هل الرضاعة الطبيعية تضعف مناعة الأم؟ إذا كنت أمًا جديدة فمن الطبيعي أن تتعرفي على جميع فوائد الرضاعة الطبيعية. فهي ليست مفيدة فقط في تقوية الروابط مع طفلك. ولكن حليب الثدي يحتوي على أجسام مضادة ومغذيات فعالة للغاية ومفيدة لطفلك. بالإضافة إلى أنها تقلل فعليًا من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام وسرطان الثدي وسرطان المبيض والرحم. لكن قد تتساءلين فيما إذا كانت الرضاعة الطبيعية تضعف مناعة الأم. لذلك نقدم في مقالنا الإجابة عن هذا التساؤل، مع التعرف على ما هي التغييرات في جهاز مناعة الأم أثناء الرضاعة الطبيعية؟ وما الذي يضعف جهاز مناعة الأم أثناء الرضاعة الطبيعية؟ بالإضافة إلى تقديم نصائح لتعزيز جهاز المناعة للأم المرضع.
شاهد أيضًا: ما خطورة بنج الأسنان على الرضاعة الطبيعية
التغييرات في جهاز مناعة الأم أثناء الرضاعة الطبيعية
عندما يتعلق الأمر بصحتنا وصحة أطفالنا يجب الحرص على عدم تجاهل العلامات التي تعطينا إياها أجسادنا لأن تلك التفاصيل الدقيقة تحدث فرقًا في إبقائنا على المسار الصحيح.
ولفهم ما قد يحدث بشكل أفضل دعينا نلقي نظرة سريعة ونفهم بأن نظام المناعة لدينا هو دفاع أجسامنا الطبيعي ضد الغزاة الضارين مثل العدوى والفيروسات. وخلال فترة الحمل يتغير نظام المناعة لديكِ. وهذه التغييرات تجعلك أكثر عرضةً لبعض الفيروسات والالتهابات. ومن ناحيةٍ أخرى يتم تعزيز أجزاء من الجهاز المناعي إلى جانب مناطق أخرى من الجسم أثناء الحمل مما يخلق توازنًا ويوفر الحماية لك ولطفلك. أما بعد الولادة بفترة وجيزة يعود نظام المناعة في جسمك إلى ما كان عليه قبل الحمل وعندما تبدئين بالرضاعة الطبيعية يمر جسمك بتغييرات هرمونية. هذه التغييرات لا تؤذي جهاز المناعة لديك لكن العادات النامية الأخرى خلال هذه المرحلة قد تكون كذلك.
هل الرضاعة الطبيعية تضعف مناعة الأم
لا يوجد حتى الآن أي بحث يثبت أن الرضاعة الطبيعية لها أي تأثير مباشر على الجهاز المناعي للأم. لكن الأهم من ذلك أنه ليس له أي آثار سلبية على جهاز المناعة لطفلها. لذلك ببساطة، فإن الرضاعة الطبيعية لا تجعل الطفل مريض ولا تضعف جهاز المناعة لدى الأم.
وفي الواقع أظهرت دراسة أن الأمهات اللواتي يُرضعن من الثدي لديهن مخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الثدي وسرطان المبيض. كما وتُظهر دراسات أيضًا أن الرضاعة الطبيعية تحرق حوالي 500 سعرة حرارية إضافية يوميًا، مما يعزز فقدان الوزن بشكلٍ أسرع بعد الولادة ونزيفٍ أقل بعد الولادة، ويقلل من مخاطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية وفقر الدم، ويحفز الرحم على الانقباض والعودة إلى حجمه الطبيعي.
بالإضافة إلى ذلك هنالك فوائد عاطفية للأم أيضًا ويزيد من الثقة بالنفس واحترام الذات وبفضل إنتاجه للأوكسيتوسين والبرولاكتين (هرمونات الإحساس الطبيعي بالرضاعة الطبيعية)، فتقلل الرضاعة الطبيعية أيضًا من التوتر والقلق، وتزيد من المشاعر الإيجابية لدى الأمهات المرضعات.
أما بالنسبة للتأثيرات غير المباشرة للرضاعة الطبيعية على جهاز المناعة فمع كل الفوائد المذهلة الهائلة التي توفرها الرضاعة الطبيعية لصحتنا يمكننا تقريبًا ربطها ببعض الفوائد لجهاز المناعة على الرغم من عدم وجود بحث دقيق للربط المباشر بين الاثنين. لذلك وبناءً على المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية لوحظ أن الأمهات المرضعات يتعرضن لخطر أقل للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. وهذا مهم جدًا لأن المستويات العالية من الاكتئاب والقلق قد يضعفان جهاز المناعة للأم ويسببان لها المرض بسهولة أكبر. كما يمكن الربط بين هذه النتائج لاستنتاج بأن الرضاعة الطبيعية تحسن صحتك وإن تحسين صحتك يؤدي إلى نظام مناعة أقوى.
نظرًا لعدم وجود بحث يظهر بشكل سلبي ما الذي يمكن أن يحدث أيضًا بجسمك ولماذا تعاني من هذه التغييرات السلبية، لا ينبغي بأي حال من الأحوال التخلص من هذه المخاوف إذا شعرت أن نظام المناعة لديك معرض للخطر. ولكن بدلاً من ذلك يمكن البدء بالنظر في المجالات الرئيسية التي قد تسبب المشكلة المطروحة أو تساهم فيها وتؤذي نظام المناعة في جسمك.
قد يهمك أيضًا: ما يجب أن تعرفه الأم عن سرطان الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية
ما الذي يضعف جهاز مناعة الأم أثناء الرضاعة الطبيعية
نحن كآباء تميل حياتنا لأن تكون مشغولة للغاية والكثير منا لا يحصل على قسط كافٍ من النوم. ويمكن أن يأكل الطفل حديث الولادة من 8 إلى 12 مرة في اليوم. وقد تستيقظِ طوال الليل لإطعامه. لذلك تشعر الأمهات المرضعات بأنه لا يمكنهم الحصول على وقتٍ كافٍ للاسترخاء قليلًا. وفقًا لمايو كلينك فإن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض بعد تعرضهم للفيروس، فيمكن أن يؤثر ذلك أيضًا على سرعة تعافيك إذا مرضت. حيث تحتاج الأمهات المرضعات إلى الكثير من الراحة أثناء الرضاعة الطبيعية وإن قلة النوم يمكن أن تضعف جهاز المناعة لديك.
كما ويشير موقع Healthline إلى أن عدم وجود بروتين كافٍ في نظامك الغذائي يضعف جهاز المناعة، ويصنع جسمك بروتينًا أثناء النوم يساعد جسمك على محاربة العدوى. أما الجانب الآخر الذي يمكن أن يسبب ضعف الجهاز المناعي هو بعض الأدوية.
ومن المهم مراجعة طبيبك حتى بالنسبة للأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية. كما أن ن العوامل الأخرى الجديرة بالذكر هي سوء التغذية والتدخين والقلق والتوتر.
شاهد أيضًا: الأدوية الممنوعة مع الرضاعة الطبيعية
نصائح لتعزيز جهاز المناعة للأم المرضع
بعد أن ذكرنا بأن قلة النوم تعتبر عدو للأمهات المرضعات. لنستكشف معًا عزيزتي الأم بعض الأفكار الرائعة لمساعدتك في الحصول على مزيد من النوم والاسترخاء. في البداية يمكنك طلب المساعدة من أفراد الأسرة والأصدقاء عندما يكون ذلك ممكنًا سواء أكان ذلك لإعداد وجبة لطفلك أو القيام بمهمة سريعة أو القيام ببعض الأعمال المنزلية. بالإضافة إلى النصيحة المقدمة من قبل الأطباء وهي استغلال الوقت الذي يكون به طفلك نائمًا في النوم والراحة.
كما يمكنك أيضًا مساعدة جسمك على أن يصبح أقوى من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تعزز دفاع جسمك. توصي إحدى كليات الطب بقائمة من الأنشطة التي تشمل: الحصول على مزيد من النوم وممارسة الرياضة بانتظام (قد تحتاجين إلى استشارة الطبيب قبل البدء بها). مع الحفاظ على وزن صحي، وتقليل التوتر وغسل يديك بشكل متكرر لتجنب العدوى وتناول طعام نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات. حيث يحتاج جسمك إلى تجديد نفسه أثناء الرضاعة الطبيعية، ويمكن لخبير التغذية أن يوجهك في الاتجاه الصحيح.
لكن ماذا عن تقليل التوتر؟ تظهر الأبحاث أن التحدث إلى شخص ما وتجنب الكافيين والحصول على مزيد من النوم يقلل من مستويات التوتر. ويمكنك أيضًا تجربة أنشطة أخرى تساعدك على الاسترخاء. مثلًا استخدام دفتر يوميات لتتبع المشاعر والأنشطة. أما إذا كنت تتعرضين للإصابة بعدوى متكررة، فحاول التحدث إلى طبيبك لاستبعاد أي حالة كامنة ولتقديم العلاج.
شاهد أيضًا: 8 طرق لتجنب الهبوط والإرهاق خلال الرضاعة الطبيعية
ختامًا عزيزتي الأم المرضع بعد الإجابة عن هذه التساؤلات وأهمها هل الرضاعة الطبيعية تضعف مناعة الأم. ومن الإنصاف القول إن الرضاعة الطبيعية توفر فوائد كبيرة للأمهات المرضعات والتي يمكن ربطها بسهولة بتحسين الصحة. ويمكن أن تساعد خيارات نمط الحياة الصحية في تعزيز نظام المناعة لديك.