شقيقة الحمل اسبابها وعلاجها

شقيقة الحمل اسبابها وعلاجها، عبارةٌ تصّدرت محركات ومواقع البحث. فعندما نسمع هذه العبارة قد نعتقد أنّها مجردّ مرضٍ بسيطٍ يحدث خلال فترة الحمل. ولكن ما لا ندركه أنّنا أمام حالةٍ شديدة الصّعوبة.

صداعٌ كصراخٍ في نفقٍ موحشٍ مُدّوٍ يتفرغ صَداه في أرجاء الفضاء. لعلّها أنسب عبارةٍ نَصِفُ فيها الشّقيقة. أو ما تُعرف باسمّ الصّداع النصفيّ الذي عادةً يُصيب نصف الرأس. مرضٌ مزمنٌ يصاحبه ظواهر جسديّةٍ ونفسيّةٍ يؤرق كلّ شخصٍ سبق وأُصيب به، لا سيما أنّه لا يميز بين كبيرٍ أو صغيرٍ. وللحاملِ النصيب الأكبر من هذه الآلام، خاصّةً في الثلث الأوّلِ من فترة الحمل. يزورها على هيئة ألمٍ نابضٍ وشعورٍ بعدم الارتياح يضغط على الدماغ مسببًّا إحساسًا مؤلمًا كوخز الإبر. فمع تغيرات الحمل المترافقة بالإجهاد أو حتّى اكتئاب الحمل. تتخذُّ الشقيقة موقعًا لها ومن ثمّ تسوق رواحلها محملةً بنوبات الألمِ التي تعتصر الرأس. ألمٌ جليٌّ بطريقةٍ لا يمكن إنكارها ومع ذلك ظلّت أسبابه بطريقةٍ ما غامضة. هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا التالي “شقيقة الحمل اسبابها وعلاجها”.

شقيقة الحمل اسبابها وعلاجها

الشقيقة نوعٌ شائعٌ جدًا من أنواع الصّداع المؤلمّ يتمثلّ في أغلب الأحيان بحدوث خفقانٍ في جانبٍ واحدٍ من الرأس. وينتج عن توسع الأوعيّة الدّمويّة في الدماغ، وقد يتصاحب مع القيء والغثيان أو حساسيّةٍ للضوء. كما أنّ هناك نسبةٌ صغيرةٌ من النساء المصابات بالشقيقة يرون ومضاتٍ من الضوء أو يشعرون بوخزٍ في الأذرع أو الأرجل. وفيما يلي سنتحدث عن اسباب شقيقة الحمل وعلاجها.

 شقيقة الحمل اسبابها

تبحث الكثير من السّيدات عن سببٍ أساسيّ للشقيقة، ولا سيما مع الآلام المرافقة لها. يمكن القول أنّه لا يوجد سببٌ واضحٌ للشقيقة بالضبط ولكن ما تبين من خلال الأبحاث العلميّة أن أسباب الشقيقة ناجمةٌ عن تغيراتٍ في المسارات العصبيّة والمواد الكيميائيّة العصبيّة وتدفقّ الدّم في الدماغ. إذ يعتقد العلماء أنّ استجابة خلايا المخ المفرطة للمثيرات تُحفزّ إطلاق المواد الكيميائيّة. والتي بدورها تُهيج الأوعيّة الدّمويّة على سطح الدماغ فتؤدي إلى تضخمّها وتحفيز الاستجابة للألم.

كما أشار العلماء أن الأستروجين له دورٌ واضح في الإصابة بالصّداع النصفيّ، وهذا ما يفسرّ حدوث الشّقيقة عند المرأة الحامل. إذ تُسبب التّغيرات الهرمونيّة أثناء الحمل الإصابة به. وما يعززُّ من تأثيره هو الإجهاد المرافق للحمل، مع قليلٍ من الإهمال لصحّة المرأة بتخطيّ بعض الوجبات أو عدم الحصول على قسطٍّ كافِ من النوم.

وتنبغي الإشارة إلى مجموعةٍ من المحفزات الأساسيّة للإصابة بالشّقيقةِ، وهي:

  • وجود تاريخ عائليٍّ بالمرض، أحدُّ الوالدين أو كلّاهما.
  • الإجهاد والإرهاق المستمرُّ.
  • الاكتئاب والقلق.
  • مادة الكافيين.
  • الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة.
  • التغيرات الهرمونيّة بسبب انقطاع الطمث.
  • الجيوب الأنفيّة إذ تترافق الشّقيقة مع احتقان وسيلان الأنف.
  • الجوع وانخفاض مستويات السّكر في الدم.
  • الجفاف الناتج عن الغثيان والقيء المرافق للحمل.

شاهد أيضًا:  عناية الحامل بنفسها

شقيقة الحمل اسباب
شقيقة الحمل اسبابها

 شقيقة الحمل علاجها

مع ظهور أولى علامات الشّقيقة نجدّ الكثير من السّيدات تبحث عن المسكنات للتخفيف من حدّة الصّداع الذي أصابها. لا سيما مع توافر مجموعةٍ لا بأس بها من مسكنات الآلام في متناول اليدّ، أو القدرة على الحصول عليها دون وصفةٍ طبيّةٍ. مع ذلك فإنّ هذه الأدويّة العامة لتسكين الآلام ليست خاصّة بمسار ألم الصّداع النصفيّ. وفيما يأتي سنذكر بعض أنواع العلاجات الشائعة:

  • الأسيتامينوفين: والتي تعدّ من أقلّ الأدويّة خطورةٍ على الحمل.
  • عقاقير غير الستيرويديّة المضادة للالتهابات: على سبيل المثال الأسبرين، ولكن لها آثارًا جانبيّةً شديدةً فقد تسبب النزيف أو الإجهاض إذا تمّ تناولها في الثلث الأوّل من الحمل. بينما تسبب مضاعفاتٍ خطيرة تصيب قلب الطفل أو فقدان دمٍّ زائدٍ للأمهات عند الولادة وذلك في حال تمّ تناولها في الثلث الثالث من الحمل أيّ مع اقتراب موعد الولادة.
  • مضادات الالتهابات غير الستيروئيديّة: بما في ذلك الإيبروفين، والذي يباع دون وصفةٍ طبيّةٍ. وتجدر الإشارة إلى أنّه يتواجد تحت أسماءٍ تجاريّةٍ متعددةٍ.

أمّا الأدويّة الخاصّة بالشقيقة فتتمثلّ بالتالي:

  • الإرغوتاميين: ويستخدم على وجه التحديد لعلاج آلام الصّداع النصفيّ، ولكن لا ينصح به الأطباء للسيدة الحامل فقد يؤدي إلى ولادة الطفل بعيوبٍ خلقيّةٍ خاصّة في حال تناوله في الشهور الثلاثة الأوّلى. كما قد يحفزّ تقلصات المخاض والولادة المبكرة.
  • التريبتان: كذلك من الأدويّة الشائعة للحدّ من أعراض الشقيقة، ورغمّ أنّه لم نرَ تداولًا لمخاطره، فتبقى استشارة الطبيب الحلّ الأمثل والأفضل قبل تناولها.

كما يتمُّ استخدام أدويّةٍ أُخرى تركز على تخفيف الأعراض المصاحبة للشقيقة خلالَ فترّة الحمل مثل:

  • مضادات القيء: حيث تعمل على تهدّئة القيء والغثيان اللّذين يصاحبان الشقيقة.

وبالرغم من أنّ الأدويّة والعقاقير الطبيّة هي دائمًا أنسبُ الحلول في العلاج الطبيّ إلّا أنّه لا ينصح باعتمادها عند الإصابة بشقيقة الحمل. لا سيما أنّ معظمّ هذه الأدويّة لم تخضع لما يكفي من الدراسات البحثيّة لتقييم جميع مخاطرها أثناء الحمل. لذلّك قد يكون تغيير نمط الحياة قليلًا وتحديد المحفزات لتّجنبها علاجًا فعالًا خلال فترة الحمل الحساسّة.

الرعاية الذاتية لشقيقة الحمل

مع تعدّد المخاطر والآثار الجانبيّة لأدويّة الشقيقة، والمخاوف المرافقة لتناولها. يبقى الحلّ الوحيد لمواجهة هذا الصّداع هو اتباع نمط حياةٍ صحيّ كما ذكرنا في الأعلى. ويمكن أن نقدّم بعض النصائح لمساعدتك في إدارة الشقيقة أثناء الحمل:

  • تجنبِ محفزاتك المعروفة كبعضِ أنواع الأطعمة.
  • اشربِ الكثير من الماء.
  • وعليكِ بالحصول على وقتٍ كافٍ من النوم.
  • الاسترخاء والتقليل من التوتر قدر الإمكان، كما يمكن جعل تقنيات الاسترخاء والتأمل جزءًا من حياتك.
  • تنظيم الوجبات واعتماد بعض الوجبات الخفيفة خلال فتراتٍ زمنيّة محددةٍ ومنظمّةٍ.
  • ويمكن أيضًا عند حدوث الألم استخدام كمادات الثلج، واعتماد التدليك والرّاحة في غرفةٍ هادئةٍ ومظلمّةٍ.

العلاج الوقائي لشقيقة الحمل

مع استمرار الآلام وتكرّر النوبات وشدّتها، يمكن اعتماد العلاج الوقائيّ والذي قد يقللّ من حدّتها في المستقبل. ويتمثلّ باستخدام بعض الأجهزة والتي أثبتت قدرتها ونجاحها في التخفيف من الألم. ويمكن أن نذكر منها:

  • جهاز سيفالي: وهو عبارةٌ عن جهازٍ محمولٍ يشبه عصابة الرأس، يصدر نبضاتٍ كهربائيّةٍ على الجبهة ما يحفزّ العصب المرتبط بالشقيقة. ويستخدّم مرةً واحدةً يوميًّا ولمدّة ٢٠ دقيقةٍ، وينبغي الإشارة إلى أنّه مع استخدامه ستشعرين بالوخز أو بالتدليك.
  • سبرينج تي إم سي: وهو مغناطيسٌ يوضع على مؤخرة الرّأس عند ظهور أوّل إشارةٍ لبدء الشقيقة. ويعطي نبضًا مغناطيسيًّا خلال أجزاءٍ من الثانية ممّا يحفز أجزاء الدماغ. ويعتبرّ خيارًا آمنًا وفعالًا وليس له أيّة آثارٍ جانبيّةٍ.
  • جاماكور: جهازٌ محمولٌ باليد وهو عبارةٌ عن محفزٍّ عصبيّ يوضع فوق العصب المبهمّ في الرقبة فيطلق تحفيزًا كهربائيًّا خفيفًا لألياف العصب، ممّا يخفف الألم.

شاهد أيضًا: الحمل الغزلاني علاماته وأسبابه

العلاج الوقائي لشقيقة الحمل
العلاج الوقائي لشقيقة الحمل

تشخيص شقيقة الحمل

يمكن أن يحدث الصداع بسبب مضاعفات الحمل كتسممّ الحملِ. لذلك قد يقيم الطبيب هذه الحالة قبل استكمالِ تشخيص الشقيقة. ما أنْ يتأكد من سلامة الحمل حتّى يبدأ تشخيصه والذي يكون على هيئةِ أسئلةٍ مساعدةٍ. وهي:

  • هَل أحد أفراد عائلتك مصابٌ بالشقيقة؟
  • هل تعاني من أمراضٍ خاصّةٍ؟
  • متّى بدأتِ تعانين من الشقيقة؟
  • هل تترافق الشقيقة مع أعراضٍ كالقيء؟
  • ما هي الأطعمة التي تناولتها قبل مرور ٢٤ ساعةٍ على إصابتك بالشقيقة؟
  • هل قُمتِ بتغيير مكان إقامتك، أو سافرتِ من مكانٍ إلى آخر؟
  • هل تعرضت لتغيير عوامل الجو؟
  • ما الإجراءات التي تقومين بها للتخفيف من حدّة الصّداع؟

يمكنُ أن توفرّ الإجابة عن الأسئلة السّابقة تشخيصًا واضحًا للطبيب، لا سيما مع صعوبة إجراء التّصوير المقطعيّ المحوسب، واختبارات الأشعة لمَا لها من مخاطر على الجنين.

شاهد أيضًا: الوحم عند الحامل

متى ينبغي القلق من شقيقة الحمل

قد تكون الشّقيقة طبيعيّة وناجمةٌ عن بعض المحفزّات والتي تكون آنيّةٍ أو عارضةٍ. ولكن هناك مجموعةٌ من الأعراض التي تحملّ رسالةً واضحةً لعارضٍ صحيٍّ خطيرٍ وهو تَسمم الحملِ. وتتمثلّ هذه الأعراض بما يلي:

  • صداعٌ شديدٌ مستمرٌّ.
  • مشاكل في الرّؤيّة، كعدم وضوحها أو رؤيّة الأضواء السّاطعة فقط.
  • التّقيؤ.
  • ألمٌ أسفل ضلوعك مباشرة.
  • زيادةٌ مفاجأةٌ في تورمّ اليدين أو الوجه أو القدمين وحتّى الكاحلين.

شاهد أيضًا: هل لصقات منع الحمل تسبب التهابات

وصلنا إلى نهايّة مقالنا “شقيقة الحمل اسبابها وعلاجها” والذي تحدثنا فيه عن اسباب الشقيقة وأعراضها كما تحدثنا عن الأدوية الشائعة لعلاجها. لافتين النّظرَ إلى أهميّة الرعايّة الذاتية والوقائيّةِ خلال فترة الحمل. وفي ختام كلماتنا نتمنى الصّحة والسّلامة للجميع سائلين المَولى أنْ يشفي كلّ مريضٍ شفاءً ليس بعدَه سقمًا أبدًا.