أفاق العالم عام 2013 في يوم غير اعتيادي على موقف غير اعتيادي. وهو كتابة على حائط الصفحة الرئيسية لمؤسس والمدير التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج. وكاتب هذا المنشور هو موضوع مقالتنا بعنوان “كيف ساهم الفلسطيني خليل شريتح في تغيير سياسة فيسبوك Facebook“.
لطالما تغنت شركة فيسبوك بالخدمات والخصوصية لكل مستخدم عبر منصتها على مدار أكثر من عقدين من الزمن، لكن هذا الموقف أظهر بعض نقاط الضعف في سياسة تواصل الإدارة مع المستخدمين. لكن استفاقت الشركة وحسنت من سياستها بشكل إيجابي. وهذا ما يميز فيسبوك عن أي منصة تواصل اجتماعي أخرى.
نبذة عن الفلسطيني خليل شريتح
خليل شريتح، فلسطيني الجنسية، يعمل كباحث في مجال الأمن والحماية السيبرانية التقنية، وكان قد اكتشف هذا الباحث الفلسطيني ثغرة أو خلل في موقع التواصل الاجتماعي. وهذه الثغرة تسمح لأي شخص بالنشر بشكل مباشر على أي حائط لصفحة يريدها. وبعد أن أبلغ عن الخطأ البرمجي مرات عدة. موجهاً رسالة واضحة لإدارة الفيسبوك بهذا الخلل البرمجي لكن فيس بوك تجاهلته تماماً.
إليك أيضا: خمس ظواهر فيسبوكية مزعجة تسبب الضغط والسكري Facebook
بعد تجاهل فيسبوك له، سلك خليل طريق آخر ليظهر الثغرة البرمجية. ويجبر فيس بوك على إصلاحها. واشتهر بعدها بالفلسطيني الذي كتب على حائط مارك. فقام بقرصنة صفحة مؤسس الشركة، والمالك الأكبر لأسهمها والمدير التنفيذي فيها مارك زوكربيرج.
أظهر هذا الموقف صعوبة رفع التقارير الأمنية إلى فيسبوك Facebook. ومنذ ذاك الموقف وضعت الشركة معايير وخطة جديدة لمكافأة ما أسمتهم مكتشفي الثغرات البرمجية. فتساعد موظفيها وباحثيها في رفع تقارير عن الثغرات البرمجية. لتصبح إحدى الشركات المتقدمة في هذا المجال.
تصرف غير مقبول من خليل شريتح
أكد خليل الشريتح أنه لم يكن يملك أي خيار آخر سوى النشر على حائط المدير التنفيذي لفيسبوك “مارك زوكربيرج”. لكن إعلان أحد مهندسي فيسبوك Facebook، والذي تولى التحقيق في موضوع الثغرة، كان صادماً، بقوله أن خليل لم يوضح تفاصيل الثغرة عندما تواصل مع إدارة فيسبوك.
أكد جونز أن فيسبوك ليس لديها أي مشكلة في تقديم المكافآت لقراصنة القبعات البيضاء، وسنتحدث عنهم بالتفصيل في الفقرة القادمة. لكن تصرف الشريتح لم يكن مقبول بالنسبة له، لما فيه من انتهاك للخصوصية التي تتغنى بها الشركة. وساهم الفلسطيني خليل شريتح بكسر هذه الخصوصية.
مكافأة فيسبوك لمكتشفي الثغرات “قراصنة القبعات البيضاء”
برنامج المكافأة المالية لمكتشفي الثغرات البرمجية. وهو عبارة عن برنامج يدفع للمبرمجين أو ما يسموا بقراصنة القبعات البيضاء، جوائز مالية، وعينية للإبلاغ عن أي ثغرة يجدونها في أنظمة فيسبوك. وعلى الرغم من الجدل الكبير على ما يدعى “قراصنة القبعات البيضاء” لكنها الطريقة المثلى لمكافأة الباحثين المستقلين. ومراجعة أبحاثهم والتعامل مع المشاكل التي تواجه النظام بدقة وأمان أكبر.
فبدأ يتزايد إدراك الشركات أن خير وسيلة للدفاع عن أنظمتهم ضد القراصنة هي وضع أنفسهم مكان القراصنة والتفكير مثلهم، أو حتى طلب المساعدة مهم، أو تعيينهم لحمايتهم، والكثير من الشركات أرسلت دعوات للقراصنة لاختبار أنظمتهم وتقييمها.
اقرأ أيضا: طريقة إنشاء صفحة فيس بوك من الصفر خطوة بخطوة وكيفية الحصول على أول 1000 مشترك
ولكن في الآونة الأخيرة، أي منذ عام 2017، بدأ عمالقة التكنولوجيا بوضع ملايين الدولارات كميزانية للدفع لقراصنة القبعات البيضاء خاصة. وقد تلقى فيسبوك 12،000 ثغرة وخلل من الباحثين في عام 2017. دفع خلالها حوالي 880000 دولار. وقد دفعت الشركة إلى يومنا هذا ما مجموعه ستة ملايين ونصف المليون للقراصنة منذ أن بدأت برنامجها في العام 2011.
وحتى جوجل، وسعت من برنامج مكافآت الأخطاء الخاص بها بشكل مبهر. فتنتهج جوجل وفيسبوك سياسة منفتحة على عمل مجتمع القراصنة. بشكل غير مماثل لنظائرها من شركات التكنولوجيا، حيث تعلن الشركتان عن أي خطأ أو ثغرة برمجية مباشرةً.
كيف ساهم العرب في قراصنة القبعات البيضاء في فيسبوك
كشفت شركة فيسبوك عن قائمة الشرف لأهم الهاكرز الأخلاقيين أو قراصنة القبعات البيضاء الذين اكتشفوا أخطاء برمجية أو ثغرات أمنية في شبكتها الاجتماعية خلال عام 2013.
وشملت القائمة نحو 11 هاكرز أخلاقي عربي. من أهمهم الخبير الأمني المصري “محمد رمضان”. بعد أن ظهر اسمه بالقائمة للعام الثاني على التوالي، والمبرمج الفلسطيني خليل شريتح. وغيرهم من الأسماء العربية. وضمّت القائمة أسماء المغربي “أمين الشراعي” و”محمد الحافي” و”فوزي جوتي”، والمصريين “محمد نصار” و”محمد عبد الباسط النوبي” و”محمد فايز البنا” وغيرهم من المصريين. وذلك إضافة إلى الجزائري “أيمن حوحامدي”.
إليك أيضا: إخفاء الأصدقاء على فيسبوك Facebook
وقد كان من أبرز الثغرات التي اكتشفها الهاكرز الأخلاقيون العرب وخاصة المتواجدين في هذه القائمة هي خلل يتيح لبعض المبرمجين إنشاء تطبيقات تشبه تطبيقات فيسبوك الأساسية. وهي التطبيقات التي تخدع مستخدميها للحصول على صلاحيات وقدرة لاستعمال معلوماتهم الشخصية والكتابة على صفحاتهم. وهي الثغرة التي اكتشفها الخبير المغربي “أمين الشراعي”. أما عن طالب الهندسة، المعلوماتي المصري “محمد نصار” ثغرة تمكن الهاكرز من اختراق الحسابات والصفحات على “فيسبوك” عبر روابط ملغومة.
كما أكد “النوبي” المبرمج المصري الآخر، مكتشف ثغرتين في فيسبوك. أن الثغرة الأولى كانت تتيح استغلال خطأ برمجي في صغير لخداع المستخدمين بل وإجبارهم فيما بعد على التلاعب في محتوى المشاركات.
وأضاف النوبي أن الثغرة الثانية كانت تتيح لأي من مستخدمي “فيسبوك” الحصول على متابعين وهميين لحسابه، وذلك عبر التلاعب بروابط الشبكة الاجتماعية.
اقرأ أيضا: كيفية ربط حساب فيسبوك بباقي منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية
وفي نهاية مقالتنا “كيف ساهم الفلسطيني خليل شريتح في تغيير سياسة فيسبوك Facebook“. المحفزة والشيقة لما تحوي من عِبر اجتهاد ومثابرة. نستنتج أن فيسبوك لم تقف مكتوفة الأيادي في مواجهة المشاكل التقنية التي ظهرت أمامها دون سابق إنذار. بل أجادت التعامل بإرضاء جميع الأطراف سواء أكانوا مستخدمين أو مخترقين ومبرمجين. والأهم الوصول لمصلحة الشركة أولاً.