تعد الرضاعة الطبيعية أحد أهم المؤثرات في صحة الطفل ونموه بشكل سليم، حيث يعد حليب الأم الغذاء المثالي للرضيع في المراحل الأولى من حياته. بالإضافة إلى إنه آمن ونظيف وكذلك يحتوي على العديد من الأجسام المضادة التي تساعد على حماية الطفل من الأمراض شائعة الحدوث له. لذلك سنتعرف في هذا المقال على شروط الرضاعة الطبيعية، وطريقة الرضاعة الطبيعية الصحيحة، بالإضافة إلى بعض النصائح التي تساعد الأم خلال الرضاعة.
شروط الرضاعة الطبيعية
غالبًا لا يوجد أي تأثير لحليب الأم على صحة الأم والجنين، كما لا توجد شروط للرضاعة الطبيعية يجب أن تتبعها الأم. لكن هناك حالات قليلة من الممكن أن تسبب الضرر على الطفل، ويجب تجنبها. نذكر من هذه الحالات:
- إصابة الأم بفيروس نقص المناعة المكتسبة أو ما يعرف بالإيدز. حيث من الممكن أن ينتقل الفيروس إلى الرضيع عبر حليب الأم.
- إصابة الأم بما يعرف بالسل النشط غير المعالج.
- تلقي الأم العلاج الكيميائي الخاص بالسرطان.
- تناول الأم لبعض العقارات غير القانونية كالكوكايين أو الماريجوانا.
- استخدام الأم بعض الأدوية كأدوية الصداع النفسي أو مرض باركنسون أو التهاب المفاصل.
- معاناة الطفل من حالة نادرة تعرف باسم الجالاكتوز في الدم، حيث تسبب هذه الحالة عدم تحمل الطفل للسكر الطبيعي الموجود في حليب الأم المعروف باسم الجالاكتوز.
بالتالي قبل بدء الرضاعة الطبيعية من قبل الأم يجب التحدث إلى الطبيب المختص خاصةً في حال الإخلال بأي شرط من شروط الرضاعة الطبيعية كتناولها أي نوع من الأدوية. ليساعدها في اتخاذ القرار الصحيح بناءً على نوع الدواء.
الرضاعة الطبيعية الصحيحة
بعد معرفة شروط الرضاعة الطبيعية، وحتى تكون الأم مؤهلة للرضاعة الطبيعية هناك بعض الإرشادات والنصائح التي يجب معرفتها بخصوص وضعيات الرضاعة الصحيحة. حيث تعتبر أفضل وضعية بالنسبة للأم، هي الوضعية التي تكون فيه الأم وطفلها مرتاحين. بالتالي سنذكر بعض الوضعيات المناسبة للأم لإرضاع الطفل:
- وضع المهد: نضع رأس الطفل عند المرفق حتى يكون جسمه في مواجهة الأم، ثم نضع بطن الطفل على جسم الأم حتى يشعر بالدعم الكامل. يمكن استخدام الذراع الأخرى للالتفاف لدعم رأس الطفل ورقبته، أو الوصول إلى الطفل من خلال الساقين لدعم الجزء السفلي من ظهره.
- وضع كرة القدم: نسند ظهر الطفل على طول الساعد ليحمل مثل كرة القدم، مع دعم الرأس والرقبة براحة اليد. حيث تعتبر وضعية مفضلة مع حديثي الولادة. كذلك تعتبر وضعية جيدة للأم في حال كانت تتعافى من الولادة القيصرية، وذلك للتخفيف من ضغط وزن الطفل على بطن الأم.
- وضع جانبي: من الأوضاع الجيدة للرضاعة الليلية في السرير، أيضًا في حال تعافي الأم من بضع الفرج، وهو عبارة عن شق لتوسيع فتحة المهبل أثناء الولادة. حيث نستخدم في هذه الوضعية وسائد تحت رأس الأم، ثم نضع الطفل في الحضن، ونستخدم اليد الحرة لرفع الثدي ووضع الحلمة في فم الطفل. بمجرد تعلق الطفل بالحلمة بشكل سليم، يجب دعم رأسه ورقبته باليد الحرة للأم حتى لا يكون هناك أي إجهاد على الطفل خلال الرضاعة.
مدة الرضاعة الطبيعية للطفل
يعتبر تحديد مدة الرضعة أحد شروط الرضاعة الطبيعية، حيث من المعروف أن الرضعة القصيرة المدة تمنع الألم وتشقق الثدي لدى الأم. طبعًا ذلك لا يأتي من الرضاعة لفترة طويلة، بل من عدم وصول الرضيع إلى الوضع المثالي. بالتالي يجب تحديد مدة الرضعة للطفل، حيث تستغرق الرضعة بشكل عام من عشرين إلى ثلاثين دقيقة. ومن الممكن أن يحتاج الطفل إلى فترات أطول في بداية حياته. كما يجب التأكيد على إفراغ ثدي واحد على الأقل بشكل كامل في كل رضعة، لذلك لا يجب سحب الثدي بشكل عنيف من فم الطفل، والانتظار حتى يظهر على الطفل الاستعداد للتوقف عن الرضاعة. بعدها نعرض عليه الثدي الآخر دون الإجبار عليه، مع البدء بالثدي الآخر لدى البدء بالرضعة التالية. ويمكن معرفة أن الطفل انتهى من الرضاعة، إذا ترك حلمة الثدي أو تباطأ المص لديه إلى نحو أربعة مصات لكل بلعة.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
تؤمن الرضاعة الطبيعية العديد من الفوائد للطفل مع ضرورة الالتزام بشروطها، نذكر منها:
- يؤمن حليب الثدي التغذية المثالية للطفل.
- تقلل الرضاعة الطبيعية خطر الإصابة بالربو أو الحساسية.
- يعتبر حليب الأم عنصر هام في محاربة الفيروسات والبكتيريا.
- تساعد الرضاعة الطبيعية في تعزيز العلاقة بين الأم والطفل، بالتالي الشعور بالراحة والأمان.
- تعتبر الرضاعة الطبيعية عامل مساعد في وقاية الطفل من الموت المفاجئ.
اقرأ أيضًا: الفوائد الصحية من الرضاعة الطبيعية
نصائح تساعد الأم خلال الرضاعة
هناك بعض التحديات التي تواجه الأم إلى جانب الشروط المتعلقة بالرضاعة الطبيعية كالتغيرات الهرمونية والنفسية. بشكل خاص في بداية الرضاعة على سبيل المثال احتقان الثدي والحلمات المؤلمة والمتشققة. بالتالي سنذكر بعض الخطوات التي تساعد الأم خلال الرضاعة الطبيعية:
- التأكد من أن الطفل يأخذ حلمة الثدي بشكل صحيح.
- استخدام إصبع واحد لإزالة فم الطفل بعد كل رضعة.
- التأكد من أن الرضاعة تتم من كل ثدي بشكل كافٍ، وذلك لإفراغ قنوات الحليب.
- من الممكن أن تخفف كمادات الثلج من ألم الثدي.
- المحافظة على جفاف الحلمتين وتركهما فترة معينة في الهواء بين الرضعات.
- يفضل البدء بالرضاعة من الحلمة الأقل تقرح.
- تجنب استخدام الصابون أو الكريمات المعطرة أو المستحضرات التي تحتوي على الكحول على الحلمات المتشققة.
- يمكن استخدام الكمادات الباردة والساخنة بالتبادل على الثدي المحتقن والمتورم. كذلك قد يساعد إخراج الحليب من الثدي باليد أو استخدام المضخة على التخفيف من احتقان الثدي.
- استعمال الكمادات الدافئة والتدليك اللطيف في حال وجود بقعة مؤلمة على الثدي. حيث يعتبر ذلك مؤشرًا على انسداد القنوات في تلك المنطقة.
اقرأ أيضًا: نصائح للجمع بين الرضاعة الطبيعية والصناعية
أخيراً، بعد التعرف على شروط الرضاعة الطبيعية، يجب على الأم الانتباه إلى حساسية هذه المرحلة للأم والطفل. بالتالي يجب على الأم الاهتمام بصحتها النفسية والجسدية بالتغذية الصحيحة، وعدم التردد في طلب الاستشارة الطبية.