اضطراب الوسواس القهري أسباب وطرق علاج. بالتأكيد قد سمعت يومًا ما عن اضطراب الوسواس القهري ولكن هل سبق لك أن صادفت شخصًا مصابًا به أو بحثت عن هذا المرض؟ اضطراب الوسواس القهري هو عبارة عن مجموعة من الأفكار والمخاوف غير المنطقية والتي قد تؤدي إلى تصرفات مخيفة وغير مسيطر عليها من قبل المريض وتؤثر على حياته اليومية. سببها الرئيسي هو القلق والإرهاق النفسي كما أن لها العديد من الأسباب الأخرى سنتعرف عليها اليوم في مقالنا على موقع طلاب نت بالإضافة إلى طرق علاج اضِطراب الوسواس القهري وكيفية الوقاية منه وأهم العوامل المؤدية إليه. لذلك إن كنت من المهتمين بالتعرف على اضطراب الوسواس القهري بشكل أوسع.
ما هو اضطراب الوسواس القهري
اضِطراب الوسواس القهري من الأمراض النفسية الشائعة المرتبطة بالقلق والإرهاق. وهو عبارة عن أفكار غير منطقية تؤدي إلى تصرفات غير عقلانية كرد فعل على هذه الأفكار وغالبًا يكون المريض غير قادر على التحكم بهذه التصرفات بالرغم من أنه قد يكون واعٍ على أنها خاطئة وقد تسبب الأذى له. حيث يقوم بتكرار عادات ما كالتأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ، أو غسيل اليدين بشكل متكرر مما قد يحدث ضررًا عليه كتخريش الجلد. يشعر المريض عادةً بالضيق وعدم الارتياح من هذه الأفكار فيلجأ إلى هذه التصرفات كنوع من التخفيف من الضغط. يصيب اضطراب الوسواس القهري الرجال والنساء والأطفال بنسبة 1 إلى 2 بالمئة من عدد السكان. ويبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة (19 عام بشكل وسطي). وتتفاوت أعراضه من شخص لآخر حيث يمكن أن يصل إلى مراحل شديدة مما يجعل المريض غير قادر على القيام بمهامه اليومية بشكل صحيح.
أعراض اضطراب الوسواس القهري
كثيرةٌ هي أعراض اضطراب الوسواس القهري. إذ يعاني المرضى عادةً من اختلاطات ذهنية نتيجة الأفكار والتصرفات غير العقلانية التي ستؤثر على حياة المريض اليومية. إذ تسيطر هذه الأفكار على المريض وتشعره بالضيق وعدم الارتياح. مما ينعكس سلبًا على صحته الجسدية والنفسية. وسنذكر الآن بعضًا من أهم هذه الأعراض التي تصيب المرضى:
- الخوف من الاقتراب من الأشياء الملوثة وغير النظيفة كالجدران وسطوح الأشياء. مما يولد شعورًا دائمًا بالحاجة إلى غسل اليدين.
- التفكير بالأمور المحرمة وغير المقبولة دينيًا أو مجتمعيًا.
- بالإضافة إلى سيطرة العدوانية على المريض تجاه الناس.
- الانزعاج من رؤية الأشياء مرتبة بشكل غير صحيح ومحاولة ترتيبها بشكل مثالي ومنظم.
- كما قد يصاب المريض باضطراب التشنج اللاإرادي وهو عبارة عن حركات مفاجئة غير متحكم بها من قبل المريض. كإغماض العينين وهز الرأس والأكتاف بالإضافة إلى الحركات الصوتية كالشخير.
- الشعور بالانزعاج وعدم الرضى عن القيام بهذه التصرفات بالرغم من أنها قد تشعر المريض بزوال القلق لفترة بسيطة.
- الغرق بدوامة من المشاكل نتيجة هذه التصرفات إذ أنها قد تسبب الإزعاج للآخرين.
وقد تحدث الكثير من المضاعفات في حال لم يتم العلاج وأهمها:
-
-
- الاكتئاب الشديد والتفكير بالانتحار.
- فقدان القدرة على القيام بالعمل أو التعلم.
- كما يمكن أن يحدث سوء التغذية ناجم عن اضطرابات في الأكل.
- كما قد يلجأ بعض المرضى لشرب المخدرات والكحول لمحاولة تهدئة أنفسهم وهذا ما يسبب أضرارًا كثيرة مع مرور الزمن كالإدمان وغيرها.
-
شاهد أيضًا: اضطراب طيف التوحد الأعراض والأسباب
أسباب وعوامل خطر اضطراب الوسواس القهري
زاد اهتمام العلماء مؤخرًا باضطراب الوسواس القهري نظرًا لتزايد أعداد المصابين به وخاصةً في البلاد الخاضعة لحروب وأزمات. وذلك في سبيل معرفة الأسباب للمساعدة في طرق علاج اضطراب الوسواس القهري. وتوصلوا مؤخرًا إلى العديد من الأسباب التي قد تكون عاملًا رئيسيًا للإصابة به. سنذكرها الآن:
- عوامل بيئية: حيث تعد البيئة التي عاش بها الطفل سببًا رئيسيًا وهامًا للإصابة بالأمراض النفسية. وذلك بسبب ما يتعرض له من صدمات نفسية أو تعنيف جسدي فينعكس ذلك على صحته النفسية. كما قد يحدث المرض عند إصابة الأطفال بالتهاب الحنجرة الناتج عن المكورات العقدية. وهذا ما يسمى اضطرابات المناعة الذاتية العصبية النفسية للأطفال المرتبطة بالعدوى بالمكورات العقدية
- عوامل جينية وراثية: كما نعرف فإن علم الوراثة مرتبط بالعديد من الأمراض. إذ أظهرت الدراسات والأبحاث أنه في حال إصابة أحد أقارب الشخص من الدرجة الأولى (الآباء والأبناء والأشقاء) فإن الشخص يكون معرضًا بشكل أكبر للإصابة باضطراب الوسواس القهري. وخاصةً في حال كان القريب مصابًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- عوامل بيولوجية: كما أظهرت بعض الدراسات تأثير بنية الدماغ وعمله على الإصابة باضطراب الوسواس القهري. ففي حال الإصابة بالمرض تحدث تغيرات في القشرة الأمامية والتركيبات تحت القشرية للدماغ. وهذا ما يدل على وجود علاقة بين الإصابة بالمرض وحدوث تغيرات معينة في الدماغ. لكن لم يتم تحديد هذه العلاقة بدقة إذ لا تزال الدراسات قائمة للتوسع في هذا الموضوع للمساعدة على تحديد علاج محدد ومخصص لاضطراب الوسواس القهري.
تشخيص اضطراب الوسواس القهري
من أهم الأمور المساهمة في عملية علاج اضطراب الوسواس القهري هو التشخيص المبكر والدقيق للمرض. فعندما يُلاحظ وجود مشاكل أو اضطرابات نفسية عند الشخص يجب الذهاب للطبيب النفسي الذي سيقوم بدوره بالعديد من الفحوصات لتقديم التشخيص الصحيح. حيث تتشابه العديد من الأمراض النفسية بأعراض مشتركة ولذلك يجب على الطبيب أن يكون حذرًا ودقيقًا عند الفحص. وتشمل هذه الفحوصات: الفحوصات الجسدية والحركية كأداء المهام اليومية. بالإضافة إلى الفحوصات المخبرية.
كما يتم تقييم الحالة النفسية للشخص من قبل الطبيب النفسي المختص لمعرفة الاضطرابات التي يعاني منها. وفي النهاية يتم تقديم التشخيص الدقيق والنهائي لننتقل بعدها إلى مرحلة العلاج.
شاهد أيضًا: القلق المرضي وما تحتاج إلى معرفته
علاج اضطراب الوسواس القهري
عند تأكيد الإصابة باضطراب الوسواس القهري تبدأ رحلة العلاج. إذ توصل العلماء إلى العديد من طرق العلاج وذلك حسب شدة المرض وحالة المريض المادية والنفسية. بالإضافة إلى المضاعفات التي قد ترافق المرض كالقلق واضطراب تشوه الجسم (اضطراب يشعر المريض أن جزءًا من جسمه غير طبيعي) وهنا يجب على الطبيب مراعاة هذه الأمور عند اتخاذ العلاج المناسب. حيث يمكن أن يتم العلاج عن طريق الأدوية أو عن طريق العلاج النفسي أو بدمج الطريقتين معًا.
سنبدأ أولًا بالحديث عن العلاج بالأدوية وهذه الطريقة الشائعة في علاج العديد من الأمراض. إذ يتم استخدام مثبطات امتصاص السيروتونين في عملية علاج اضطراب الوسواس القهري حيث تساهم في تخفيف حدة الأعراض. وغالبًا ما تتطلب عملية العلاج هنا من 8 إلى 12 أسبوع. وفي حال عدم تحسن الأعراض يتم استخدام الأدوية المضادة للذهان بالرغم من تفاوت الآراء بخصوص هذا الدواء.
وهنا يجب الانتباه للعديد من الأمور عند أخذ الأدوية:
- معرفة مخاطر ومضاعفات الدواء عن طريق الاتصال بالطبيب الخاص بك.
- كما يجب عدم التوقف عن تناول الدواء دون إخبار الطبيب بذلك. حيث يؤدي ذلك إلى تفاقم أعراض اضطراب الوسواس القهري.
- ويجب ألا ننسى إبلاغ الطبيب عند حدوث أعراض جانبية أو في حال الحساسية تجاه نوع معين من الأدوية.
سننتقل الآن إلى النوع الثاني من العلاج وهو العلاج النفسي وهذا ما يحتاج إلى أخصائي نفسي. إذ يعطي هذا العلاج نتيجة مشابهة بالعلاج بالأدوية. حيث يقوم العلاج النفسي على العلاج السلوكي المعرفي (كالتدريب على عكس العادة). ومن أنواعه ما يسمى بمنع التعرض والاستجابة مثال: يقوم الطبيب بإجبار المريض على لمس الأشياء المتسخة ومن ثم يمنعه من غسيل يديه. وغيرها من الطرق التي تستهدف صحة المريض النفسية.
ويبقى الخيار هنا للطبيب الذي يقوم بتقييم الحالة واختيار إحدى الطرق أو بدمج الطريقتين معًا.
شاهد أيضًا: اضطراب الشخصية الفصامية أعراض وطرق علاج
العلاجات البديلة لاضطراب الوسواس القهري
في حالات معينة قد لا يكون العلاج الدوائي أو العلاج النفسي كافيًا للشفاء من اضطراب الوسواس القهري. وهنا قد يلجأ الطبيب إلى العلاجات البديلة وهي عبارة عن علاجات مساعدة تفيد في التعرف بشكل أكبر على حالة المريض والوصول بشكل أسرع إلى مرحلة الشفاء. ومن أهم هذه العلاجات:
- التحفيز المغناطيسي داخل الجمجمة: وهي عبارة عن طريقة يتم فيها استخدام مجال مغناطيسي متغير لانتاج تيار كهربائي الذي بدوره يتدفق إلى منطقة صغيرة في الدماغ وذلك عن طريق الحث الكهرومغناطيسي.
- التحفيز العميق للدماغ: وهو علاج لا يحتاج إلى تخدير أو عمل جراحي. ويعتمد على إرسال النبضات المغناطيسية إلى تحت الجمجمة فتقوم هذه النبضات بتنشيط الخلايا العصبية في المنطقة المستهدفة فيزيائيًا.
- العلاج بالصدمة الكهربائية: وهو علاج يستخدم للعديد من الأمراض ويتم إجرائه تحت التخدير الكامل. حيث يتم تمرير تيارات كهربائية عبر الدماغ لتحفيز حدوث نوبة قصيرة. فيحدث تغيرات في كيمياء الدماغ وهذا ما يساهم في علاج العديد من الأمراض العقلية.
الوقاية من اضطراب الوسواس القهري
دائمًا ما نسمع بمقولة درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج. والوقاية في اضطراب الوسواس القهري تقوم بشكل رئيسي على السلامة النفسية للطفل والعيش في بيئة مناسبة وظروف اجتماعية جيدة بعيدًا عن الحروب والمشاكل. كما نذكر بضرورة استشارة الطبيب في حال كانت هناك سوابق عائلية ووراثية للمرض. إذ يساعد ذلك على التشخيص المبكر للمرض أو منع حدوثه. إذ يساعد ذلك في تنمية قدرات الطفل بما يتناسب مع خلق مهارات وإبداعات تنعكس إيجابًا على سلامة الطفل وتساهم في خلق جيل واع ومثقف صحيًا يساهم في بناء مجتمعه.
وفي ختام مقالنا المتعلق بأسباب اضطراب الوسواس القهري وطرق علاجه. والذي شرحنا فيه عن اضطراب الوسواس القهري وعن أعراضه وأسبابه وطرق علاجه بالإضافة إلى كيفية الوقاية منه. نذكر بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للطفل بشكل خاص والناس بشكل عام إذ أنها لا تقل أهميةً عن الصحة الجسدية.وذلك في سبيل الوصول إلى مجتمع سليم ومعافى نفسيًا.