عن ماذا يخبر اللون الأزرق لقدمي الطفل الرضيع أبويه والأطباء؟ كثيرًا ما تشغل أسباب ازرقاق القدمين عند الأطفال بال أمهاتهم، فيشعرن بالقلق الشديد تجاه زراق الأطراف عند الطفل الرضيع.
ازرقاق قدمي الأطفال هو أحد الأعراض والعلامات التي ترجع لحالة زراق الأطراف عند الطفل أو ما يسمى (Acrocyanosis، الأكرانيوس)، وتتميز بتحول يدي وقدمي الطفل إلى اللون الأزرق.
ما هي أسباب ازرقاق القدمين عند الطفل حديث الولادة؟ وأين تكمن عوامل الخطر؟ فهل كل مسببات ازرقاق القدمين عند الأطفال تدعو للقلق؟
تبقى كلمة الفصل للتشخيص الطبي للتحري عن مسبب الازرقاق عند الطفل الرضيع. لنتعرف سويًا على كل ذلك وفق ما توصلت له الأبحاث العلمية الطبية المرصودة عبر مقالنا التالي.
ما هو زراق الأطراف عند الطفل الرضيع Acrocyanosis
وفقًا لـ (Das, and Maiti, 2013) فإن زراق الأطراف هو اضطراب وظيفي في الأوعية الدموية الطرفية يتميز بتغير لون الجلد والأغشية المخاطية إلى الزرقة بسبب تناقص الأكسجين المنحل بالدم داخل الأوعية الدموي في الأدمة وتحت الجلد.
ويشتق مصطلح زراق الأطراف (Acrocyanosis) من الكلمتين أكرون (أقصى) وكيانوس (أزرق).
أسباب ازرقاق القدمين عند الأطفال
يكمن المسبب الرئيسي لهذه الحالة وراء انقباض الشرايين الصغيرة في نهايات الذراعين والساقين وخصوصًا في باطن القدمين. ويغلب الأكرانيوس عند الأطفال حديثي الولادة ويمكن مشاهدته بوضوح بعد الولادة مباشرةً. كما يظهر أيضًا عند الأطفال الصغار والمراهقين.
ويرجع الباحثون سبب ازرقاق القدمين الأولي عند الأطفال إلى برودة الأطراف عند انخفاض درجات الحرارة. وهي حالة غير ضارة. وفي حالاتٍ أخرى أكثر شدة قد يتم الخلط في التشخيص بين زراق الأطراف عند الأطفال الرضع (الأكرانيوس) وبين مرض رينود (Raynaud). فإذا رافقت أعراض زراق الأطراف وتنميلها وصعوبة حركتها فهذه ردود أفعال الجسم تجاه اضطراب رينود. ويعد رينود اضطرابًا أكثر شدة من الأكرانيوس، ويرتبط في الغالب بالأسباب الثانوية لهذه الحالة كمشاكل أكسدة الدم وأمراض الشرايين.
وهذا يدفعنا للتعرف أكثر على أنواع زراق الأطراف حسب مسبباتها وهي:
- الزراق الأولي.
- الزراق الثانوي.
أسباب ازرقاق القدمين الأولي عند الأطفال
يعتقد الباحثون أن ازرقاق القدمين الأولي عند الأطفال حديثي الولادة يعود لتغير في الدورة الدموية بعد الولادة. كما يظهر عند تعرض الأطفال لانخفاض درجات الحرارة، وقد يرجع لأسباب وراثية أو أسباب مجهولة. لكنه ليس خطيرًا لعدم ارتباطه باضطرابات دموية أو أمراض الشرايين ومشاكلها كالانسدادات. بل يمكن إرجاعه إلى تشنجات وعائية شديدة للشرايين أو الأوعية الصغيرة التي تغذي الأطراف بالأكسجين. فيحدث ازرقاق القدمين الأولي عند انقباض الأوعية الدموية التي تنقل الدم الغني بالأكسجين للأطراف. على سبيل المثال، تظهر هذه الأعراض عند الأطفال الرضع الذين يعيشون في المناطق المرتفعة حيث البرودة العالية والرياح القوية المترافقة مع انخفاض ضغط الأكسجين.
أسباب وعوامل خطر ازرقاق القدمين الثانوي عند الأطفال
كثيرًا ما يسبب زراق الأطراف الثانوي عند الطفل الألم، وقد أرجعه الباحثون لأسباب مرضية عديدة أما أكثرها شيوعًا فهو اضطراب رينود واضطرابات الأكل. ويمكننا حصر أسباب ازرقاق القدمين الثانوي عند الأطفال بما يلي:
- انخفاض نسبة الأكسجين في الدم نتيجة المشاكل الرئوية أو أحد أمراض القلب، وقد يكون ذلك بسبب تدخين الأم خلال فترة حملها.
- أمراض واضطرابات الدم.
- الإصابة بأمراض النسيج الضام الذي يحمل خلايا الجسم معًا (مرض يصيب أجزاء الجسم التي تربط هياكله مع بعضها)، فيمكن أن يكون الطفل المصاب بازرقاق القدمين الثانوي يعاني من متلازمة التداخل أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو الورم الحبيبي أو الذئبة الحمراء.
- انسداد الشرايين، وأمراض الشرايين الأخرى.
- تضرر في الحبل الشوكي.
- نقص الأكسجين نتيجة التهاب الأنف الضموري.
- بعض الأمراض الجلدية.
- الأمراض الوراثية والمناعية.
- الإصابة بمرض بورغر وهو تورم الأوعية الدموية لتصبح مسدودة بالتجلطات الدموية (جلطات)، وقد يلحق أضرارًا بالغة بالجلد ويتلف خلاياه.
- أسباب نفسية.
- كثيرًا ما تسبب الاضطرابات الغذائية أو السموم وبعض الأدوية زراق الأطراف للأطفال.
علامات ازرقاق القدمين عند الأطفال
من أهم أعراض وعلامات الإصابة بزراق الأطراف عند الأطفال:
- ملاحظة القدم مظللة باللون الأزرق الداكن أو البنفسجي.
- برودة وتعرق يدي أو قدمي الطفل الرضيع عند انخفاض درجة حرارة الجلد.
- انخفاض تدفق الدم.
- ويمكن أن يرافق ذلك تورم اليد والقدمين.
تشخيص زراق الأطراف عند الطفل
يتم تشخيص زراق الأطراف عن طريق الفحص الجسمي للطفل الرضيع والتأريخ الطبي، بما في ذلك تقييم الأعراض. حيث يتم تشخيص الإصابة بزراق الأطراف الأولي عندما يكون هناك لون مزرق في جلد اليدين والقدمين (وأحيانًا الأنف والأذنين)، بالإضافة لبرودة وتعرق اليدين والقدمين، وعندما لا تسبب الأعراض الألم.
فإذا لم يكن هناك أي ألم، لا يرتبط اللون الأزرق بأمراض ضعف الدورة الدموية. كما يمكن قياس الدورة الدموية في الأوعية الدموية الصغيرة باستخدام تقنية غير جراحية تسمى تنظير الشعيرات الدموية، والتي تفحص الشعيرات الدموية في فراش الظفر.
أما عند الاشتباه في الإصابة بداء ازرقاق القدمين الثانوي، فيمكن إجراء اختبارات وصور إضافية لتحديد سبب الأعراض واستبعاد الحالات الأخرى التي تتسبب أيضًا في تحول الأطراف إلى اللون الأزرق، بما في ذلك مرض رينود.
علاج زراق الأطراف عند الأطفال
يعتبر الأطباء أن زراق الأطراف الأولي عند الطفل الرضيع ليس خطيرًا وذلك لعدم ارتباطه باضطرابات دموية أو أمراض الشرايين ومشاكلها. لذا فليس هناك بروتوكول علاجي له، إلا أن تدفئة الأطفال حديثي الولادة والحيلولة دون تعرضهم لموجات البرد القاسية هي النصائح الفعالة لحمايتهم من أعراضه.
أما فيما يخص زراق الأطراف الثانوي فتعد معالجة العامل المرضي الأساسي المسبب لحدوث ازرقاق القدمين لحديثي الولادة من أهم الوسائل العلاجية.
كما يعد استخدام أدوية حاصرات ألفا، بالإضافة لحاصرات قنوات الكالسيوم من الطرق التي تخفف من أعراض ازرقاق القدمين.
وهكذا نجد أن تلون جلد الطفل حديث الولادة باللون الأزرق قد يخبر أمه إما بضرورة تدفئته أو يخبرها بإصابة طفلها بمرض خطير. لذا تبقى مراقبة الأم المستمرة لطفلها الرضيع أهم الوسائل الناجعة للكشف المبكر عن الأمراض التي يتعرض لها بعد الولادة لحمايته من تداعياتها.