بات موضوع تأثير المضاد الحيوي على حليب الأم يشغل ذهن العديد من الأمهات. وذلك نتيجة القلق المصاحب لخوفهن على سلامة الطفل الرضيع من جهة، ورغبتهن بعلاج المرض من جهةٍ أخرى. فمن الطبيعي أن تصاب الأم المرضعة بأحد الأمراض التي تستلزم تناول المضاد الحيوي. مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن الوسطى وغيرها من الأمراض. ولكن تكمن المشكلة الأساسية باحتمال انتقال المضاد الحيوي المعطى إلى الطفل الرضيع عن طريق حليب الأم. إضافةً إلى جهل الأم بنتائج المضاد الحيوي على الطفل إن كان ضارًا أم لا.
في الواقع أكدت الدراسات الطبية أن معظم الحالات التي يوصف فيها المضاد الحيوي للأم يكون ذو نوعٍ آمنٍ بالنسبة لعملية الرضاعة الطبيعية. فهو من أكثر أنواع الأدوية الشائعة التي تعطى للمرأة المرضعة على الرغم من انتقالها إلى حليب الأم. كما بينت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنه ما دام المضاد الحيوي يوصف للطفل فمن الآمن إعطائه للأم المرضعة. ففي العموم تصل معظم الأدوية الموصوفة خلال فترة الرضاعة إلى دم الأم ومن ثم إلى الحليب الموجود في الثدي ليتلقاها الطفل الرضيع في نهاية الأمر. إلا أن كمية المضاد الحيوي الموجودة في حليب الأم تكون بنسبة قليلة جدًا مقارنة بكميته الموجودة بالدم. ومن هذا المنطلق يعتبر الأطباء أن هناك أنواعًا محددةً من المضادات الحيوية لا تشكل أي خطر على الطفل الرضيع. بينما توجد أنواعٌ أخرى ذات تأثيرٍ ضارٍ على الرضيع وهذا ما دفع الجميع للبحث عن تأثير المضاد الحيوي على حليب الأم لعلهم يميزون بين ما هو ضارٌ وغير ضار.
تأثير المضاد الحيوي على الرضيع من حليب الأم
تظهر نتائج تأثير المضاد الحيوي على حليب الأم عند الرضاعة بشكل واضح عندما تنتقل المادة الفعالة من الدم إلى الحليب بكميةٍ كبيرةٍ بالتالي يتأثر الرضيع تلقائيًا. في حين أن المضاد الحيوي يكون منعدم التأثير على الرضيع عند انتقاله بكمياتٍ قليلةٍ من الدم إلى الحليب. وبالعودة إلى التأثير الظاهر على الرضيع من خلال حليب الأم فإنه يتمثل بما يلي:
- يتأثر الطفل بالمضاد الحيوي بشكل قوي جدًا إذا كان حديث الولادة أو في حال معاناته من الأمراض والمشاكل خلقية.
- عندما يعاني الرضيع من المشاكل في الكليتين أو الكبد فسيكون تأثير المضاد الحيوي خطيرًا عليه وقد يسبب وفاته.
- من الممكن أن يشكو الطفل من آلام في المعدة والبطن والأمعاء الدقيقة نتيجة تناول الأم المرضعة لأحد أدوية المضادات الحيوية. فتقوم المادة الفعالة فيه بالقضاء على جميع أنواع البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
- تغير لون براز الطفل مع الإسهال الحاد.
- بكاء الطفل بشكل مستمر ومتواصل.
- يمكن أن يظهر القلاع في فم الطفل مترافقًا مع الغثيان.
أنواع أدوية المضاد الحيوي الآمنة خلال فترة الرضاعة
كما ذكرنا سابقًا بأن الأطباء قد أجمعوا على وجود مضادات حيوية آمنة على حليب الأم. أي أنها لا تؤثر بصحة الرضيع على الإطلاق. ومنها:
- البنسلين وهو من أكثر المضادات الحيوية التي أُثبت أنها لا تشكل أي خطر على حليب الأم. الذي يوجد في كلٍ من دوائي الأمبيسللين و الأموكسيسللين.
- السيفالوسبورينات المتواجد بالدواء ذي الاسم التجاري السيفاليكسين الذي رشحه الأطباء من ضمن أفضل المضادات الحيوية الآمنة.
- الأزيثروميسين المتواجد ضمن دواء الزيثروماكس وهو من المضادات الحيوية الآمنة.
- الأوجمنتين وهو مضاد حيوي باسمه الشائع بين الناس المستخدم بشكلٍ كبير، والذي لا يسبب أي ضرر على الرضيع في فترة الرضاعة.
- الفلوكلوكساسيللين وهو مضاد حيوي آمن جدًا لكنه قليل التواجد في الصيدليات.
- السيفرادين و السيفوروكسيم من المضادات الحيوية الآمنة خلال فترة الرضاعة.
ما هي مدة تأثير المضاد الحيوي الظاهرة في حليب الأم
بعد إجراء عدة دراسات على تأثيرات المضادات الحيوية من خلال حليب الأم تبين عدم وجود مدةٍ محددةٍ ومشتركةٍ بين كافة الأنواع للتأثيرات الظاهرة على الطفل الرضيع. فإن لكل مضاد حيوي مدة فعاليةٍ مختلفةٍ عن المضاد الآخر. فهناك أنواع يزول تأثيرها خلال وقت قصير في حين تستمر بعض الأنواع بالتأثير لمدةٍ أطول. لذلك يجب التقيد بتعليمات الطبيب عند وصفه للمضاد الحيوي وتجنب إيقاف تناوله بشكلٍ مفاجئٍ وإن كان ذو تأثيرٍ طويل الأمد.
لكن من الضروري ذكر أن معظم الحالات التي خضعت للرقابة الطبية تبين فيها زوال تأثير المضاد الحيوي على الرضيع بشكلٍ تامٍ بعد ثلاثة أو أربعة أيام. لذلك يجب على الأم المرضعة عدم القلق والخوف من تأثير المضاد الحيوي على الرضاعة مادام موصوفًا من قبل الطبيب المختص وتحت إشرافه.
اقرأ أيضاً: حقن المضاد الحيوي للأطفال
بعض النصائح الهامة لتفادي تأثير المضاد الحيوي على الرضيع
توجد بعض التعليمات والإرشادات التي من الممكن أن تساعد كل أمٍ في الحد من تأثير المضاد الحيوي. عندما تحتاج إلى تناوله لسببٍ ما، وهي:
- الابتعاد عن الأطعمة التي تتفاعل مع أدوية المضادات الحيوية مما يؤدي إلى ظهور تغير في طعم الحليب.
- الاعتماد على نظام غذائي متوازن وصحي غني بالخضراوات الخضراء والفواكه الطازجة.
- تجنب تناول المضاد الحيوي قبل أو أثناء الرضاعة ومن الأفضل تناوله قبل الرضاعة بساعة على الأقل أو بعدها.
- التقيد والالتزام بتعليمات الطبيب واستشارته عند التعرض لأي مشكلة.
في النهاية إذا اضطررتِ لتناول مضاد حيوي غير آمن على طفلك الرضيع. فيجب حينها التوقف عن الرضاعة لفترة زمنية محددة وسحب الحليب ضمن أوقات معينة للحفاظ على إنتاجه بنفس الكمية مع عدم إعطائه للطفل. ومن ثم العودة إلى الرضاعة عند التوقف عن تناول المضاد الحيوي والتأكد من زوال أثره من الجسم بشكل كامل. كما يجب عدم إهمالكِ لنفسكِ وامتناعكِ عن الأدوية خوفًا على الطفل. فمن غير الممكن منح الطفل أي فائدةٍ من جسمٍ متعبٍ ومهمل.