طفل بجلدٍ أزرق، قد يبدو هذا عنوانًا مثيرًا لاسم فيلمٍ أو للصفحة الأولى من صحيفةٍ ما، ولكن عندما تعرف أنها حالة واقعية قد تصيب أشخاصًا حولك فيجب أن تحصل على معلومات كافية عنها. تسمى هذه الحالة بـ”متلازمة الطفل الأزرق” من أهم الأعراض لهذه المتلازمة ازرقاق جسم الطفل نتيجةً لانخفاض كمية الهيموجلوبين الموجودة بدم الطفل. يطلق عليها اسم آخر هو ميتهيموغلوبينية الدم. وهي حالة خلقية يولد بها بعض الأطفال أو حالة مكتسبة تتطور عند البعض بوقت مبكر من الحياة. ولذا فإننا سنضيء في هذه المقالة على أسباب وأعراض متلازمة الطفل الأزرق فنتعرف سويةً لماذا يزرق وجه الرضيع وما هو سبب ازرقاق جسم الطفل فابقوا معنا.
أسباب متلازمة الطفل الأزرق
- يعد أكثر الأسباب شيوعًا بمسألة متلازمة الطفل الأزرق هو المياه الملوثة بالنترات. حيث يرجع سبب ازرقاق جسم الطفل حديث الولادة لشربه مشروبًا يحوي بتركيبته على ماء غني بالنترات، فإن الجسم يحول النترات إلى النتريت. حيث ترتبط هذه النتريت بالهيموجلوبين في الجسم، فتشكل ميثيموغلوبين، وهذا الميثيموغلوبين غير قادر على حمل الأكسجين.
تعد النترات شائعةً وموجودةً بمياه الشرب في المجتمعات الزراعية وخاصةً تلك المستخدمة لمياه الآبار. ويرجع سبب هذا التلوث لاستخدام الأسمدة والسماد الطبيعي.
يعتبر الأشخاص الأكثر عرضةً لمتلازمة الطفل الأزرق هم الرضع دون ال ٣ أشهر. ولكن هذا لا يعني أن الآخرين قد لا يصابوا بمتلازمة الطفل الأزرق. يعاني الأشخاص البالغين المعرضون لخطر الإصابة بميتيموغلوبين الدم:
-
-
- استعداد وراثي.
- القرحة المعدية أو الالتهاب في المعدة.
- الفشل الكلوي الذي يحتاج غسيل الكلى.
-
- رباعية فالو (TOF): تعد رباعية فالو حالةً قلبيةً خلقيةً. وهي خطيرة حيث تسبب ٤ تشوهات في هيكل القلب. تؤدي رباعية فالو لنقص الأكسجين في الدم. حيث قد تتسبب هذه الحالة أن يظهر الطفل بلون أزرق وذلك منذ الولادة.
- تشوهات القلب الخلقية الأخرى: إن أي تشوه خلقي يحدث في القلب، يقلل من كمية الأكسجين بدم الطفل. وهذا ما يؤدي لتحول بشرة الطفل للون الأزرق.
- ميتهيموغلوبينية الدم: تحدث ميتهيموغلوبينية الدم نتيجة التعرض لأكسيد النيتريك المستنشق، أو بسبب بضع من أدوية التخدير والمضادات الحيوية مثل أدوية (مثل البنزوكائين والدابسون) إضافةً إلى المواد الكيميائية (مثل الأنيلين والنفتالين).
- تسبب بعض الحالات الصحية مثل فقر الدم، أو عدم تحمل بروتين الحليب، بالإضافة إلى الحماض الأيضي الشديد، والالتهابات في المسالك البولية أن ترفع مستوى خطورة إصابة الرضيع بميتيموغلوبين الدم.
اقرأ أيضًا: الطول الطبيعي للأطفال يحميهم من السكتات الدماغية
أعراض متلازمة الطفل الأزرق
تعد أعراض متلازمة الطفل الأزرق الأكثر شيوعًا هي تلون الجلد باللون الأزرق حول الفم واليدين والقدمين. وهذا ما يسمى بالزرقة. حيث تدل الزرقة على أن الطفل لا يكفيه الأوكسجين. وبعد أن ناقشنا لماذا يزرق وجه الرضيع، فثمة أعراض أخرى غير ازرقاق جسم الطفل منها:
-
-
- الصعوبة في التنفس.
- تقيؤ.
- الإسهال.
- خمول وكسل.
- زيادة في إفراز اللعاب.
- فقدان الوعي.
- نوبات الصرع.
- كما قد تؤدي هذه المتلازمة بالحالات الشديدة إلى الموت.
-
اقرأ أيضًا: أعراض وأسباب تعذر الأداء النطقي لدى الأطفال
تشخيص متلازمة الطفل الأزرق
يشخص الطبيب إصابة الرضيع بمتلازمة الطفل الأزرق من خلال أعراض متلازمة الطفل الأزرق خلال فحصه. فيلاحظ الطبيب تلون الطفل باللون الأزرق. يأخذ الطبيب تاريخ الطفل الطبي الشامل. وبعدها يفحص الطفل بدنيًا ويراقب المناطق الزرقاء في الجسم ويستمع للقلب والرئتين. كما يجري الطبيب مجموعةً من الاختبارات لتشخيص الحالة:
- تحليل الدم.
- ثم تصوير الصدر باستخدام الأشعة السينية لكي يفحص الرئتين والقلب.
- مخطط نبض القلب لاختبار القلب وعمله جيدًا.
- الأكسجة لمعرفة كمية الأكسجين في الدم.
- قسطرة القلب لمعاينة الأوعية الدموية والهياكل ضمن القلب.
كما أنه لا يكفي إجراء اختبارات الطفل وحده بل يجب اختبار ماء الصنبور لكي تقاس مستويات النترات.
وعمومًا، تعد المياه التي تبلغ فيها مستويات النترات أقل من 10 ملليغرام لكل لتر (ملجم / لتر) آمنة. فإذا احتوت عينة الماء على مستويات من النترات أعلى من 10 ملجم / لتر، فيجب ألا يأخذها الرضيع.
اقرأ أيضًا: هل يفسد حليب الأم بعد توقف الرضاعة عالم حواء
علاج متلازمة الطفل الأزرق
بعد حديثنا عن أسباب وأعراض متلازمة الطفل الأزرق، فما هو العلاج؟
- إن العلاج يختلف تبعًا لسبب تحول الطفل إلى اللون الأزرق. فإذا رجع سبب زرقة الطفل لأمراض القلب الخلقية، فقد يكون الحل إجراء عملية جراحية تصحح التشوهات. وفي العادة يجري الجراح الجراحة قبل إكمال الطفل لعامه الأول، ويفضل حتى إجراؤها قبل بلوغه للستة أشهر. ونجاح العملية الجراحية تعني حصول الطفل على ما يحتاجه من الأوكسجين وبهذا يتخلص من الزرقة.
- أما إذا كان السبب بمتلازمة الطفل الأزرق ناتجًا عن مستويات النترات العالية في الماء، فيحتمل أن يستشير الطبيب مركز مكافحة السموم أو أخصائي السموم لكي يساعد باكتشاف الطريقة الناجعة لعلاج هذه الحالة. لذا يجب تجنب مصدر الماء الملوثة بالنترات. وقد يحتاج الأطفال المصابون بمتلازمة الطفل الأزرق شديدة الخطورة لدواء يدعى الميثيلين الأزرق، حيث يعطي الطبيب هذا الدواء كحقنة.
- ثمة علاجات أخرى مثل حمض الأسكوربيك.
- نقل الدم.
- تبديل الدم.
- العلاج بالأوكسجين.
اقرأ أيضًا: مراحل تطور إدراك الطفل الرضيع حتى عمر السنتين
الوقاية من متلازمة الطفل الأزرق
منعًا لحصول ازرقاق الطفل وظهوره في أعراض متلازمة الطفل الأزرق وللوقاية منها:
- يجب ألا تطعم الأطفال دون الـ 6 أشهر الطعام الغني بالنترات مثل السبانخ أو الجزر أو الشوندر السكري.
- افحص آبار المياه لديك تجنبًا لوجود نترات ولمعرفة إن كانت صالحة وآمنة للشرب.
- تجنب إعطاء طفلك الماء إن كان يحتوي على نترات.
- إذا كانت نسبة النترات في البئر الخاص بك أعلى من 10 ملليجرام لكل لتر (ملجم / لتر)، فينبغي منع النساء الحوامل والمرضعات من استخدام هذه المياه.
اقرأ أيضًا: أضرار التونة للأطفال وسلبيات تناولها
هل يعيش الأطفال المصابون بمتلازمة الطفل الأزرق
يعيش غالبية أطفال هذه المتلازمة حياةً طبيعيةً وصحيةً من دون مضاعفات دائمة في الصحة. حيث أن غالبية الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية بالقلب وسببت لهم الزرقة تجرى لهم عمليات جراحية واستمروا أحياء حتى بعد مرور ٢٠ عامًا من العملية.
في الختام فإن أسباب وأعراض وعلاج متلازمة الطفل الأزرق إضافةً إلى طرق الوقاية منها قد باتت واضحةً بعد أن ناقشناها معكم خطوةً بخطوة. فلا تهمل أيّ عارضٍ قد يصيب صغيرك وخاصةً إن بتّ تسأل عن سبب ازرقاق جسم الطفل حديث الولادة ولماذا يزرق وجه الرضيع. فإن العلاج المبكر يحمي صغيرك أو قد يحميك من مخاطر أكبر قد تحصل لأيّ أحد منكما. اختر مياه شربك وأفراد عائلتك بعناية بعيدًا عن النترات لتحافظ على بشرةٍ صحية مشبعة بالأوكسجين. فالصحة هي التاج الذي وهبنا إياه الله ويجب ألا نضيعه ما استطعنا لذلك سبيلًا.