة جنسيًا (STIs).
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS).
- قصور المبيض الأساسي (POI).
- تعاطي المواد المخدرة بإفراط.
- التدخين بإفراط.
في نهاية مقال اليوم، والذي تحدثنا من خلاله عن الحفاظ على خصوبة المرأة باتباع طرق عديدة مختلفة طبية وغير طبية. كما شرحنا أسباب العقم وقلة الخصوبة مع تقدم المرأة في العمر، وكيف يمكنها حل المشكلة مع تقدم العلم وظهور تقنيات حديثة متطورة.