الإسهال عند الرضع أسباب وعلاج، مشكلةٌ شائعةٌ يعاني منها معظم الرضع، ولكنّها أمرٌ طبيعي جدًا. فقد بدأ يكتشف الرضيع الصّغير الطعام للتوّ، ولم تعتد مَعدته الصغيرة بعد على عمليّة الهضم هذه. لذا بدايةً لا داعٍ للقلق، أو الاستنفار، أو إعطاء الرضيع أي أدوية مضادّة قد تشكّل خطرًا أكثر من الإسهال. بل يجب أولًا مراقبة الرضيع وتحديد ما إذا كان إسهال الرضيع طبيعيًا أو شديدًا، من خلال عدد مرات الإسهال، أو ملاحظة أي أعراضٍ جانبيّة أخرى تظهر على الرضيع، والتي تتطلّب الاتصال بالطبيب مباشرةً. في حين لا يحتاج الإسهال الخفيف سوى رعاية منزليّة، من خلال إعطاء الرضيع المزيد من السوائل، لتعويض السوائل المفقودة بسبب الإسهال. ولمعرفة المزيد عن الإسهال عند الرضع أسباب وعلاج، ومتى يكون خطرًا على الرضيع، يمكن متابعة مقالنا التّالي من موقع طلاب نت.
أسباب الإسهال عند الرضع
في معظم الأحيان لا يستمرّ إسهال الرضع لفترةٍ طويلةٍ، وغالبًا ما يكون سبب الإسهال عدوى فيروسيّة (فيروس روتا هو الأكثر شيوعًا)، ويختفي من تلقاء نفسه. إضافةً لذلك قد يصاب الرضع بالإسهال في الحالات التّالية:
- عدوى بكتيرية مثل، السالمونيلا، وقد يحتوي الإسهال في هذه الحالة على خطوط دم، إلّا أنّ هذا السبب أقلّ شيوعًا.
- عدوى طفيلية، مثل الجيارديا، وعندها سيحتاج الرضيع لتناول الدواء حتّى يتحسّن.
- فرط نمو البكتريا أو تغيّر نوع البكتريا في الأمعاء الدقيقة، وهو غالبًا ما يرتبط بالأمراض التي تضرّ الجهاز الهضمي.
- الإسهال بسبب المضادّات الحيويّة، فالعديد من المضادات الحيويّة تسبّب إسهالًا خفيفًا. لذلك لا يمكن اعتبار ذلك رد فعلٍ تحسّسي، يقضي بإيقاف المضادات الحيويّة. كما قد يحدث الإسهال بسبب تناول الأم مضادات حيوية في فترة الرضاعة.
- تغيّر النظام الغذائي للرضيع، أو تغيّر النظام الغذائي للأم أثناء فترة الرضاعة.
- حساسيّة حليب البقر، قد تسبّب الإسهال عند الرضع، وعندها يجب تجنّب إعطائه للرضيع، لأنّه سيؤدّي إلى إسهالٍ متكرّرٍ عند الرضع.
- عدم تحمّل اللاكتوز، أي السكر الموجود في الحليب، وفي هذه الحالة لا يستطيع الرضيع امتصاص اللاكتوز، وتحوّله الأمعاء إلى غازات.
- كما يعدّ التسممّ أحد أسباب الإسهال عند الرضع.
- وهناك أسباب الإسهال النادرة، التي تشمل الأمراض الخطيرة مثل التليف الكيسي، أو عدوى المطثية العسيرة، أو أورام الغدد الصم العصبيّة.
شاهد أيضًا: أسباب التهاب الملتحمة عند الرضع
علاج الإسهال عند الرضع
عادةً لا يحتاج علاج الإسهال عند الرضع إلى أدوية، إذ يكون مؤقتًا، لكن قد يصف بعض الأطباء مضادًا حيويًا عند العدوى البكتيرية، ودواءً مضادًا للطفيليّات عند العدوى الطفيليّة. كما يجب على الأمهات غسل أيديهنّ بشكل ٍ جيدٍ بعد كلّ تغييرٍ لحفاض الطفل. بالإضافة إلى الحفاظ على منطقة تغيير الحفاضات وتطهيرها بشكلٍ دائمٍ لمنع انتشار العدوى.
وفي حال كان الطفل يتناول أطعمةً صلبةً، يجب التحويل إلى الأطعمة النشوية مثل الموز، وحبوب الأرز حتى يتوقّف الإسهال. كما قد يترتّب على الأمهات المرضعات تعديل نظامهنّ الغذائي، وتجنّب أي أطعمة قد تسبّب الإسهال للرضيع. كما يجب تجنّب إطعام الأطفال الذين يعانون الإسهال أي من الأطعمة التّالية، والتي قد تزيد الأمر سوءًا:
- منتجات الألبان كالحليب واللبن.
- الأطعمة التي تحتوي نسبةً عاليةً من الألياف.
- الأطعمة الدهنية.
- الحلويات كالكعك أو البسكويت.
بينما يحتاج الأطفال الذين يعانون من إسهالٍ حادٍ قد يؤدي للجفاف، إلى الذهاب للمستشفى لإمدادهم بالسوائل من خلال الوريد. وقد يوصي الطبيب بإعطاء محلول لمعالجة الجفاف عن طريق الفم، يحتوي على سوائل وإلكتروليتات لمنع حدوث الجفاف أو علاجه.
شاهد أيضًا: زيادة مخزون الحليب للمرضعة
أعراض الإسهال عند الرضع
حتى بعد معرفة أسباب الإسهال عند الرضع، قد يصعب أحيانًا تحديد الإسهال عند الطفل الرضيع، فغالبًا ما يكون برازه رخوًا أو سائلًا. مع ذلك قد يعني ظهور هذه الأعراض، معاناة الرضيع من الإسهال:
- إذا زاد البراز فجأةً من حيث الرخاوةً، وعدد المرّات (3مرّات أو أكثر)، فهذا يعني أنّ الرضيع يعاني من الإسهال.
- إذا احتوى براز الرضيع على رائحة كريهة أو دماء أو مخاط، فهذا دليل على الإسهال.
- ومن أعراض الإسهال أيضًا المرض وسوء الأكل والحمّى.
- إضافةً إلى الأعراض الجانبيّة الخطيرة مثل الجفاف، الذي يعتبر خطرًا جدًا عندما يترافق الإسهال بالحمل والقيء. وتشمل علامات الجفاف من الإسهال ما يلي:
- جفاف الفم.
- جفاف الجلد.
- الامتناع عن الطعام.
- العصبية أكثر من المعتاد.
- جفاف العيون، والبكاء دون ذرف الدموع.
- النعاس.
- عدم الاستيقاظ بسهولة.
- التعب.
- حفاضات جافة لمدة (8- 12) ساعة.
شاهد أيضًا: فوائد التين للأم المرضعة
العلاج الأولي للإسهال عند الرضع
بدايةً يجب التأكّد من إعطاء الرضيع الكثير من السوائل عند الإسهال، حتّى لا يصاب بالجفاف، سواء عن طريق الرضاعة الطبيعية، أو الحليب الصناعي. وفي حال استمرار الرضيع بالعطش بعد أو بين الوجبات، يمكن استشارة الطبيب حول إمكانيّة إعطاء الرضيع Pedialyte أو infalyte، وهي سوائل إضافيةٌ توجد في الصيدليات، تحتوي إلكتروليتات يمكن إعطاؤها للرضيع، لتعويض السوائل المفقودة. حيث يمكن إعطاء الرضيع 30 مل من Pedialyte أو infalyte كل 30 إلى60 دقيقة. أو يمكن محاولة إعطاءه مصاصة. Pedialyte وفي حال ترافق الإسهال بقيء يمكن إعطاء الرضيع 5مل من السائل في كل مرّة يتقيّأ بها.
شاهد أيضًا: حجم معدة الطفل
التدابير المنزلية لوقف إسهال الرضع
غالبًا لا يحتاج إسهال الرضع إلى علاجٍ طبّي في حالات الإسهال الخفيف، حيث يختفي من تلقاء نفسه. وفي حين لا يمكن إيقاف أو منع إسهال الرضع، يمكن مساعدته على الشعور بالراحة، إضافةً إلى منع حدوث الجفاف. وذلك باتّباع التدابير الآتية:
- الحفاظ على رطوبة الطفل من خلال الاستمرار بالرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي إن كنت لا تُرضعي.
- يمكن استشارة الطبيب لإعطاء الرضيع مشروبات الإلكتروليت للأطفال التي تساعد في تعويض السوائل والاملاح المفقودة عند الإسهال. علمًا أن حليب الأم أو الحليب الصّناعي كافٍ في حالات الإسهال الخفيف.
- تغيير حفاض الطفل كثيرًا، لإبقائها جافّة قدر الإمكان، لتجنّب حدوث طفح جلدي لدى الرضيع.
- إذا كان الطفل يتناول الأطعمة الصلبة، فقدّمي له أطعمةً تهدئ من الإسهال مثل الموز والحبوب.
- تجنّب الأطعمة التي تزيد من الإسهال مثل حليب الأبقار، الطعام الحار، والأطعمة المقلية. كما يجب تجنّب إعطاء أي أدوية مضادّة للإسهال، ما لم يطلب الطبيب ذلك.
شاهد أيضًا: فوائد البقوليات للرضع
متى يكون الإسهال خطير عند الرضع
كما ذكرنا سابقًا عادةً ما يكون إسهال الرضع خفيفًا ولا يحتاج إلى علاجٍ طبّي. لكن عندما يعاني الرضيع من إسهال حادٍ (براز مائي) أكثر من 10مرّاتٍ يوميّا، أو عندما يكون لون البراز أبيضًا (علامةً على وجود مشكلةٍ في الكبد) أو أحمرًا (قد يكون هناك نزيفٌ داخلي). ينبغي الاتّصال بالطبيب فورًا. إضافةً إلى ذلك، عند ملاحظة أي من الأعراض التالية إلى جانب الإسهال لابدّ من حصول الرضيع على عناية طبيّة:
- الكثير من القيء.
- طفح جلدي.
- حمى.
- نقصان الوزن.
- عدم اكتساب الوزن.
شاهد أيضًا: فوائد الزنجبيل للمرضعة
كم عدد مرات الإسهال الطبيعي عند الرضع
عادةً ما يكون براز الرضع رخوًا، خاصةً الرضع الذين يحصلون على رضاعة طبيعيّة، وغالبًا ما يتغوطون كثيرًا ويصعب بذلك معرفة إذا ما كان لديهم إسهال أو لا. مع ذلك إذا تغوّط الرضيع أكثر من المعتاد، وكان برازه سائلًا فهذا يعني أنّه يعاني من الإسهال. ويعدّ الإسهال عند الرضع طبيعي إذا تكرّر (3-5) مرّات في اليوم، ومتوسّطًا إذا تكرّر (9-6) مرات في اليوم، وشديدًا إذا تكرّر 10مرّات أو أكثر في اليوم.
متى عليك استشارة الطبيب في حالات الإسهال
قد يستدعي إسهال الرضع استشارة الطبيب والعناية الطبيّة، في الحالات التّالية:
- الاشتباه بحدوث جفاف، من خلال ملاحظة الأعراض التي ذكرناها سابقًا كجفاف الفم والعيون، وغياب التبوّل لأكثر من 8ساعات.
- وجود دمٍ في البراز.
- لون البراز أحمر أو أسود أو أبيض.
- تقيء الرضيع 3مرّات أو أكثر.
- إسهال حاد (براز مائي 10مرّات أو أكثر خلال 24ساعة).
- ارتفاع درجة الحرارة (40درجة مئوية).
- كسل الرضيع.
- عندما يبدو أنّه يعاني آلام في المعدة.
ختامًا، بعد أن تعرّفنا إلى إسهال الرضع أسباب وعلاج، لا بدّ أن نذكّر مرةً أخرى بأنّ إسهال الرضع أمرٌ شائع وطبيعي لدى الرضع، ولا داعي للقلق ما دام الإسهال خفيفًا ولا يترافق بأي أعراضٍ جانبيّة. ويجب الابتعاد عن إعطاء أي أدوية إسهال قد تزيد الأمور سوءًا. وفي حال ملاحظة أي أعراض مترافقة مع الإسهال، أو عندما يصبح الإسهال حادًا. ينصح باستشارة الطبيب، لتلافي حدوث الجفاف الذي يعدّ أكثر أعراض الإسهال خطورةً على الرضيع.