قد تنزف السرة عند الطفل حديث الولادة أثناء سقوط الحبل السري أو بعد ذلك بوقت قصير، في أغلب الأحيان، لا يكون نزول الدم من الحبل السري للرضيع مدعاةً للقلق، إذ يكون جزءًا ضروريًا، ومنتظمًا من عملية الشفاء، ومن جهة أخرى، يمكن أن يكون هناك خطورة في نزول الدم من الحبل السري للرضيع، مما يستوجب استشارة طبيب الأطفال لعلاجها، يمد الحبل السري الجنين بالعناصر الغذائية من الأم، وبمجرد ولادة الطفل، فلا حاجة لوجود الحبل السري، لذا يقوم الأطباء بقطع الحبل السري، الذي يجب بدوره، ويسقط من تلقاء نفسه تاركًا مكانه ما يسمى بـ”السرة“.
تابعوا القراءة لمعرفة أسباب نزول الدم من الحبل السري للرضيع. ومتى يصبح نزول الدم من الحبل السري خطرا على الرضيع يستوجب طلب المساعدة الطبية، وما هي الإجراءات التي بإمكانكم اتخاذها لمنع نزول الدم من الحبل السري لطفلكم.
ما هو الحبل السري
الحبل السري هو رابط مهم بين الأم، والجنين طول فترة الحمل، وعن طريقه يتلقى الطفل جميع العناصر الغذائية، إضافةً إلى الأوكسجين الذي يحتاجه من الأم عبر المشيمة. كما تنتقل نفايات الطفل عبر ممر خاص في الحبل السري لتطرحها الأم بدورها.
بعد الولادة يقوم الطبيب أو القابلة بإزالة الحبل السري المتصل ببطن الطفل عبر شده بمشابك أو ملاقط خاصة. من الضروري عند إزالة الحبل السري التأكد من الحفاظ على بقايا صغيرة منه لتجنب إيذاء الطفل. قد يستخدم خيط رقيق لربط الحبل السري بدلًا من المشابك.
الرعاية بعد قطع الحبل السري
خلال الفترة الممتدة بين قطع الحبل السري، وسقوط بقية الحبل السري هناك احتمالية لنزول الدم من سرة الرضيع، لذا لا بد من الاعتناء جيدًا بمنطقة السرة، لئلا يصبح نزول الدم من الحبل السري خطرا على الرضيع. توضح الأسطر التالية الخطوط العريضة عند الاعتناء بالسرة بعد قطعها:
- تعتبر النظافة الجيدة للطفل عمومًا، ولمنطقة السرة على وجه الخصوص أساس الرعاية بعد قطع الحبل السري.
- استخدام مسحوق العناية بالسرة، والذي بإمكانكم الحصول عليها من الصيدليات.
- عدم الخوف إذا تسببت إجراءات العناية بالسرة بعض الألم عند الرضيع، فالنسج المتبقية من السرة تتكون من أنسجة ميتة فقط، ولا تحتوي على نهايات عصبية لاستشعار الألم.
شاهد أيضًا: أسباب وجود دم في سرة المولود بعد سقوط السرة.
متى يسقط الحبل السري لدى طفلك
غالبًا ما يسقط الحبل السري للطفل الرضيع بعد أن يجف، وقد تختلف المدة اللازمة لسقوط الحبل السري من طفل لآخر، وحسب ظروف العناية بالحبل السري، والتي تستوجب المحافظة على جفاف منطقة الحبل السري، لتسريع سقوطه. وعادةً ما يسقط الحبل السري في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد الولادة، وقد يترافق سقوط الحبل السري مع نزول قليل من الدم من الحبل السري.
ماذا أفعل بسرة المولود بعد سقوطها
كما ذكرنا، فإن ما تبقى من الحبل السري سيسقط من تلقاء نفسه بعد 14 يومًا على أبعد تقدير. أما بعد سقوط جذع الحبل السري لرضيعك، فيجب عليك الاحتفاظ به، ثم فحصه عند طبيب الأطفال أو القابلة. مع ضرورة فحص سرة رضيعك. بهدف التأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام.
هل من الخطر خروج دم من سرة المولود بعد سقوطها
من الطبيعي بعد سقوط الجذع السري نزول القليل من الدم من الحبل السري، والذي قد ينتج عن عدم تنظيف منطقة السرة بشكل جيد، الأمر الذي يتسبب ببقاء بعض النسيج الرخو مسببًا نزول الدم من سرة المولود بعد سقوطها، إلا أن استمرار نزول الدم أكثر من الطبيعي يستدعي مراجعة الطبيب، لأنه قد يسبب خطرا على الرضيع. وخاصةً عند ظهور بعض الأعراض على الطفل، والتي سنرد على ذكرها في الأسطر القادمة.
ننصحكم بمشاهدة: كيفية العناية بالسرة.
نزول الدم من الحبل السري للرضيع
يمكن رؤية نزول الدم من الحبل السري لدى المولود الجديد مباشرةً بعد سقوط الحبل السري أو بعد أسبوع حتى. وعلى الرغم من كون نزول الدم من الحبل السري جزءًا طبيعيًا من عملية شفاء الحبل السري، لكن لا بد من التعرف على أسباب نزول الدم، والأعراض التي قد تشير إلى إصابة السرة بعدوى تستوجب علاجها بسرعة، لئلا تسبب خطرا على الرضيع.
أسباب نزول الدم من الحبل السري للرضيع
معظم حالات نزول الدم من الحبل السري طبيعية، وليست مؤشرًا على إصابة الطفل بعدوى. فيما يلي أهم الأسباب المحتملة لنزول الدم من الحبل السري للطفل:
- تعتبر بداية انفصال جذع الحبل السري عن بطن الطفل سببًا لنزول الدم من الحبل السري.
- احتكاك الحفاض أو الفوط، وقطع القماش بالحبل السري يمكن أن يسبب أيضًا نزول الدم من الحبل السري.
أعراض النزيف من الحبل السري عند الرضيع
قد تظهر مجموعة من الأعراض في حال نزول الدم من الحبل السري، وأهمها:
- صديد (قيح) في السرة.
- الرائحة الكريهة في السرة.
- تأخر شفاء السرة.
- تضخم، ونتوء بارز في السرة.
- تورم في الناحية السرية حول الجرح.
- احمرار في المنطقة المحيطة بالجرح.
- تشكل مظهر التحبب في السرة.
قد يهمكم: ما هو علاج تعفن سرة المولود.
متى يعد نزول دم سرة المولود أمرا طبيعيا
عندما يسقط الحبل السري، فمن الطبيعي نزول الدم من الحبل السري. ومن الطبيعي أيضًا ملاحظة القليل من السيلان المخاطي الأخضر أو الأصفر من سرة الرضيع. قد يشبه هذا السيلان المخاطي القيح، لكنه ليس علامةً على الإصابة بالعدوى. من الممكن أن تلاحظ هذا السيلان على حفاض الرضيع أو قميصه لمدة تصل إلى 14 يومًا بعد سقوط الحبل السري.
وهكذا نجد أن نزول كمية صغيرة من الإفرازات الصفراء أو الخضراء، ونزول كمية صغيرة من الدم من الحبل السري للرضيع لا يعتبر خطرا على الرضيع، ولا يستدعي القلق.
متى يصبح نزول الدم من الحبل السري خطرا على الرضيع
خلال فترة العناية بالحبل السري للرضيع ريثما يسقط، لا بد للأهل أو مقدمي الرعاية للطفل ملاحظة بعض العلامات التي تشير إلى خطورة نزول الدم من الحبل السري للرضيع، وأهمها:
- الشعور بأن سرة الطفل أدفأ قليلًا مقارنةً بالجلد المحيط بها.
- الاحمرار الشديد للجلد حول الجذع السري للطفل.
- ظهور بثور أو طفح جلدي حول السرة.
- كما يشير وجود سيلان قيحي حول منطقة السرة إلى أن نزول الدم من الحبل السري قبل أصبح خطرا على الرضيع.
- ظهور نتوء وردي رطب في منطقة السرة، والذي قد يكون مؤشرًا على التهاب السرة.
- شعور الطفل بالألم أو عدم الارتياح عند لمس منطقة السرة.
- ارتفاع حرارة الطفل عن 100.4 فهرنهايت (38 درجةً مئويةً).
- كما قد تترافق العلامات السابقة بالرائحة الكريهة.
شاهد أيضًا: أسباب رائحة السرة الكريهة عند الأطفال الرضع.
متى تزور الطبيب عند نزول الدم من الحبل السري
في بعض الأحيان قد يصبح نزول الدم من الحبل السري خطرا على الرضيع، لذا من الضروري بالنسبة للأهل أو مقدمي الرعاية للرضيع أن يكونوا على دراية بالأعراض التي يعتبر عندها نزول الدم من الحبل السري خطيرًا، ويستوجب استشارة طبيب الأطفال. كما في الحالات الآتية:
- استمرار نزول الدم من الحبل السري بعد 5 أو 7 دقائق من محاولة إيقافه بقطعة قطن أو شاش.
- الصعوبة البالغة في إيقاف نزيف الدم من الحبل السري.
- نزول أكثر من بضع قطرات من الدم من الحبل السري.
- تورم منطقة الحبل السري، وظهور الصديد (القيح). والذي قد يكون مؤشرًا لإصابة الطفل بما يسمى “الورم الحبيبي السري“، والذي يعد خطرا على الرضيع، ويستوجب زيارة الطبيب لمعالجته.
طرق العناية بسرة المولود لمنع نزول الدم
يمكن أن يساعد الاعتناء الصحيح بجذع الحبل السري في منع أو تقليل نزول الدم من الحبل السري. إذ يجب على الوالدين أو مقدمي الرعاية للرضيع اتباع الاستراتيجيات التالية لمنع نزول الدم من سرة الرضيع:
- الحفاظ على منطقة الحبل السري جافةً، حيث يمكن أن يساعد جفاف هذه المنطقة في تسريع جفاف جزء الحبل المتبقي سريعًا، والتقليل من خطورة نزول الدم من الحبل السري للرضيع.
- تنظيف الطفل حديث الولادة بالإسفنجة، وقليل من الماء، والصابون في الفترة التي يبقى فيها جذع الحبل السري ملتصقًا. بهدف الحفاظ على المنطقة جافةً، وتسريع سقوط الحبل السري.
- إحدى الاستراتيجيات التي قد تفيد في منع نزول الدم من الحبل السري هي بكشف منطقة الحبل السري لبعض الوقت كل يوم.
- تغيير الحفاض بانتظام. وفي كل مرة تغيرون فيها الحفاض، لا بد من النظر إلى منطقة الجذع السري، وتنظيفها برفق باستخدام قطعة قطن. بهدف إزالة أي أوساخ في هذه المنطقة.
- ترك جذع الحبل السري يسقط من تلقاء نفسه. فلا يجب سحب الجذع أو محاولة إزالته قبل أن يصبح جاهزًا للسقوط. لأن ذلك من شأنه أن يسبب الألم، ونزول الدم من الحبل السري. كما قد يسبب الإصابة بالعدوى.
الإجراءات التي يجب تجنبها لمنع نزول دم سرة المولود
خلال فترة شفاء جذع الحبل السري، وتفاديًا لنزول الدم من الحبل السري للرضيع، والذي قد يكون خطرا على الرضيع في بعض الحالات، سندلكم إلى مجموعة من الإجراءات التي يجب على الأهل أو مقدمي الرعاية للطفل تجنبها لمنع نزول دم سرة المولود:
- تغطية منطقة جذع الحبل السري بالحفاض، فقد يسبب الحفاض تهيج المنطقة، والشعور بالحكة. لذا بإمكانكم قص الجزء من الحفاض الذي يغطي السرة أو طي الحفاض إلى الأسفل إلى الأمام حتى لا يلمس حزام الحفاض السرة.
- فرك الكحول على الجذع: يعتقد البعض أن فرك الكحول على جذع الحبل السري من شأنه أن يمنع نزول الدم من الحبل السري، ويحمي من العدوى، لكن الحقيقة أن الكحول يؤخر جفاف الحبل السري. لذا ينصح الأطباء بتجنب وضع الكحول على السرة ما لم يمكن هناك سبب محدد.
- كما أن ربط منطقة الحبل السري قد يسبب تأخر سقوط الحبل السري.
بعض الأطفال لديهم سرة بارزة مقارنةً بغيرهم، لكن لا تحاول تغطية منطقة السرة بالضمادات أو العملات المعدنية أو الفوط لتغيير مظهرها، لأن ذلك من شأنه أن يسبب تهيجًا في السرة.
الآن أصبحتم على دراية بكل التفاصيل المتعلقة بنزول الدم من الحبل السري للرضيع، ومتى يصبح خطرا على الرضيع، ولكن هل علمتم من قبل أن الدم النازف من الحبل السري بعد الولادة يحتوي على الخلايا الجذعية، والتي باتت تستخدم اليوم على نطاق واسع في علاج أكثر من 70 مرضًا، وخاصةً سرطان الدم. كما أجريت عمليات الزرع لأكثر من 30000 خلية جذعية حول العالم!