يعتبر نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل أمرًا طبيعيًّا وملحوظًا لدى العديد من السيدات الحوامل. غير أنَّ هذه الحالة لا تستدعي الخوف والقلق في حال كانت النزوفات بسيطةً وقليلة. لكنْ في حال استمرارها وتغير كثافتها وكميتها، فهنا لا بدَّ من الكشف الطبيّ السريع تفاديًا لتفاقم الوضع.
هذا وترغب الحامل وخاصةً -إذا في حملها الأوّل- في معرفةِ كافة التفاصيل التي ستمرُّ بها خلال أشهر الحمل بما فيها نزول إفرازات دموية بنية في البداية. فتراها تتساءل عن أسبابِ ذلك، وهل تعتبر هذه الإفرازات إنذارًا للإجهاض؟ ومتى عليها الذّهاب للطبيب ليتم تشخيص الحالة ومعالجتها؟ هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابةَ عليها من خلال مقالنا هذا، لنقدّم لكِ عزيزتي ما تبحثين عنه خلال فترة حملك بشكلٍ علمي وأسلوبٍ واضح ومبسّط.
أسباب نزول دم في الشهر الثاني من الحمل
من الطّبيعي ملاحظة الإفرازات المهبلية بلونٍ فاتح ودون رائحة، لكن عندما تكون بسماكةٍ واضحة ولون بنيٍّ غامق فهذا يعود لعدة عوامل سوف نذكرها تباعًا:
- انغراس البويضة في بطانة الرحم: غالبًا ما تلاحظ الحامل بعض البقع الدموية البنية في بداية الشهر الأول والثاني من الحمل. وقد تعود إلى زرع البويضة الملقحة في الرّحم، وعندها يزيل الرحم الدم القديم المتجمع فيه من قبل.
- التغيرات الهرمونية للحامل: يطرأ على الحامل تبدلات هرمونية واضحة خلال فترة حملها فتسبب لها زيادة تدفق الدم إلى الجهاز التناسلي. كما يزيد هذا التغير الهرموني من حساسية عنق الرحم الذي يتهيج بدوره عند حدوث الجماع، أو نتيجة بعض الفحوصات النسائية مؤديًا لنزول بعض الإفرازات الدموية.
- الحمل خارج الرحم: يعدّ من الأسباب الأقل شيوعًا والمؤدية لنزول دم بني في بداية الحمل. غير أنه خطيرٌ جدًّا حيث تنغرس البويضة الملقحة خارج تجويف الرحم. وتسبب الألم والنزيف المهبلي وغيره من المضاعفات المؤلمة والخطيرة.
- وجود ورم حميد في عنق الرحم: قد تتشكل بعض الزوائد أو الأورام اللحمية حول عنق الرحم نتيجة زيادة الدورة الدموية. وبالتالي سوف تسبب تهيجًا في هذه المنطقة ونزوفاتٍ دموية خاصة بعد العلاقة الزوجية الحميمة أو فحوصات الحوض والمهبل لدى الحامل.
- الإفرازات المخاطية: تتكون المفرزات المخاطية بشكلٍ هلامي في بداية الحمل وتتوضع في عنق الرحم. كما أنها تمثل حاجزًا دفاعيًا ووقائيًا للحمل. لكن عندما تخرج من المهبل بشكلٍ مخاطي سميك وبلون بني أو وردي فإنها تنذر بإجهاضٍ أو ولادةٍ مبكرة.
- الإجهاض: قد يكون نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل دليلًا على حدوث إجهاض للجنين، خاصةً إذا كان مستمرًا وكثيفًا.
- شاهد أيضًا : كيف اتخلص من الدم المتجمد في الرحم
أعراض الإجهاض في بداية الحمل
عزيزتي الحامل، قد يكون نزول دم في الشهر الثاني من الحمل عرضًا طبيعيًّا نتيجةً لبعض الأسباب التي ذكرناها أعلاه. لكن عندما يترافق مع بعض العلامات الأخرى، فهذا يدلّ على إجهاضٍ مبكر للأسف. وإليكِ أهم هذه الأعراض التي يتوجب عليك التنبه لها مبكرًا لتفادي فقدان الحمل:
- الشعور بآلام وتشنجات في أسفل البطن.
- ظهور إفرازات مهبلية دموية وكثيفة.
- حدوث نزيف دموي خاصة مع ازدياد كميته وعدم توقفه.
- عدم الإحساس بأعراض الحمل المعروفة من تعب وغثيان أو تقيؤ أو بعضها.
- آلام شديدة في أسفل الظهر.
- ملاحظة ارتفاع درجة حرارة الحامل والتعب الجسدي الشديد.
- شاهد أيضًا : عدم ظهور أعراض الحمل
هل يستدعي نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل مراجعة الطبيب
عندما تلاحظين بضع قطرات من الدم بين الحين والآخر متسربةً على ملابسك الداخلية، فلا حاجة لك بزيارة طبيبك الخاص. وإنّما يتوجب عليك مراقبتها في حال تغيرت سماكتها ولونها. لكن عندما تستمر هذه الإفرازات الدموية، وتأخذ شكل النزيف الكثيف وبلونٍ بني مترافق مع بعض الأعراض، فعندها لا بدَّ من مراجعة الطبيب النسائي. وفيما يلي أهم الأعراض التي تستدعي ذهابك للطبيب:
- استمرار الإفرازات بشكل نزيف بلون بني كثيف وداكن أكثر من 24 ساعة.
- الشعور بالألم والمغص المترافق مع نزول دم بني مستمر.
- الشعور بالدوخة والإعياء الدائم.
- آلام بطنية وحوضية مستمرة تشبه آلام الدورة الشهرية وأشد.
- شاهد أيضًا : نزول سائل بني أثناء الحمل
تشخيص حالة نزول دم في الشهر الثاني من الحمل
في حال توجهت الحامل للطبيب النسائي الخاص بها، بغية تشخيص حالتها التي تعاني منها نتيجة نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل. بدايةً وقبل وصف العلاج المناسب سيقوم الطبيب بتقييم وضع الحامل. وبناء تقريره حول حالتها بناءً على عددٍ من الفحوصات والاختبارات، وهي كما يلي:
- الفحص البدني للحامل: يشمل معاينة السيدة الحامل بشكلٍ عام ودقيق. إضافةً لقياس ضغط الدم لديها ودرجة حرارتها. كذلك ملاحظة لون بشرتها إن كانت شاحبةً أم لا.
- توجيه بعض الأسئلة للحامل: يوجه الطبيب مجموعة من الأسئلة للحامل فيما يتعلق بعمر الحمل وتوقيت نزول الدم لديها. وذلك لمعرفة السبب المبدئي الكامن وراء ذلك.
- طلب الفحوصات المخبرية: يطلب الطبيب عدة فحوصات مخبرية بما فيها فحوصات الدم والبول ومسحة من عنق الرحم. وذلك للتحقق من سلامة الأم وجنينها، واستبعاد وجود عدوى.
- اختبارات التصوير: تساعد الصور الشعاعية -خاصةً استخدام الموجات فوق الصوتية- على تحديد أسباب نزول الدم في بداية الحمل. وكذلك كشف الحمل خارج الرحم.
- شاهد أيضًا : متى يحدث حمل بعد الولادة
علاج نزول دم في الشهر الثاني من الحمل
في الواقع تعتمد خيارات المعالجة على الأسباب المؤدية لنزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل. وكذلك على الوضع الصحيّ للسيدة الحامل وتطور نمو جنينها. لكن هناك مجموعة من التدابير العلاجية التي يوصي بها الأطباء تبعًا للتشخيص الدقيق لكلّ حالة، وهي كالتالي:
- الامتناع عن النشاط الجنسي خاصةً في بداية الحمل.
- وصف بعض المضادات الحيوية المناسبة لكلّ حامل.
- ضرورة الاستلقاء في السرير وأخذ قسط وفير من الراحة.
- التخلص من البويضات الملقحة في حالة الحمل خارج الرحم.
- أيضاً إزالة الأنسجة المتبقية في حالة فقدان الحمل.
وختامًا، عزيزتي الحامل كانت هذه أهم المعلومات حول نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل من أسبابٍ وتشخيص وعلاج. نأمل أن نكون قد وفقنا في الإجابة على كافة تساؤلاتك فيما يخص هذه الحالة. لكن في حال لاحظتِ أي تطورات أو آلام مستمرة في بداية حملك، لا تترددي في استشارة طبيبك. فهو الأقدر على مساعدتك بكلّ دقةٍ وموضوعية في الحفاظ على جنينك الذي تنتظرين قدومه بكل لهفة وشوق.