ليست الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة مجرد عملية فيزيولوجية تهدف إلى تغذية الطفل فحسب، فإلى جانب كون الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل فهي تقلل من أمراض الأم أيضًا، وتحميها من كثير من المشاكل المستقبلية، هناك كثير من الفوائد التي تعود بها الرضاعة الطبيعية على كل من الأطفال حديثي الولادة، والأم، ومن بينها تقوية مناعة الطفل، وتعزيز وظائف جهاز المناعة لديه. الأمر الذي يوفر له حاجز حمايةٍ إضافيًا يعمل بالتآزر مع آليات جسمه المناعية الطبيعية. كما لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على مناعة الطفل فحسب. في الأسطر القادمة سنكتشف سويًا السبب في كون الرضاعة الطبيعية أعظم هديةً تقدمها الأم لطفها.
الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل
تقوي الرضاعة الطبيعية مناعة الطفل بفضل غنى حليب الأم بالأجسام المضادة، والتي تجعل من حليب الأم شكلًا طبيعيًا من أشكال الدفاع عن صحة الطفل حديث الولادة، وتقوية مناعته.
وبالحديث عن الأجسام المضادة أو كما تسمى “الغلوبولينات المناعية“، فهي خمسة أنواع: IgA، IgG، IgE، IgM، وأخيرًا IgD، وهي ذات أهمية خاصة في عمل الجهاز المناعي، ووظائفه في القضاء على العوامل الممرضة. وبالنسبة لحليب الأم، فهو يحتوي على غلوبولينات مناعية من النوع IgA، والذي تميز بالخواص الآتية:
- يشكل IgA حوالي 50% من البروتينات في اللبأ.
- فعال في تعديل الفيروسات.
- له فعالية في تعديل الذيفانات.
- فعال في قتل الجراثيم.
- له فعالية في تراص، وترسيب العوامل الممرضة لتسهيل التخلص منها.
وعليه فالرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل، وتحميه من أمراض الربو، والالتهاب الرئوي، والإنفلونزا، وآلام الأذن، بالإضافة إلى مشاكل الأمعاء، وغيرها.
ننصحك بزيارة: الرضاعة الطبيعية الآمنة أثناء جائحة كورونا كوفيد 19.
فوائد الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة
تقدم الرضاعة الطبيعية الكثير من الفوائد الضرورية لصحة الطفل، والحفاظ على نموه السليم، فضلًا عن فوائد الرضاعة الطبيعية في تقوية مناعة الطفل حديث الولادة، حمايته من كثير من الأمراض التي قد تصيبه عاجلًا بعد الولادة أو في أي وقت متأخر أيضًا. إضافةً إلى أن الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل، جمعنا لكم الكثير من الفوائد الأخرى للرضاعة الطبيعية.
إعطاء جميع العناصر الغذائية للطفل
ينتج حليب الأم بطريقة متوازنة تمامًا بين الثديين. كما يحتوي على مستويات مناسبة من البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، والماء. إذ تساعد كل هذه العناصر على نمو، وتطور الطفل. ولضمان حصول طفلك على كافة العناصر الغذائية بشكل مثالي يجب أن يرضع كامل الحليب من أحد الثديين، وذلك قبل الانتقال إلى الثدي الآخر.
الرضاعة الطبيعية تسهل الهضم عن الطفل
يتميز حليب الأم بسهولة هضمه في أمعاء الطفل. الأمر الذي يعزز الامتصاص الكافي للعناصر الغذائية. مما ينعكس على زيادة عدد مرات الرضاعة أيضًا، ومنه فالرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة ضرورية لإعطاء الطفل المزيد من السعرات الحرارية، والغذاء.
الرضاعة الطبيعية تمنع فقر الدم
إلى جانب كون الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل، فهي تحميه من الاضطرابات، والأمراض. خاصةً فقر الدم. إذ يحتوي حليب الثدي على نوع من الحديد الذي تمتصه الأمعاء بشكل كبير، فضلًا عن احتوائه على فيتامين B12، وحمض الفوليك الضروريين لإنتاج كريات الدم الحمراء، وهي الخلايا المسؤولة عن نقل الأوكسجين في الدم.
الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الإسهال
علاوةً ما سبق، تبرز أهمية أخرى للرضاعة الطبيعية عند حديثي الولادة في كون حليب الأم يتميز باحتوائه على أنواع من البكتيريا المفيدة، والتي تستوطن في أمعاء الطفل حديث الولادة، وتشكل ما يسمى بـ”الفلورا المعوية“، وهي بكتيريا نافعة توجد بأعداد معينة في الأمعاء، وذات أهمية كبيرة في الوقاية من كثير من أمراض الجهاز الهضمي، وتنظيم عملية الهضم أيضًا.
شاهد أيضًا: هل حليب الرضاعة الطبيعية يسبب الصفراء للطفل.
الرضاعة الطبيعية تقلل مغص الطفل
كما تساعد خاصية سهولة الهضم التي يتمتع بها حليب الأم في التجنب المشاكل مثل المغص، والغازات، فضلًا عن احتواء حليب الأم على مواد مسؤولة عن حماية الأمعاء الدقيقة عند حديثي الولادة.
الرضاعة الطبيعية تقلل من أمراض الطفل
إلى جانب كون الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل، فقد أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة تحميهم من الإصابة بالعديد من الأمراض التنفسية، والأمراض الهضمية الحادة حتى عمر 6 أشهر على الأقل. كما تبرز أهمية إضافية لحليب الأم في تأثيره المضاد للالتهاب، والذي من شأنه أن يحمي الأطفال من التهاب الأذن الوسطى، حتى بلوغهم سن 4 سنوات.
الرضاعة الطبيعية تمنع الحساسية
يتميز الأطفال الذين يرضعون رضاعةً طبيعيةً حتى عمر 6 أشهر بأنهم أقل عرضةً للإصابة بالحساسية الغذائية. خاصةً الحساسية من الحليب، وفول الصويا، والأسماك، والبيض، والفول السوداني، وغيرها.
أما فيما يخص العلاقة بين تأخير إدخال أطعمة معينة إلى قائمة غذاء الطفل، وبين إصابته بالحساسية، فقد أوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بتـأجيل إدخال الحليب البقري إلى غذاء الطفل حتى بلوغه عمر السنة. كما أوصت بتأخير إدخال الفول السوداني، والأسماك حتى سن 3 سنوات.
الرضاعة الطبيعية تقلل من أمراض الأم
لا يمكننا أن نحصر فوائد الرضاعة الطبيعية بقولنا أن الرضاعة الطبيعية تعزز مناعة الطفل فحسب. إنما لا بد من التأكيد على الفوائد التي تجنيها الأم. إذ إن ممارسة الأم للرضاعة الطبيعية تقلل من أمراض الأم أيضًا.
فإضافة ً إلى أن الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل، فقد أفادت الدراسات التي أجراها الخبراء بهدف معرفة ما إذا كانت الرضاعة الطبيعية تقلل من أمراض الأم، بأن هناك علاقةً بين الرضاعة الطبيعية، وانخفاض خطر الإصابة بأنواع عدة من السرطانات بما فيها سرطان المبيض الغازي، وسرطان الثدي، بالإضافة إلى سرطان الرحم. كما تحمي الأم من الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية.
الرضاعة الطبيعية تحمي الأم من أمراض القلب
تشير الإحصائيات إلى أن النساء اللاتي مارسن الرضاعة الطبيعية في وقت من حياتهن هنّ أقل عرضةً للإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية. كما ترتبط الرضاعة الطبيعية بانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب، وأمراض الأوعية الدموية.
تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر سرطان الرحم
على صعيد سرطان المبيض الغازي، فقد أكدت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الأم بمرض سرطان المبيض الغازي بنسبة 24%. وبالأخص السرطان المصلي، وسرطان بطانة الرحم. كما بينت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهرًا أو أكثر من شأنها أن تقلل خطر إصابة بسرطان المبيض الغازي بنسبة 34%.
الرضاعة الطبيعية تقلل خطر سرطان الثدي
الرضاعة الطبيعية تقلل من إصابة الأم بمرض سرطان الثدي أيضًا، وخاصةً إذا كان لديها أكثر من طفل. إذ تبين الدراسات إلى أنه كلما زادت فترة الإرضاع من الثدي، كلما انخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي.
أما عن السبب وراء كون الرضاعة الطبيعية تقلل من أمراض الأم، وخاصةً السرطان، فمن المرجح أنه خلال فترة الرضاعة الطبيعية لا تنتج المبايض كثيرًا من البويضات. ومن المحتمل أيضًا أن الرضاعة الطبيعية تغير خلايا الثدي بحيث تكون أكثر مقاومةً للتغيرات التي من شأنها أن تسبب السرطان.
شاهد أيضًا:كل ما يجب أن تعرفه الأم عن سرطان الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية.
الآثار الجانبية للرضاعة الطبيعية على الأم
على الرغم من كون الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل وتحمي الأم من الأمراض، فقد تسبب الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة بعض الآثار الجانبية للأمهات، والتي تختلف شدتها من أم لأخرى. تبعًا لطريقة الإرضاع، والنظام الغذائي، والصحي المتبع خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
من أهم الآثار الجانبية للرضاعة الطبيعية على الأم:
- آلام الظهر، والتي يسببها الانحناء الشديد أثناء الإرضاع.
- كدمات على الثدي: والتي يسببها الضغط المتكرر للرضيع بيديه على الثدي أثناء الإرضاع.
- متلازمة النفق الرسغي، والتي يسببها الضغط على العصب المتوسط الذي يمر في النفق الرسغي.
- التشنجات في الرحم.
- هشاشة العظام. إذ تسبب الرضاعة الطبيعية فقدان نسبة صغيرة من الكتلة العظمية. لذا من الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يؤمن حاجتك من الكالسيوم، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام.
ننصحك سيدتي بزيارة: 8 طرق لتجنب الهبوط والإرهاق خلال الرضاعة الطبيعية.
حين تعلمين سيدتي أن الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل وتحمي الأم من الأمراض، فلا شك أنك ستدركين مدى أهمية الرضاعة الطبيعية لك، ولطفلك الصغير، فإضافةً إلى أن الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل، فإنها تزيد من معدل الذكاء أيضًا. لذا فأنت تقدمين عطيةً عظيمةً لرضيعك في كل يوم ترضعينه فيه.