يجهل كثيرٌ من الناس أعراض وأسباب خمول الغدة الدرقية عند حديثي الولادة والرضع، كونها حالةٌ نادرة الحدوث نوعًا ما بين أطفال هذه الفئة العمرية. لكن من الضروري أن يتعرف الأهل على جميع المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها الطفل، حتى يلاحظوا أي تغييرٍ سلبيٍّ يصيب جسده بشكلٍ مبكرٍ تفاديًا؛ لتفاقم المشكلة ولإيجاد العلاج المناسب قبل فوات الأوان.
بالعودة إلى الغدة الدرقية فهي إحدى الغدد الصماء الموجودة في جسم الإنسان والتي لها دورها الهام في نمو الجسم من عدة نواحٍ. وهي غدة ذات حجمٍ صغيرٍ تتوضع في بداية العنق، وتشبه في شكلها الفراشة. وفي الواقع تتعرض هذه الغدة إلى بعض المشكلات مثلها مثل باقي أجزاء الجسم وفي كافة الأعمار. من أبرز الاضطرابات التي تصيبها نجد خمول أو قصور الغدة الدرقية الذي يحدث للإنسان في أي عمر. ولكل حالةٍ تداعياتها الخاصة بها من أسباب وأعراض وطرقٍ للعلاج. ونحن بدورنا في هذا المقال سنتحدث عن أسباب خمول الغدة الدرقية عند حديثي الولادة والرضع وما يتعلق بها من معلوماتٍ هامة.
خمول الغدة الدرقية لدى حديثي الولادة
تدل كلمة خمول على الكسل الذي يصيب الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى عدم إنتاجها للهرمونات بالمقدار الكافي. وقد لا يتبين وجود هذا الخلل في مرحلةٍ مبكرة نتيجة عدم ظهور أي علاماتٍ دالةٍ عليها. ولكن في حال إهمالها ستتسبب في مشاكل صحية مستقبلية.
اقرأ أيضًا: ما هو الشكل الطبيعي لجسم الطفل حديث الولادة
أسباب قصور الغدة الدرقية لدى حديثي الولادة
عادةً ما يصيب الأطفال حديثي العهد خمول الغدة الدرقية منذ ولادتهم، ويسمى حينها طبيًا خمول الغدة الدرقية الخلقي. ومن أبرز أسباب هذه الحالة عدم تشكل الغدة الدرقية بشكلٍ كاملٍ خلال فترة الحمل؛ مما يؤدي إلى احتمالية ولادة الطفل دون غدة درقية أو بغدةٍ غير مكتملة. وبالرغم من تطور الطب، لم يتمكن من معرفة السبب الواضح لعدم نمو الغدة في المرحلة الجنينية. ولكن هناك احتمالية لأن يكون السبب الحقيقي وراثيًا. كما قد يحدث القصور أو الخمول نتيجة عدم إنتاج الهرمون الخاص بها بشكلٍ نظامي.
كذلك يمكن لبعض الحالات أن تنتج بسبب تناول الأم للأدوية المخصصة لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية خلال فترة الحمل. عليك أخذ العلم بأنه عندما يصاب الطفل بخمول الغدة الدرقية لسببٍ وراثيٍّ، هذا لا يعني إصابة بقية إخوته بالحالة ذاتها مستقبلًا.
علامات الإصابة بخمول الغدة الدرقية عند حديثي الولادة
تتمثل أعراض خمول الغدة الدرقية عند حديثي الولادة بظهور عددٍ من العلامات التي تشير لوجوده. من الجدير بك أن تتعرف إليها، وهي:
- الإصابة باليرقان أي شحوب واصفرار الجلد والعينين.
- حدوث الإمساك.
- نوم الطفل لساعات كثيرة.
- نمو الجسم بشكلٍ بطيء.
- انتفاخ الوجه واللسان.
- قلة مرونة العضلات.
- انتفاخ البطن وبروز السرة للخارج.
- تورم منطقة ما حول العينين.
- عدم القدرة على تناول الحليب أي انخفاض الشهية.
- ظهور مشاكل في التنفس.
اقرأ أيضًا: كيفية قراءة لغة الجسد عند الأطفال الرضع
مضاعفات خمول الغدة الدرقية عند حديثي الولادة
في حال إهمال مشكلة خمول الغدة الدرقية وعدم علاجها المبكر سيؤدي ذلك إلى ظهور مضاعفاتٍ صحية عدة. مثل:
- حدوث تضخمٍ في الغدة الدرقية: أي يزداد حجمها نتيجة تحفيزها الدائم على زيادة عملها، هذا الأمر سيسبب صعوبةً في البلع والتنفس.
- ظهور بعض المشاكل القلبية: من الممكن أن يؤدي خمول الغدة الدرقية إلى ارتفاع فرصة الإصابة بأحد الأمراض القلبية. وذلك نتيجةً لزيادة مستوى الكوليسترول الضار في الجسم.
- تأثر القدرة العقلية: مع زيادة الكسل في الغدة الدرقية سيضعف عمل الدماغ؛ وبالتالي ستنخفض القدرة العقلية.
- ظهور مشاكل عصبية: مثل الاعتلال العصبي المحيطي الذي ينتج عن موت الأعصاب المسؤولة عن نقل الرسائل العصبية من الدماغ إلى بقية أنحاء الجسم.
- الإصابة بالعقم: بالنسبة للإناث بعد مرور السنوات والبلوغ من الممكن أن تتداخل هرمونات الإباضة مع هرمونات الغدة الدرقية نتيجة انخفاضها، مما يسبب حدوث ضعفٍ عامٍ في الخصوبة الذي يستمر حتى يتسبب بحدوث العقم.
الكشف عن خمول الغدة الدرقية عند حديثي الولادة
بمجرد قدوم المولود الجديد سيفحصه الطبيب المختص لتشخيص وجود خمول الغدة الدرقية من عدمه. وذلك من خلال اختبارٍ مخصصٍ لكشفه عن طريق سحب عينةٍ من الدم من منطقة الكعب. ومن ثم الكشف عن مستوى هرمون الغدة الدرقية T4 وهرمون TSH. فعند الإصابة بالخمول سيظهر الانخفاض في هرمون T4 وارتفاع هرمون TSH.
علاج خمول الغدة الدرقية عند حديثي الولادة
يعالج الطفل المولود حديثًا من مرض خمول الغدة الدرقية من خلال تعويض النقص الحاصل في هرمون الغدة الدرقية. وذلك عن طريق حبوب ليفوثيروكسين التي تعطى بشكلٍ يوميٍّ بعد طحنها وخلطها ببضع قطراتٍ من الماء وإضافتها للحليب. كما يجب إجراء تحاليلٍ دورية من قبل الطبيب خلال فترة العلاج بالدواء للتأكد من عدم ارتفاع مستوى هرمون الغدة الدرقية.
وتكمن فكرة الحبوب المعطاة للطفل بأنها عبارة عن هرمون الغدة الدرقية المماثل للهرمون المصنع في الجسم. عليك أن تعلم جيدًا أن العلاج بالحبوب يستمر طيلة حياة الطفل دون وجود أي خطر مع ضرورة مراقبة مستويات الهرمون دائمًا.
ومن هذا المنطلق ستكون قد تعرفت جيدًا على كل ما يتعلق بالغدة الدرقية عند الأطفال في هذه المرحلة العمرية الحساسة. وبالتحديد أسباب خمول الغدة الدرقية عند حديثي الولادة والرضع وما يتبعها من كيفية تشخيص وأعراض وطريقة العلاج.
أخيرًا، سواءً كنت أبًا أو أمًا لطفلٍ حديث الولادة فإن مسؤولية الحفاظ على سلامته وصحته تقع على عاتقك بشكلٍ قطعي. لذلك يجب أن تكون حذرًا في تعاملك معه ومراقبتك لجميع التطورات الجسدية التي تظهر عليه. ولكن لا تبالغ في الحرص على حياته فتحولها إلى جحيم، واعتدل في كل شيء.