تصيب العديد من الرضع حول العالم الأكزيما، حيث تظهر غالباً على شكل بقع حمراء قبل عمر السنة دون معرفة الأسباب. مسببةً لهم جفاف الجلد وتشققه بالإضافة إلى حكة مزعجة. فهل يمكن علاج أكزيما الرضع والشفاء منها بشكل تام؟ هذا ما سوف نعرفه من خلال مقالنا التالي حول أكزيما الرضع متى تختفي.
أسباب أكزيما الرضع
تعتبر الأسباب الرئيسية وراء مرض الأكزيما غير معروفة لدى الأطباء، لكن الأغلبية يرجع المرض إلى العوامل الوراثية. وتوجد أسباب أخرى كإصابة الطفل بأنواع أخرى من الحساسية كحساسية الطعام أو حساسية الربيع.
ربما يكون السبب وراء الإصابة بمرض الأكزيما هو ارتداء الطفل لملابس غير قطنية تسبب حساسية الجلد. أو غسل الأم جسد طفلها بصابون مضر أو غير مناسب لبشرته، مما يؤدي إلى ظهور الأكزيما وتهيج البشرة. أو نتيجة لإهمال الأم العناية بجلد الطفل بشكل جيد، لا سيما في الفصول التي يحدث فيها تغير في المناخ. خاصةً فصل الشتاء الذي يفقد الجلد الطبقة الحامية له.
يعتقد بعض الأطباء أن المصابين بمرض الأكزيما لديهم خلل في الجين المسؤول عن صناعة البروتين الذي يساهم في بناء طبقة حماية الجلد. وحينما لا تتشكل هذه الطبقة بشكل كافٍ تصبح رطوبة جلد الطفل قليلة مما يسبب دخول بكتيريا ضارة عبره.
أماكن الجسم التي تصاب عادة بالأكزيما
تظهر عادةً عند الأطفال الرضع في الجزء الأمامي من الذراعين والساقين والخدين. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والبالغين فإنها تظهر على الظهر والعنق وثنيات الكوع وخلف الركبتين. وأحياناً قد تصيب الوجه والرسغين أو حتى كامل الجسم.
علاج أكزيما الرضع طبياً
يمكن أن تصبح أكزيما الرضع حالة مزمنة تتحسن بالعلاج، لكن أحياناً تختفي مع تقدم الطفل في السن. لذلك العلاجات المستخدمة لا تشفي من الأكزيما بشكل تام، إنما تخفف من الأعراض. ومن هذه العلاجات:
- المرطبات الموضعية: يتم تطبيقها على الجلد الجاف 2-3 مرات يومياً وخاصةً بعد الاستحمام. لهذا ينصح بالمرطبات التي تكون على شكل مرهم كالفازلين، فهي توفر ترطيبًا عاليًا للجلد.
- الكورتيزونات الموضعية: تساعد هذه الكورتيزونات على التخفيف من التهابات الجلد. لكن يجب استخدامها بحسب الطريقة التي يصفها الطبيب خصيصاً للرضيع، لأن هذه المركبات تختلف في تركيزها، لذا قد يؤدي الاستخدام الخاطئ لها إلى إلحاق الضرر بجلد وبشرة الرضيع.
- الأدوية الفموية: وتشمل ما يلي:
- مضادات الهستامين.
- المضادات الحيوية في حال إصابة الجلد بعدوى بكتيرية.
- مضادات الالتهاب.
- الأدوية المثبطة لجهاز المناعة.
علاج أكزيما الرضع منزلياً
يلعب التزام الأم في المنزل ببعض النصائح دوراً هاماً في تخفيف أعراض الأكزيما لدى الرضيع، نذكر منها ما يلي:
- استخدام حمام الماء الفاتر: يساعد حمام الماء الفاتر على التخفيف من الحكة المزعجة وتهدئة جلد الرضيع، على ألا تزيد مدة الحمام عن 10 دقائق، وأن يتم تجفيف جسم الرضيع برفق.
- التنظيف بحذر: يمكن استخدام الصابون في الأماكن المتسخة كاليدين، والأعضاء التناسلية؛ وشطف باقي جسم الرضيع بالماء. مع الحرص على تجنب الصابون المعطر أو المضاد للبكتيريا.
- اختيار الملابس بعناية: تنصح الأم بتجنب الإكثار من عدد القطع التي يرتديها الرضيع، وذلك لأن الحرارة والتعرق قد تكون سبب في زيادة الشعور بالحرقة. بناءً عليه يجب اختيار الملابس الفضفاضة والقطنية للرضيع وأن يتم غسلها بمنظف خفيف وغير معطر.
- محفزات الأكزيما: يجب تجنب المحفزات التي تسبب ظهور الأكزيما أو تفاقم أعراضها. ومن أكثر المحفزات شيوعاً:
- الجسدية: مثل التعرق، واللعاب، والتعرض للخدش.
- البيئية: مثل حبوب اللقاح، ووبر الحيوانات، والتعرض للدخان أو الهواء الجاف.
- الكيميائية: مثل الصابون، ومنظف الملابس، وبودرة الأطفال، والشامبو.
اقرأ أيضاً: درجة حرارة الطفل الطبيعية تحت الإبط
مضاعفات أكزيما الرضع
توجد العديد من المضاعفات التي ترافق مرض الأكزيما لدى الرضع، نذكر منها:
- التهاب الجلد العصبي: يتمثل بحكة مزمنة يرافقها تقشر في الجلد، تؤدي بالنهاية إلى تغير لون الجلد وسمكه.
- عدوى الجلد: يؤدي دخول البكتيريا أو الفيروسات عبر شقوق الجلد إلى الإصابة بعدوى أو التهاب في الجلد.
- اضطراب في النوم: تتسبب الحكة المزعجة والخدوش الناتجة عن الحك المستمر لمكان الإصابة صعوبة في النوم لدى الرضيع.
- حمى الربو أو القش: يكون الطفل الرضيع أكثر عرضة للإصابة بحمى القش أو الربو وذلك عند بلوغه سن الثالثة عشر.
طرق التخفيف من الحكة
ترافق الحكة مرض الأكزيما لدى الرضع بشكل مستمر، ويمكن التخفيف من آثارها عبر اتباع ما يلي:
- الحرص على ارتداء الملابس القطنية؛ وذلك لأنها تساعد على تنفس الجلد بشكل جيد، بالإضافة إلى تجنب الأقمشة الاصطناعية والصوف اللذان يهيجان الجلد.
- الحرص على قص الأظفار.
- يفضل النوم في غرفة باردة.
- إلهاء الطفل عن الحكة.
- استخدام قفازات قطنية أثناء النوم لتغطية يدي الرضيع.
- ترطيب الجلد بشكل مستمر.
نصائح عامة عند إصابة الطفل بالأكزيما
يطلب من الوالدين التحلي بالصبر والمواظبة على استعمال الأدوية الموصى بها من قبل الطبيب المختص. وكذلك عدم استعمال الخلطات الشعبية أو الأدوية مجهولة المصدر. وينصح أيضاً بعدم تغيير الأطباء بشكل متكرر اعتقاداً منهم بأن طريقة العلاج غير نافعة أو خاطئة.
أيضاً يجب ألا يكون بعض الأهالي قاسيين على أطفالهم بالتوبيخ عند عدم استخدامهم الدواء في الوقت المحدد، فقد يصل الطفل إلى مرحلة من الملل من طول مدة العلاج، وأحياناً أخرى من الألم المرافق لاستعمال بعض الأدوية. لهذا يجب على الأهالي أن يشجعوا أطفالهم ويكافئوهم عند المواظبة على استعمال الأدوية.
في نهاية المطاف، نؤكد على أن أكزيما الرضع تختفي باتباع تعليمات الطبيب. ونذكر دايماً أن الوقاية أفضل من العلاج، وفي معظم الحالات تكون الأكزيما مؤقتة وليست معدية لكنها مزعجة بسبب الحكة المستمرة المرافقة لها.