سنتعرف اليوم على مرض شائع عند الأطفال الرضع وهو يرقان الرضع. فمن واجب الوالدين الانتباه على أطفالهم لاكتشاف المرض في مراحله الأولية ومنع تطوره؛ وبالتالي سيسهل ذلك عملية العلاج ويزيد من فرص شفائه بسرعة. بدايةً يحدث يرقان الرضع بين اليوم الثاني والرابع بعد الولادة بسبب ازدياد كمية البيليروبين في دم الرضيع. والبيليروبين هو صباغ أصفر من خلايا الدم الحمراء الطبيعية في الدم تزداد مستوياته لدى جميع الأطفال حديثي الولادة في غضون يوم أو يومين من الولادة. وسنتعرف في هذه المقالة على أهم أسباب وأعراض وكيفية علاج يرقان الرضع للحفاظ على صحة الرضيع.
الكشف عن يرقان الرضع
لكي يتحقق الأهل من سلامة أو إصابة طفلهم الرضيع بيرقان الرضع يجب الضغط برفق على جبين الرضيع أو أنفه. بحال ظهرت البشرة باللون الأصفر مكان الضغط فمن المحتمل أن يكون الرضيع مصابًا بيرقان الرضع بشكل خفيف. أما في حال ظهور لون البشرة مكان الضغط أخف قليلًا من اللون الطبيعي للحظة وعودته للون الطبيعي يكون الرضيع غير مصاب بيرقان الرضع. كما يجب الانتباه على إجراء عملية الفحص في ظروف الإضاءة الجيدة والمناسبة، ويفضل أن يتم ذلك في وضح النهار.
كما يجب على الأهل الانتباه للعديد من الأمور للتحقق من صحة طفلهم وعدم إصابته بيرقان الرضع. وهذه الأمور:
- موعد ولادة الرضيع (الولادة المبكرة).
- تغذية الرضيع هل هي جيدة أم يحتاج إلى المزيد من التغذية.
- ظهور علامات كدمات من الولادة.
- إصابة الأخ الأكبر باليرقان.
- عدد مرات التبول والتبرز في الحفاض.
- تغيرات في لون جلد وعيني الرضيع أو ظهور علامات تعب عليه.
في حال ظهور إحدى هذه العلامات يجب مراجعة الطبيب للقيام بباقي الفحوص الطبية اللازمة كالفحص البدني أو اختبار عينة من دم الرضيع أو فحوصات دم أو بول إضافية.
أسباب الإصابة بيرقان الرضع
تعد زيادة نسبة البيليروبين في الدم السبب الرئيسي في حدوث اليرقان؛ كونه الصباغ المسؤول عن اللون الأصفر، وهو يفرز طبيعيًا بعد تكسير خلايا الدم الحمراء القديمة.
يفرز الأطفال الرضع البيليروبين أكثر من البالغين بسبب الإنتاج الزائد والتكسير الأسرع لخلايا الدم الحمراء في الأيام القليلة الأولى من حياة الرضيع. حيث يصفي الكبد صباغ البيليروبين من مجرى الدم ويفرزه في مجرى الأمعاء. وعندما لا يستطيع كبد الرضيع إزالة البيليروبين بالسرعة الكافية يصاب الطفل باليرقان. وتعد هذه الحالة طبيعية وغير مرضية وتظهر في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة.
توجد العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث يرقان الرضع تتمثل في الاضطرابات الكامنة لدى الطفل الرضيع ويظهر ذلك في وقت مبكر أو متأخر جدًا عن ميعاد اليرقان الأكثر شيوعًا. وتتضمن الأمراض التالية الإصابة باليرقان:
- النزف الداخلي.
- الإنتان، والعدوى البكتيرية أو الفيروسية.
- عدم التوافق بين دم الأم ودم الطفل.
- خلل في الكبد، والانسداد الصفراوي (انسداد القنوات الصفراوية أو تعرضها للندوب).
- نقص الإنزيمات.
- خلل في خلايا الدم الحمراء ما يسبب تكسرها السريع.
علاج يرقان الرضع
يختفي اليرقان البسيط في أغلب الأحيان وحده خلال أسبوعين أو ثلاثة، أما في حالة يرقان الرضع المتوسط أو الشديد قد يحتاج الرضيع للبقاء في حضانة حديثي الولادة أو الدخول إلى المستشفى مرة أخرى.
وتعتمد أساليب العلاج على تقليل نسبة البيليروبين في الدم كالتغذية الجيدة لتجنب فقدان الوزن. أو العلاج بالضوء أي وضع الرضيع تحت مصباح خاص ينبعث منه ضوء في الطيف الأزرق – الأخضر فيغير الضوء شكل جزيئات وتركيب البيليروبين بطريقة تساعد جسم الرضيع على التخلص منها مع البول والبراز. ويجب على الرضيع ارتداء الحفاضات ولصقات لحماية العينين أثناء تطبيق العلاج بالضوء.
ومن الأساليب الأخرى المستخدمة في علاج يرقان الرضع هي حقن الغلوبولين المناعي وريديًا، مما يساعد في تقليل مستويات الأجسام المضادة؛ ولكن نتائجه ليست قاطعة. وفي حالات نادرة قد يضطر الأطباء إلى استبدال دم الرضيع، حيث تسحب كميات صغيرة من دم الطفل على نحو متكرر وتستبدل بعينات أخرى من دم المتبرع. مما يخفف تركيز البيليروبين والأجسام المضادة المنقولة من الأم.
عوامل خطورة الإصابة بيرقان الرضع
تعد الولادة المبكرة (قبل حلول الأسبوع 38) أحد أسباب الإصابة بيرقان الرضع. لأن الرضيع لا يكون قادرًا على معالجة البيليروبين بالشكل الطبيعي كما عند الرضع المولودين في الموعد الطبيعي. وهذا ما سيؤدي إلى زيادة نسبته في الدم.
ويؤدي التعرض لكدمة قوية أثناء الولادة إلى تكسر المزيد من خلايا الدم الحمراء مما سيزيد من مستوى البيليروبين أيضًا. كما أن اختلاف فصيلة الدم بين الأم ورضيعها قد تشير إلى تلقي الرضيع أجسام مضادة من خلال المشيمة. وهذا ما يؤدي إلى تكسر سريع وغير طبيعي في خلايا الدم الحمراء.
في حين تزيد الرضاعة الطبيعية من مخاطر الإصابة بيرقان الأطفال. وتشير الدراسات أيضاً إلى أن الأطفال من أصل شرق آسيوي تزداد لديهم مخاطر الإصابة باليرقان.
الوقاية من الإصابة باليرقان
أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بيرقان الرضع هو التغذية الكافية. فيجب على الأم أن ترضع طفلها من 8 إلى 12 رضعة في اليوم على مدار الأيام الأولى في حياته. وفي حال الرضاعة الصناعية يجب إطعام الرضيع مقدار أونصة واحدة إلى اثنتين (حوالي 30 إلى 60 ملليلترًا) من الحليب الصناعي كل ساعتين إلى ثلاث ساعات طوال الأسبوع الأول. إضافة إلى مراقبة الطفل في حال وجود عوامل مؤهبة للإصابة باليرقان.
أعراض يرقان الرضع
- يصبح جلد الرضيع أكثر اصفرارًا، كما يبدو جلد بطن الطفل أو ذراعيه أو ساقيه أصفر اللون.
- يبدو بياض عيني الطفل أصفر اللون.
- يبدو الطفل متعباً أو مريضاً ويصعب إيقاظه.
- لا يكتسب الطفل وزنًا وتكون تغذيته سيئة.
- بكاء الطفل بصوت عال.
وإن عدم معالجة اليرقان سيؤدي إلى حدوث المضاعفات وأبرزها: اعتلال الدماغ الحاد الناجم عن البيليروبين حيث يعد هذا الصباغ سامًا لخلايا الدماغ. فإذا كان الرضيع يعاني من اليرقان الشديد يمكن أن يصل البيليروبين إلى الدماغ. وهي حالة تسمى اعتلال الدماغ الحاد الناجم عن البيليروبين؛ والذي يشتمل على الأعرض الآتية:
- الكسل والفتور، صعوبة في الاستيقاظ
- البكاء العالي النبرة
- ضعف ونقص الرضاعة أو التغذية
- التقوس الخلفي للرقبة والجسم
- الحمى
- اليرقان النووي، وهو عبارة عن متلازمة تحدث إذا تسبب الاعتلال الدماغي الحاد بالبيليروبين في تلف دائم للدماغ.
وفي النهاية نشيد بأهمية استشارة الطبيب عند الشك بالإصابة باليرقان للحفاظ على سلامة الأطفال وعلاج اليرقان بالسرعة القصوى قبل تطور المرض.