تعد الرضاعة الطبيعية مع الحمل آمنة في أغلب الحالات، بالأخص عند تنظيم عملية الرضاعة. ويبقى السؤال متى تتوقف الحامل عن الرضاعة؟ وهل يجب فطم الرضيع؟ إذ يكون جسم المرأة الحامل ذو قدرة على تأمين العناصر الغذائيّة اللازمة للطفل الرضيع عبر الحليب، بالإضافة إلى إيصال العناصر الغذائيّة اللازمة للجنين في الرحم دون أيّ مشاكل صحيّة أو مخاطر على الطفل الرضيع أو الجنين. ويجب الإشارة إلى أنّ الرضاعة الطبيعيّة قد تسبب بعض الانقباضات في الرحم وهذا لا يستدعِ القلق، فلن تؤثر هذه الانقباضات على الجنين. ويمكن للأم المرضع إكمال مدة الرضاعة الطبيعيّة حتى نهايتها غالبًا، ولكن هناك حالات خاصّة تجدر استشارة الطبيب حول إمكانية متابعة الرضاعة الطبيعية خلال فترة الحمل.
متى يجب على الحامل المرضع مراجعة الطبيب
- مرافقة الحمل لبعض المخاطر والمضاعفات.
- خطر حدوث الولادة المبكّرة.
- الحمل بتوأم أو أكثر.
- النزيف من المهبل.
- ألم في الرحم.
اقرأ أيضاً: طريقة النهوض من السرير بعد العملية القيصرية
التغيرات التي تصيب الأم المرضع خلال الحمل
تظهر بعض الأعراض والتغيرات على الأم المرضع خلال الحمل. وهذه التغيرات هي:
- ليونة الثدي: إذ يكون الثديان وكذلك الحلمتان أكثر طراوة. وإذا شعرت المرأة بعدم الارتياح في هذه الحالة فيمكن أن تتوقف الحامل عن الرضاعة الطبيعية.
- الحليب: من الممكن أن يقلّ إنتاج الحليب بعد الأشهر الأولى من الحمل، كما يمكن أن يختلف طعمه. خاصّةً خلال المراحل الأخيرة من الحمل. فعندها يبدأ بالتحوّل إلى اللبأ (Colostrum)، ويتميز هذا الحليب بأنّه ذو حلاوة أقل، وأكثر ملوحة نتيجةً ارتفاع محتواه من الصوديوم. ولذلك قد يرفض طفلك الرضاعة، ويمكن أن يفطم تلقائيًا عن حليبك.
- هرمون الأوكسايتوسين: إنّ تحفيز الحلمات الناتج عن الرضاعة الطبيعية يحفز الجسد لإفراز هرمون الأوكسايتوسين (Oxytocin)، والذي يحفز إفراز الحليب. كما أنّ له دورًا في التقلصات التي تحدث خلال الولادة، ما يزيد من قلق الأم من إمكانية حصول ولادة مبكرة بسبب هذا الهرمون. ولكن يجب الإشارة إلى أنّ الكمية المفرزة من هرمون الأوكسايتوسين خلال مدة الرضاعة تكون قليلة، ولا تكفي لحصول المخاض في الظروف العادية. إلّا أنّها يمكن أنّ تؤثر على النساء المعرضات وتؤدي للولادة المبكّرة.
- المشاكل الصحية: في حال كانت الأم مُصابةً بمرض السكري، أو عوز الدم، أو تتّبع نظامًا غذائيًا نباتيًا، أو غير ذلك من الحالات، فعلى الأم دائمًا أن تنتبه لوجباتها، ومن الأفضل مراجعة طبيب، أو أخصائي تغذيّة لمعرفة متى تتوقف عن الرضاعة الطبيعة. وللتأكّد من حصول الأم على العناصر الغذائيّة والسعرات التي هي ضرورية للحمل والرضاعة.
- شعور الأم بالإرهاق: من الطبيعي أن تشعر المُرضع بالتعب، بالأخص مع التغيرات الهرمونية التي ترافق الحمل. لذلك يجب عليها الراحة، والجلوس ورفع القدمين خلال إرضاع طفلها، ويمكنها أخذ استراحة عندما ينام الطفل.
اقرأ أيضًا: طريقة الرضاعة الطبيعية الصحيحة
متى تُنصَح الأم المرضع الحامل بفطم رضيعها
قد يَنْصَح الطبيب أن تتوقف المرأة عن الرضاعة بفطم الرضيع أثناء الحمل في إحدى الحالات التالية:
- عند الحمل بتوأمين أو أكثر.
- التعرّض لنزيف مهبلي.
- عدم وصول الأم للوزن المثالي.
- إذا كان حملها يشكل خطرًا على حياتها.
- في حال تعرّضها سابقًا لإجهاض أو ولادة مبكرة.
اقرأ أيضا: زيت الخروع للولادة
فوائد الرضاعة الطبيعية
- يحتوي حليب الأم الطبيعي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل حتى عمر 6 أشهر. ويمكن أن تتغيّر مواصفاته وفقًا لتغيّر احتياجات الطفل خلال الأشهر الأولى.
- يوجد في حليب الأم الأجسام المضادّة (Antibodies) الضرورية لمحاربة الفيروسات والبكتيريا، وحماية الطفل من الأمراض.
- تؤدي الرضاعة إلى زيادة وزن الرضيع الصحّية، وتمنع الإصابة بالسمنة خلال مرحلة الطفولة. كما يمتلك الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية نسبة أعلى من اللبتين (Leptin) بالمقارنة مع الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي. ويعتبر اللبتين هرمونًا مهمًا لضبط الشهية وتخزين الدهون.
- يمكن أن تؤثّر الرضاعة على نموّ عقل الطفل، كما يمكن أن تساعد في منع إصابته بأي اضطرابات سلوكيّة أو صعوبات في التعلُّم.
- يمكن أن تكون مساعدة للأم على خسارة الوزن بعد أول ثلاثة أشهر من الرضاعة، لكنّ خسارة الوزن خلال هذه الثلاثة أشهر تكون أكثر صعوبةً.
- تساعد على تقليل نزف الدم عند الأم بعد الولادة، كما تساعد في رجوع الرحم إلى وضعه الطبيعي، وذلك لأنّ الولادة الطبيعيّة تزيد إفراز الأوكسايتوسين الذي يحفز تقلّصات الرحم.
- تخفض من خطر إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum depression). وذلك لأنّ هرمون الأوكسايتوسين يضاعف الاسترخاء. ويزيد الروابط بين الأم والطفل، ويحفّز الأم على تقديم الرعاية لطفلها.
- تؤدي الرضاعة لأكثر من عام على تخفيض خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبايض بنسبة 28%. كما يمكن أن تخفض خطر إصابة الأم بعدة أمراض أخرى.
- يمكن أن يؤدي الاعتماد على الرضاعة الطبيعيّة فقط على تخفيض خطر إصابة الطفل بعدة أمراض.
اقرأ أيضًا: هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل
قد يخطر على بال المرأة المرضع في حال حدوث الحمل هو متى تتوقف الحامل عن الرضاعة وهل حليب الأم الحامل يضر بالطفل الرضيع؟ يمكننا الإجابة عن هذا السؤال بالقول أنّ المتابعة بالرضاعة الطبيعيّة خلال الحمل تُعدّ آمنة بشكل كافٍ للطفل الرضيع، والجنين، والمرأة الحامل. إلّا في حالات خاصة التي قد يُطلب فيها من المرأة الحامل أن تتوقف عن الرضاعة الطبيعية. مثل الحالات التي تزيد فيها بعض مخاطر الحمل، وفي حال اكتمال الحمل وولادة طفل جديد. يمكن اتّباع طريقة رضاعة طبيعية تتضمّن إرضاع الطفل الأكبر مع المولود الجديد، مع الإشارة إلى أنّ الرضاعة الطبيعيّة تقدم العديد من الفوائد للطفل الرضيع والمرأة المرضعة.