إن كنت واحدًا من الوالدين ولديك خوف بشأن الورم الراسي الدموي عند الطفل، فهذه حالةٌ طبيعيةٌ تمامًا. وتحدث هذه الأورام الرأسية الدموية نتيجة عملية المخاض والولادة. ويصاب بالورم الدموي الرأسي نسبة 2% بعد الولادة. حيث تكون نسبة الإصابة به بشكل عفوي أثناء خروج الطفل من المهبل 1%، 2%. كما تبلغ نسبة الإصابة به من الملقط أو الشفط المساعد للولادة 3%، 4%. لا تعتبر الأورام الرأسية ضارةً أو خطرةً على صحة الطفل ويرجع ذلك لكون كتلة الدم قد تجمعت خارج الجمجمة. وتعمل الجمجمة على حماية الدماغ من أيّ ضرر قد يحدث بسبب الأورام الرأسية. أحيانًا يكون الورم الدموي الراسي عند الطفل حديث الولادة خطيرًا.
ما هو الورم الدموي الراسي عند الطفل حديث الولادة
يعتبر ورم رأس الطفل حالةً شائعةً نسبيًا. حيث تتطور مجموعة صغيرة من الدم لتتحول لكتلة تحت فروة رأس الطفل في خارج الجمجمة. ويحدث الورم الدموي الراسي نتيجة الضغط الذي يحدث على رأس الطفل خلال الولادة الطبيعية. فيؤدي هذا لإتلاف أو تمزق الأوعية الدموية بالغة الصغر في فروة الرأس. فيؤدي الضرر الذي تعرضت له الأوعية الدموية لنزيف داخلي ومن ثم يتجمع الدم مشكلًا كتلة حميدة.
اقرأ أيضًا: تأخر التبرز عند حديثي الولادة أسبابه وما هي طرق علاجه
أعراض الورم الدموي الراسي عند الطفل
تعتبر السمة التي تميز الورم الرأسي الدموي وجود انتفاخٍ أو نتوء في مؤخرة رأس الطفل حيث يتشكل هذا الانتفاخ بعد الولادة فورًا. عند ولادة الطفل تكون الكتلة التي أدت إلى الانتفاخ ناعمة الملمس. وبعدها بشكل تدريجي يبدأ الدم في التجمع الدموي الحاصل تحت فروة الرأس بالتكلس فيصبح الانتفاخ صلبًا وكثيفًا. بعدها يبدأ الدم المتكلس تحت جلد الرأس بالتآكل مما يؤدي لانكماش هذه الكتلة. حيث تتآكل المنطقة الواقعة في مركز الانتفاخ الرأسي الدموي وبعدها تبدأ الحواف الخارجية للكتلة بالاختفاء فتأخذ وقتًا أطول للاختفاء. وهذا يجعل الانتفاخ يظهر وكأنه فوهة بركان أو حلقة.
الأعراض الداخلية للورم الدموي الراسي
ثمة أعراض داخلية تتصف بأنها أكثر دقة. وتشمل هذه الأعراض الداخلية التي ترتبط بالورم الدموي الراسي كلًا مما يلي:
العفونة: حيث تعتبر العفونة أحد المضاعفات الضارة التي تحدث في الورم الرأسي ببعض الحالات.
اليرقان: يرفع الورم الرأسي الدموي عند الطفل من احتمالية إصابة الطفل باليرقان وحاضة إن كان الطفل من حديثي الولادة، وتنتج الصفراء عند الأطفال الرضع نتيجة ارتفاع مستويات البيليروبين في الدم.
فقر الدم: يعتبر انخفاض مستوى خلايا الدم الحمراء أحد الأعراض الشائعة التي ترتبط بالورم الرأسي الدموي عند الطفل.
اقرأ أيضًا: متى تختفي الصفراء عند الأطفال
أسباب الورم الدموي الراسي عند الطفل حديث الولادة
تختلف الأسباب التي تعتبر وراء الورم الدموي الراسي عند الطفل حديث الولادة ولكن واحدةً من أكثر مصادر الصدمات شيوعًا هو عظم الحوض عند الأم، حيث يؤثر رأس الطفل على هذا العظم خلال عبوره قناة الولادة. لذا عند حدوث هذا تستمر قوة تقلصات المخاض في دفع الرأس باتجاه الحوض حتى يدور الرأس ويجد سبيلًا لعبور قناة الولادة.
دور عملية الولادة الطبيعية المهبلية
يرجع سبب حدوث الورم الدموي الراسي عند الطفل حديث الولادة بسبب إصابة خفيفة تعرض لها رأس الطفل بسبب صدمةٍ ما لامست رأسه أو نتيجة ضغط أعضاء المرأة عليه أثناء الولادة. حيث يمر رأس الطفل بطريق صعبة عندما تدفعه الأم خلال الولادة المهبلية. فيحصل الورم الرأسي الدموي نتيجة الضغط الحاد أو صدمة خارجيةٍ على رأس الطفل حديث الولادة خلال عملية الولادة الطبيعية. مما يؤدي لتلف أو تمزق الأوعية الدموية صغيرة الحجم والهشة للغاية، والتي تحيط بالرأس تحت فروته. فيتسرب الدم من الأوعية الدموية التي مزقت ويتجمع ببركةٍ تحت فروة رأس الطفل لتكون انتفاخًا يطلق عليه الورم الدموي الراسي عند الطفل حديث الولادة.
دور أدوات المساعدة على الولادة
تعد أدوات مساعدة الطفل على الولادة أحد الأسباب الشائعة التي تؤدي لحدوث صدمة رأسية خلال الولادة فتؤدي لحدوث الورم الدموي الراسي عند الطفل حديث الولادة. وتشمل أدوات المساعدة على الولادة كلًا من الأجهزة التالية كملقط التوليد، إضافةً إلى مضخات التفريغ. حيث يستخدم الأطباء ضمن غرفة المخاض والولادة الأجهزة الطبية التي ذكرناها لتساعد بتسهيل الولادات الطبيعية المهبلية عندما لا تدفع تقلصات الرحم عند الأم الطفل عبر قناة الولادة وحدها. فتعمل أدوات الشفط إضافةً إلى ملقط التوليد عبر إمساك رأس الطفل. حتى عندما تستخدم هذه الأجهزة بطريقةٍ صحيحة وبمهارة عالية واحترافية فإنها تسبب قوةً قد تؤدي لتدمير الأوعية الدموية عند الطفل حديث الولادة وبالتالي فإنها تحفز الورم الراسي الدموي.
دور المخاض الطويل
قد يصاب أي طفل ولد بشكل طبيعي عن طريق المهبل لخطر أن يصاب بالورم الرأسي الدموي، ولكن ثمة عوامل عدة تزيد من خطر الإصابة بالورم الدموي الراسي مثل أيّ شيءٍ يزيد من مدة عملية المخاض والولادة فيجعل هذا الأمر معقدًا أكثر وصعبًا للغاية ويرفع تلقائيًا احتمالية الإصابة بالورم الدموي الرأسي نتيجة سببين. السبب الأول هو ارتفاع نسبة إصابة الطفل في الحوض أو قناة الولادة خلال الولادة كلما طالت وصعبت على الأم. أما السبب الثاني فإن المخاض الطويل والصعب يرفع احتمالية استخدام أدوات المساعدة على الولادة والتي تزيد من خطر الإصابة بالورم الدموي الراسي عند الطفل.
اقرأ أيضًا: الطول الطبيعي للأطفال يحميهم من السكتات الدماغية
عوامل خطر إصابة الطفل بالورم الراسي الدموي
تتضمن عوامل خطر إصابة الطفل بالورم الدموي الراسي ما يلي:
- عملقة الجنين: يطلق مصطلح العملقة الجنينية على الطفل عندما يكبر بفترة الحمل لما يزيد عن 9 أرطال. بالطبع فإن كبر حجم الطفل يصعب عملية مروره عبر قناة الولادة المهبلية.
- حقنة فوق الجافية: تأخذ الأم لتخفيف ألمها حقنة فوق الجافية خلال الولادة. فتخدر حقنة فوق الجافية الجزء السفلي من جسد الأم مما يضعف قدرتها على دفع الطفل إلى الخارج بطريقةٍ فعالة.
- استخدام أدوات المساعدة في الولادة: إذا استخدم الطبيب مُستخرجًا أو ملقطًا مفرغًا لكي يمسك برأس الطفل ليساعده على الخروج عبر قناة الولادة، فإن هذا يزيد من خطر الإصابة بالورم الدموي الرأسي بنسبةٍ هائلة.
المضاعفات المحتملة للورم الدموي الرأسي عند الطفل
بالرغم من أن الورم الدموي الراسي عند الطفل هو حالة غير ضارة وقد تختفي من دون علاج. ولكن ببعض الحالات، قد يسبب الورم الرأسي الدموي مضاعفات صحية ثانية.
اليرقان
يعتبر اليرقان من المضاعفات الأكثر شيوعًا والتي ترتبط بالورم الدموي الراسي. فعندما في نهاية الأمر يتحلل الدم ويتفكك في كتلة الورم الرأسي الدموي ويمتص، فإن هذا يسبب ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم. وكون اليرقان ناتج عن زيادة البيليروبين في الدم، فهذا يشير إلى أن الأطفال الذي تعرضوا للورم الدموي الرأسي بالورم هم أكثر عرضة للإصابة باليرقان.
العفونة
كما تعد العفونة أحد المضاعفات نادرة الحدوث. ولكنها إن حدثت فهي خطيرة. فقد يسبب موقع الورم الدموي الرأسي الإصابة بعفونة أولية أو ثانوية. فقد تسبب الآفات التي توجد على جلد موقع الورم الدموي الرأسي عدوىً بكتيرية. وتنتج معظم التهابات الورم الدموي من خلال بكتيريا الإشريكية القولونية. حيث تظهر عدوى الورم الرأسي الدموي في العادة ضمن الأسبوع الأول أو الثاني بعد الولادة. كما تشمل الأعراض حدوث الحمى والالتهاب قرب موقع الانتفاخ.
في الختام إذا شككت باحتمالية إصابة الورم الدموي الراسي عند الطفل بأي مضاعفات فينبغي على الفور زيارة الطبيب. إذ قد تكون عدوى الورم الدموي الراسي عند الطفل حديث الولادة خطيرةً وتحتاج تدخلًا طبيًا عاجلًا. ولا تستهن بالأمر فقد يكون الأمر بحاجة لإجراءات طبية إن لزم الأمر. حيث أنه نادرًا ما يلجأ الأطباء للتدخل الجراحي، نتمنى لأطفالكم حديثي الولادة كل الخير والصحة بعيدًا عن الورم الدموي الرأسي وسواه من الأمراض ودمتم بخير.