عادةً ما تبحث الأمهاتُ عن أسباب المشي غير المتوازن عند الأطفال، حيث يعاني معظم الأطفالِ من اضطراباتٍ واضحةٍ في المشي، خاصةً خلال السنوات الأولى من الحياة. الخبر الجيد، أن العديد من هذه الاضطرابات شائعة جدًا في مرحلة الطفولة، وتختفي من تلقاء نفسها، وفي حالاتٍ نادرةٍ قد تحتاج تدخلًا طبيًا. لذلك فإن المشي غير المتوازن عند الأطفال لا يستدعي القلق، فتعلم المشي عملية، وكل طفلٍ يتطور بشكلٍ مختلفٍ ووفقًا لسرعته الخاصة. وبدلًا من التركيز على الوصول إلى النهاية حيث يكون طفلك قادرًا على المشي؛ ابتهجي بخطواته على طول الرحلة، لتغدو النهاية أكثر حلاوةً. ولتكوني على درايةٍ تامةٍ بأسباب المشي غير المتوازن عند الأطفال، نقدم لك هذا المقال من موقع طلاب نت.
أسباب المشي غير المتوازن عند الأطفال
تعود معظم أسباب المشي غير المتوازن عند الأطفال إلى مشاكل في النمو، يتمُّ حلها عادةً مع التقدم في العمر. تشمل هذه الأسباب ما يلي:
- انقلاب الفخذ: يمكن أن يكون سبب مشية الطفل للداخل هو استمرار انقلاب الفخذ. حيث يمشي الأطفال مع توجيه القدمين والركبتين إلى الداخل، وتعدُّ هذه المشكلة أكثر شيوعًا بين عمر 3-8 سنوات.
- التواء الظنبوب: يعدُّ التواء الظنبوب الداخلي شائعًا أيضًا بين الأطفال حتى سن 8 سنوات. يمكن أن يحدث التواء الظنبوب في قدمٍ واحدةٍ أو كلتيهما. حيث تشير الركبتان إلى الأمام بينما تتجه القدمان إلى الداخل. عادةً ما تُصحِّح هذه الحالة نفسها مع مرور الوقت، وفي حالاتٍ نادرةٍ قد تتطلَّب علاجًا.
- تقوُّس الساقين: هي حالة تنحني فيها ساقي الطفل للخارج عند الركبتين، وعندما يقف الطفل موجهًا أصابع قدميه للأمام، فقد يتلامس الكاحلان، وتبقى ركبتاه متباعدتان. عادةً ما يتخلص الأطفال من تقوس الساقين بعد 12-24 شهرًا من العمر. وفي حالاتٍ نادرةٍ قد يكون تقوس الساقين علامةً على اضطرابٍ في النمو.
- الأقدام المسطَّحة: تكون القدمان مسطحتان في الأسفل، وتسمحان لباطن القدم أن يلمس الأرض عند الوقوف بشكلٍ كاملٍ. وتعدُّ هذه الحالة طبيعيةً عند الرضع والأطفال الصغار؛ لأن الأقواس في أقدامهم لم تتطور بعد. وإن لم تسبب هذه الحالة أي ألمٍ فلا داعي للعلاج؛ حيث يتطور قوس القدم طوال فترة الطفولة لمعظم الأفراد.
- تقارب المشط: هو تشوهٌ شائعٌ في القدم يُلاحظ عند ولادة الطفل، يتسبب في التفاف الجزء الأمامي من القدم أو مقدمة القدم إلى الداخل. في معظم الحالات، لا يحتاج تقارب المشط إلى علاج حيث تُحلُّ هذه المشكلة من تلقاء نفسها.
- المشي على أصابع القدم: يعد المشي على أصابع القدم أمرًا شائعًا عند الأطفال حتى سن 3 سنوات. إذا استمرت هذه المشكلة بعد سن 3 سنوات ستحتاج تقييمًا دقيقًا.
شاهد أيضًا: فيتامينات تساعد طفلك على المشي
علاج المشي غير المتوازن عند الأطفال
يعتمد علاج المشي غير المتوازن عند الأطفال على السبب الأساسي، وبعد تحديد السبب قد يصف الأطباء أحد هذه العلاجات:
- العلاج الطبيعي: يختبر المعالج الفيزيائي مصدر التوازن ومشاكل العلاج قبل وضع خطة علاجٍ محددةٍ. وقد يشمل العلاج الطبيعي والمعروف أيضًا باسم العلاج التأهيلي ما يلي:
- تمارين التوازن.
- تدريب الحركة والمشي.
- برامج تقوية وتمديد.
- تقنيات منع السقوط.
- استهداف الأنسجة الرخوة.
- أجهزة مساعدة.
- يتضمن نهج العلاج الآخر الأدوية، والتي يمكن أن تساعد في إدارة الأمراض الأساسية، مثل: مرض باركنسون، ومرض التصلب العصبي المُتعدد. أما إذا كان سبب المشي غير المتوازن عند الأطفال عصبيًا أو عضليًا هيكليًا، فقد يوصي الأطباء بإجراء عمليةٍ جراحيةٍ لتصحيح المشكلة.
شاهد أيضًا: العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال
كيف أعرف أن مشي الطفل غير طبيعي
عادةً ما يكون المشي غير متوازن عند الأطفال ويتميز بانحناء في الأرجل، ويدين وذراعين ممتدتين لتحقيق التوازن، بالإضافة إلى سلسلةٍ غير متساويةٍ من الخطوات السريعةِ. حيث تستقيم الأرجل بينما يتعلم الطفل المشي، ويحدث الجري والقدرة على تغيير الاتجاه بعد سن الثانية، وفي سن 6 سنواتٍ يتم إنشاء المشية الطبيعية. بينما يواجه الطفل الذي يعاني من مشكلةٍ في المشي هذه الصعوبات:
- العرج.
- تأرجح ساق واحدة للخارج.
- الألم.
- عدم الثبات أو التأرجح خلال المشي أو الوقوف.
- تقاطع الساقين.
- تباطؤ في المشي.
- صعوبة النهوض من وضعية المشي.
- ضعف التنسيق.
- تصلب الذراعين.
- ضرب الركبتين.
شاهد أيضًا: تجربتي مع تأخر طفلي بالمشي
كيف نساعد الطفل على المشي
عادةً من تختفي أسباب المشي غير المتوازن عند الأطفال مع الوقت، مع ذلك يمكن مساعدة الطفل على المشي باتباع هذه الطرق:
- إذا كان الطفل قادرًا على الوقوف لكنه خائف أو متردد، مما يجب فعله بعد ذلك، فساعديه عن طريق ترتيب أثاثٍ ثابتٍ ليُثبّت نفسه أثناء تقدمه.
- يمكن أيضًا تشجيع الطفل على المشي بشكلٍ مستقلٍ عن طريق المشي معه بينما تمسكين يديه لتحقيق التوازن.
- أحضرت لطفلك لعبة دفع كعربة تسوق على سبيل المثال، حيث ستمنح طفلك التحكم وهو يمسكها ويدفعها للأمام. كما ستمنحه الدعم الذي يحتاجه، وتحقق توازنه؛ لأنها تعمل على ساقيها.
- لا تستخدمي مشاية الأطفال، حيث تشير الدراسات إلى أنها يمكن أن تبطئ نمو حركة الطفل، وتثبط نمو منحنى العمود الفقري الطبيعي وتؤثر على وضع الطفل. والأسوء من ذلك يمكن للأطفال أن ينقلبوا أو يتدحرجوا على الدرج.
- دعي طفلك يمشي حافي القدمين قدر الإمكان، داخل المنزل وفي الأماكن الآمنة في الخارج. حيث يساعد ذلك في بناء قوة عضلات قدميه وكاحليه، لمساعدة أقواس القدمين على النمو وتحقيق التوازن والتنسيق.
- في الرحلات الخارجية حافظي على ارتداء طفلك لحذاءٍ مرنٍ وخفيف، بعيدًا عن الجوارب الطويلة والأحذية الرياضية عالية الجودة. إذ أن الكثير من الدعم لكاحل الطفل يمكن أن يبطئ من المشي عن طريق تقييد الحركة.
شاهد أيضًا: تمارين تساعد الطفل على المشي
ختامًا، تختفي معظم أسباب المشي غير المتوازن عند الأطفال المذكورة سابقًا مع مرور الوقت، وفي حالاتٍ نادرةٍ قد تتطلب تدخلًا طبيًا. لكن إذا لاحظتِ أن طفلك يفضل جانبًا واحدًا عند المشي، أو يسقط بشكلٍ مفرطٍ أو إذا بدت ساقاه متصلبةً بشكلٍ غير ملائم؛ فيجب التحدث إلى الطبيب إلى الفور. حيث يمكن أن تشير هذه العلامات إلى مشاكل في الأعصاب أو العمود الفقري أو المفاصل.