تعد الرضاعة الطبيعية من مقومات الغذاء الرئيسي الذي يحتاج إليه الطفل الرضيع. بالتالي كلما كانت مدة الرضاعة طويلة كلما حصل الطفل على المزيد من العناصر الغذائية التي تساهم في تعزيز نمو وصحة الرضيع. بما أن الرضاعة تزيد من الترابط بين الأم وطفلها. لكن أحياناً يولد أطفال بعيب خلقي يدعى الشفة الأرنبية، وهي حالة تنقسم فيها الشفة العلوية للرضيع أثناء الحمل مما يصعب عليه الرضاعة. بالتالي سنحاول في هذا المقال التعرف على كيفية إرضاع طفل لديه شفة أرنبية وأهم أسباب الشفة الأرنبية والعلاج المتاح لها.
أهم أسباب الشفة الأرنبية لدى الأطفال
توجد العديد من الأسباب وراء الشفة الأرنبية لدى الأطفال. سنحاول ذكر أهمها:
- تعتبر الوراثة أحد الأسباب ظهور الشفة الأرنبية إذا كان أحد أفراد العائلة موجودة لديه.
- تناول المرأة الحامل للأدوية أثناء الحمل تحديداً في أول ثلاث أشهر من الحمل. نذكر من هذه الأدوية: أدوية الصداع والصرع أو بعض أدوية السرطان التي قد تسبب ظهور عيب خلقي لدى الجنين من ضمنها الشفة الأرنبية.
- يعتبر التدخين والكحول أحد أسباب الشفة الأرنبية سواءً أكان الأب أو الأم مدخناً أو يشرب الكحول.
- يسبب نقص حمض الفوليك لدى المرأة أثناء الحمل عيوبًا خلقية في الجنين من ضمنها الشفة الأرنبية.
- تسبب إصابة النساء أثناء الحمل بمرض سكري الحمل زيادة خطر ولادة الطفل بشفة مشقوقة، مقارنةً بالنساء اللواتي لم يصبن بمرض السكري.
اقرأ أيضاً: أورام الدماغ لدى الأطفال الأعراض والأسباب
كيفية إرضاع طفل لديه شفة أرنبية أو شق حنك
يحتاج كل طفل لديه تشوه خلقي إلى طريقة تناسبه في الرضاعة؛ لذلك سنحاول تقديم بعض النصائح العامة لإرضاع طفل لديه شفة أرنبية:
- احتضان الطفل بضع دقائق قبل الرضاعة؛ مما يساعده على الاسترخاء قليلاً لجعل الرضاعة أكثر متعة.
- ضرورة إطعام الطفل في بيئة هادئة والتأكد من جلوس الأم على كرسي مريح.
- حمل الطفل في وضع مستقيم على حجر الأم وإمالة ظهره قليلاً، مما يساعد الطفل على البلع وعدم تدفق الحليب إلى أنف أو أذن الرضيع.
- ضرورة أخذ فترات للراحة وذلك لتجشؤ الطفل، مما يجنبه التعرض لغازات شديدة.
- مدة الرضعة للطفل من عشرين إلى ثلاثين دقيقة، أكثر من ذلك سيستخدم الطفل طاقات كثيرة أثناء الرضاعة. طبعاً هذه المدة لا تشمل الوقت المخصص لتجشؤ الطفل أو تغير حفاضه.
- فرك حلمة زجاجة الرضاعة على شفة الرضيع السفلى للمساعدة على وضع الحلمة في الفم.
- في حال إصابة الطفل بشقة مشقوقة يجب تجنب وضع الحلمة في الشق.
- عند بدء الطفل بالرضاعة، نضغط على الزجاجة برفق لإدخال الحليب إلى الفم. بشكل عام يكون الضغط من ثلاث إلى أربع مرات كافياً.
- مراقبة تفاعل الطفل مع الضغط على زجاجة الحليب. في حال عدم وجود تفاعل من قبل الطفل يجب التوقف وترك الطفل ليبلع الحليب بأريحية قبل إعطائه المزيد منه.
- يجب إمساك الزجاجة طوال فترة الرضاعة. كذلك لا ينبغي دعم الزجاجة بوسادة أو أي شيء آخر أثناء الرضاعة. حيث يعتبر ذلك غير آمن للطفل وقد يسبب له الاختناق.
اقرأ أيضًا: جدول للأم الجديدة بأوقات الرضاعة من سن يوم لـ3 شهور
أنواع الزجاجات المناسبة لطفل لديه شفة أرنبية
يوجد أنواع كثيرة مناسبة من الزجاجات لإرضاع طفل لديه شقة أرنبية. سنذكر منها:
- زجاجات مناسبة للشفة الأرنبية: تمتاز بكلفتها المنخفضة، الليونة، وقابليتها للضغط. لكن قد نحتاج لتغير الحلمة بحلمة أقصر. أيضاً يجب وضع بعض الماء فيها وتجربتها قبل استخدام الزجاجة لأول مرة.
- زجاجات مناسبة للاحتياجات الخاصة: يوجد فيها صمام أحادي الاتجاه مهمته الحفاظ على الحليب في الحلمة. بالتالي لا تحتاج إلى الشفط من قبل الطفل. ويأتي معها قطعة إضافية على شكل حرف Y تساعد في التحكم بكمية الحليب المتدفق إلى فم الطفل.
- زجاجة بيجون للرضاعة: يوجد فيها صمام بلاستيك مناسب للحلمة لإبقاء الحليب ضمنها. مما يسبب تدفق الحليب بسهولة عند الامتصاص من قبل الطفل. يمكن استخدام هذه الحلمة مع أي نوع من أنواع زجاجات الرضاعة. ويوجد حجمين منها حجم صغير بتدفق بطيء مناسب لطفل حديث الولادة بينما يكون الحجم الآخر أكبر ويمتاز بتدفق أكبر مناسب للأطفال بسن ست أسابيع فما فوق.
- أداة براون للتغذية الخاصة: يوجد فيها نظام تغذية مخصص فيه صمام باتجاه واحد مثبت في قاعدة الحلمة. وذلك للمحافظة على الحلمة ممتلئة بالحليب. بالتالي يتحكم الطفل بمعدل تدفق الحليب.
اقرأ أيضاً: ما خطورة بنج الأسنان على الرضاعة
طريقة علاج الشفة الأرنبية عند الأطفال
تعتبر الجراحة الحل الأمثل والأفضل لتصحيح وضع الشفة المشقوقة والحنك المشقوق. أحياناً بعد إصلاح الشق الأولي يوصي الطبيب المختص بإجراء بعض الجراحات المتتابعة لتحسين الكلام أو تحسين مظهر الشفة. بشكل طبيعي يتم إجراء هذه العمليات بالترتيب التالي:
- إصلاح شق الشفة خلال أول ثلاث إلى ست أشهر من عمر الطفل.
- بعدها إصلاح الحنك المشقوق بعمر أقل من سنة.
- إجراء جراحات متتابعة بعمر يتراوح من سنتين حتى عمر المراهقة.
- ضرورة إجراء جراحة شق الشفة والحنك في المستشفى تحت التخدير العام، بالتالي لن يشعر الطفل بأي ألم خلال العملية.
- قد يحتاج الطفل إلى إجراء عمليات جراحية تجميلية لتحسين مظهر الفم والأنف والشفة للطفل.
يمكن لإجراء الجراحة أن يحسن من مظهر الطفل بشكل كبير؛ مما يزيد قدرة الطفل على الأكل والتنفس وكذلك التحدث بشكل سليم. هناك احتمالية عدم إجراء العمليات النهائية لإصلاح الندوب الناتجة عن الجراحة الأولى حتى بلوغ الطفل سن المراهقة انتظاراً لاكتمال بنية وجهه.
ختاماً يجب التأكيد على ضرورة تكيف الأم مع الرضاعة بوجود شفة أرنبية لدى الطفل وقد يساعدك في ذلك معرفة مدى سرعة نمو الطفل على التعامل بشكل أفضل معه.