كيف ومتى يبان ضمور المخ عند الجنين؟ لإنقاذ الدماغ، ذلك المايسترو القائد والمنظم لعمل كافة أجهزة جسم الطفل بعد ولادته وطيلة حياته. وصولًا لأفضل الطرق الواعدة لاستكشاف العلاجات المبكرة لضمور المخ عند الجنين. من أجل السيطرة على الآثار السلبية المترتبة على وظائف الدماغ عند الأطفال. يقود الدماغ كل وظائف الجسم، وكل جزءٍ من الدماغ له مهمته الخاصة. فهناك قسمٌ ينظم دقات القلب والضغط، وقسم للوظائف الحركية وقسم آخر لوظائف الإدراك والذاكرة والتعلم، وغيرها الكثير. وبالتالي فإن أي تلف في أحد هذه الأجزاء سينتج عنه عجزًا وظيفيًا في أحد أجهزة الجسم.
كيف ومتى يبان ضمور المخ عند الجنين؟ وما هي أحدث وسائل العلاج الممكنة؟ تبقى الإجابة للأطباء والباحثين في علم الدماغ وعلم الأعصاب السلوكي والطب النفسي. كل ذلك ستتعرفون عليه من خلال المقال التالي.
متى يبان ضمور المخ عند الجنين
يعد الاكتشاف والتشخيص المبكر لوجود ضمور الدماغ عند الأطفال أو الأجنة من أهم الوسائل الناجعة لتلافي النتائج الكارثية التي قد تنتج في المستقبل وتدمر حياة الطفل وصحته. ويمكن تشخيص ضمور المخ عند الجنين في الأسبوع الأخير من الشهر الرابع وحتى منتصف الشهر الخامس من فترة الحمل. وذلك من خلال التصوير الإيكوغرافي وتقدير مستويات ألفا فيتوبروتين لدى الحامل. حيث يبلغ هذا البروتين أعلى مستوياته في نهاية الثلث الأول من الحمل. ولكن من الممكن إجراء هذا الاختبار بين الأسبوعين 15-18 من الحمل أيضًا. وفي بعض الحالات يمكن ذلك في الأسبوع 22.
متى يبان ضمور الدماغ عند الأجنة وفق تجارب جامعة أوريغون
هل من الممكن أن يبان مدى ضمور الدماغ عند الجنين قبل الولادة أم يقتصر التشخيص على الأطفال الرضع حديثي الولادة؟
أكدت نتائج دراسة أجراها باحثون في علم الأعصاب السلوكي في كلية الطب بجامعة أوريغون للصحة والعلوم في ولاية أوريغون بأمريكا ارتباط الالتهابات التي تتعرض لها المرأة الحامل أثناء حملها بمشاكل نمو الدماغ لدى الجنين.
وقد بين الباحثون أن الدراسة لا تعني أن كل التهاب تتعرض له الحامل أثناء حملها يسبب مشاكل في نمو دماغ الجنين. بل تساعد الدراسة الأطباء على التفكير في كيف ومتى يمكن أن يؤثر الالتهاب على تطور التعلم والسلوك على المدى الطويل للطفل وعلى الصحة العقلية، لتأثيره في النمو الطبيعي لدماغ الجنين
أما أهم ما قدمته الدراسة فظهر من خلال طرائق البحث بالكشف المبكر عن الإصابة. حيث نفذ فريق البحث تجاربه من خلال أخذ عينات من دم الأمهات الحوامل اللواتي طُبقت عليهم التجارب، وذلك كل ثلاثة أشهر لقياس مستويات السيتوكين إنترلوكين 6، أو IL-6 وهي عبارة عن علامات التهابية معروفة بدورها الوثيق في نمو دماغ الجنين.
شاهد أيضًا: النمو الطبيعي للأطفال الخدج
ما هو مرض الضمور الدماغي عند حديثي الولادة
من الإعاقات الشائعة عند الأطفال وأكثرها خطورة، وخاصةً إذا لم يكتشف بشكل مبكر. إنه مرض ضمور المخ أو الشلل الدماغي. وهو عبارة عن تراجع وضمور في كتلة الدماغ. الأمر الذي يسبب تلفًا في الدماغ أو جزءٍ منه من حيث نقص حجمه وقصور أدائه الوظيفي. مما يؤدي لعجز وظيفي في أجهزة الجسم التي يعتبر الجزء المتضرر من الدماغ مسؤولًا عن عملها وأدائها.
وقد أكد باحثو علم الأعصاب السلوكي في كلية الطب بجامعة أوريغون على أهمية التركيز على كيفية تفاعل العوامل قبل الولادة وبعدها، مثل المجتمع والبيئة للتأثير على وظائف المخ والإدراك عند الأطفال حديثي الولادة.
فحجم التلف ومكانه من المخ هو المحدد الفعلي لشدة الشلل أو الضمور الدماغي. كما يعد الاكتشاف المبكر للمرض من أهم العوامل المساعدة على الشفاء.
شاهد أيضًا: التعامل مع القيء المتكرر عند الأطفال الرضع
كيف يتم تشخيص الضمور الدماغي والإعاقات الحركية عند الأطفال
تعكس فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ حديثي الولادة المصابين بضمور المخ بسبب إصابة الأم بالتهاب شديد تقدير مستويات الالتهاب الإجمالية للأم أثناء فترة الحمل. وتوفر هذه المعلومات مؤشرات هامة عن وظائف الدماغ بعد عامين تقريبًا من عمر الطفل، مما يخلق فرصة محتملة للبحث حول التدخل السريري المبكر، إن لزم الأمر.
وكثيرًا ما يشخص الضمور الدماغي خلال السنة الأولى من حياة الطفل. وعند الاشتباه بالإصابة يفضل الأطباء تصوير دماغ الطفل بالرنين المغناطيسي أكثر من التصوير المقطعي. وذلك لأنه الأكثر أمانًا من جهة. ومن جهة أخرى لكونه يعطي نتائج أكثر دقة. علاوة على ذلك كثيرًا ما يلجأ الأطباء إلى اعتماد التحاليل الكيميائية المخبرية كتحليل اختلافات الأحماض الأمينية كمؤشر لحدوث اضطربات في الحركات الإرادية أو في الوظائف الحيوية الأخرى المرتبطة بضمور الدماغ عند الرضع.
شاهد أيضًا: أسباب فطريات الفم عند الرضع
ما هي أسباب ضمور المخ عند الجنين
يرجع ضمور المخ أو الشلل الدماغي عند الأجنة لعدة أسباب، وأهمها:
- العوامل الوراثية، وتعد من الأسباب الرئيسية المرجحة للإصابة. فقد يكون هناك مرض وراثي في العائلة ينتقل للجنين وينتج عنه ضمورًا في دماغه.
- نقص كمية الأكسجين المطلوبة لتغذية دماغ الجنين ونموه داخل رحم الأم خلال فترة الحمل.
- العدوى الفيروسية أو الالتهابات الشديدة التي تتعرض لها الأم خلال فترة حملها.
- تعرض الأم للملوثات البيئية الشديدة، كالتسمم بالرصاص.
- تعرض الحامل لصدمة مباشرة في منطقة البطن تسبب كدمات في مخ جنينها.
- تناول الأم لبعض الأدوية والعلاجات الكيميائية خلال فترة الحمل، مما يسبب تلفًا في دماغ الجنين.
- إصابة الحامل بالحصبة أو الجدري أو بعض الفيروسات المسببة للأمراض.
- ارتفاع ضغط الدم لدى الحامل، أو الانفصال المبكر للمشيمة.
نقص فيتامين B12 عند الأم وضمور المخ عند الجنين
يعود نقص فيتامين B12 عند الأم لإصابتها بفقر الدم الشديد، وقد ينعكس ذلك على نمو دماغ الجنين وتطوره خلال فترة الحمل أو خلال الفترة التي تلي الولادة. حيث تعد الأم النباتية (التي تعتمد في غذائها على النباتات) من أكثر الأمهات عرضة لإصابة جنينها بضمور المخ أو الشلل الدماغي، وخاصةً إذا لم تحصل على المكملات الغذائية لتعويض النقص الحاصل في فيتامين B12 الضروري للدم.
إصابة الأم بفيروس نقص المناعة المكتسبة وضمور دماغ الجنين
حيث قد تنتقل هذه العدوى إلى الجنين قبل الولادة أو أثناء الولادة وتسبب له التهابات تنفسية تنتهي باضطرابات وتأخر في نمو دماغه.
شاهد أيضًا: خطورة علاج التهاب عين الرضيع بحليب الأم
ما أعراض الإصابة بالضمور الدماغي
تختلف أعراض الإصابة بين الأطفال الرضع المصابين بالضمور الدماغي، وذلك يتبع لمكان الإصابة في الدماغ وشدتها. أما أهم الأعراض التي تظهر على الأطفال المصابين بضمور المخ فهي:
- مشاكل واضطرابات في حركات الطفل الإرادية وفي ردات فعله، وظهور الحركات اللاإرادية في الحالات الشديدة.
- نوبات من الصرع والغيبوبة.
- صعوبة التواصل في المجتمع وتأخر النطق.
- صعوبة البلع وصعوبة التحكم بحركة اللسان.
- تأخر في مهارات الطفل بالمقارنة مع أقرانه.
- اضطرابات في الوعي والحالة المزاجية.
شاهد أيضًا: تمارين تساعد الطفل على المشي
كيف يعالج ضمور المخ عند الجنين وما هي سبل الوقاية
لم تتوصل الأبحاث العلمية الطبية إلى الآن إلى الوصول لعلاج تام لضمور المخ عند الجنين، إلا أنه ينفذ الأطباء عادة بعض البروتوكولات العلاجية للأطفال المصابين بهذه الحالة. وأهم هذه الإجراءات:
- قد يخفف تقديم الغلوكوز والأكسجين بشكل سريع وفوري لحديثي الولادة المصابين من تلف الخلايا الدماغية. كما يمكن لهذا العلاج الفوري أن يمنع تلف الدماغ، وخاصةً إذا كان العامل المسبب قد حدث أثناء الولادة.
- وصف بعض الأدوية المخففة لنوبات الصرع والتشنجات والصداع.
- العلاج الفيزيائي لتحسين الأداء الحركي للطفل المصاب خلال مراحل نموه.
- العلاج النفسي بمساعدة الاختصاصيين لمساعدة الطفل على التواصل مع أقرانه في المجتمع والتأقلم في حياته الاجتماعية وتحسين حالته النفسية والمزاجية.
وختامًا تعد التغذية الصحية للحامل وحصولها على الكميات اللازمة لها من حمض الفوليك خلال فترة حملها، والتزامها بالإرشادات الطبية حول الأدوية الآمنة لها من أهم العوامل التي تحد من إصابة جنينها بضمور المخ. وتبقى الوقاية خيرًا من قنطار علاج.