ما تشهده الساحة الدولية في الفترة الأخيرة من الصراع الروسي والأوكراني، أمر مقلق لكل دول العالم. وسنتناول في هذه المقالة موضوعاً حول “روسيا ترد تحظر كلاً من فيسبوك وتويتر“.
من منا لم يسمع بالصراع الروسي الأوكراني وتأثيره الاقتصادي العالمي على معظم دول العالم. بما فيهم دول الشرق الأوسط والدول العربية بشكل عام. وذلك لما تتمتع به الدولتين من نفاذ. فروسيا بهيمنتها واعتبارها ثاني أقوى دولة في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وترسانتها العسكرية الضخمة التي تهدد بها وتتوعد كل من أوكرانيا وأي دولة تخالف شروطها. وأوكرانيا الدولة المصدرة للكثير من المواد الغذائية الأساسية، كالقمح والذرة والزيوت والكثير من المنتجات الغذائية المهددة بشحها بعد الحرب.
لمحة عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا
الصراع الروسي الأوكراني، هو غزو شنته الدولة الروسية على أوكرانيا في 24 شباط من عامنا الحالي 2023. حيث بدأت الحملة بعد حشد عسكري طويل، والاعتراف الروسي بجمهورية دونيتسك الشعبية من جانب واحد وجمهورية لوغانسك الشعبية، أعقبها دخول القوات المسلحة الروسية إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا في 21 شباط 2023.
بعدها بثلاثة أيام ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخطاب أعلن فيه عن عملية عسكرية واصفاً الهدف: تجريد أوكرانيا من السلاح وإزالة أثر النازية منها، بدأ القصف على مواقع في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك مناطق في العاصمة كييف.
اقرأ أيضًا: طريقة توثيق حساب تويتر الجديدة بالعلامة الزرقاء
توترات سابقة
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عام 2021 عن التمييز والعنصرية ضد ناطقي اللغة الروسية، موجهاً كلامه لأوكرانيا. واصفاً ما يجري في دونباس إبادة جماعية وهي مدينة أوكرانية تحوي عدد من الجالية الروسية. فلم تسلم هذه المدينة من المشاكل بين الأوكرانيين والروس وأكدت بعض المصادر وجود قتلى وإبادات في المدينة. بالإضافة لقانون الدولة الأوكرانية الذي يمنع التحدث باللغة الروسية.
روسيا تحظر كلاً من فيسبوك وتويتر
أقرت روسيا بمنع استخدام فيسبوك، انتقاماً ورد الضربة من فيسبوك التي فرضت قيوداً على وسائل الإعلام المملوكة من قبل الدولة الروسية. في حين أفادت الأخبار حجبها لتويتر في وقت لاحق. وذكرت وكالة الأنباء الروسية المملوكة من قبل الحكومة أن هيئة تنظيم الاتصالات الحكومية الروسية عمدت إلى تقييد الدخول إلى كلا التطبيقين.
ويأتي هذا بعد حجب موقعي فيسبوك وإنستغرام لمنصتي “RT” و”سبوتنك” وهما منصتان روسيتان. وهو ما أثار ردود فعل متضاربة، ودفع هيئة تنظيم الاتصالات الروسية إلى رد اعتبارها بالسرعة القصوى.
إليك أيضا: كيفية تجاهل رسائل الغرباء أو منعهم من التواصل معك على فيسبوك ماسنجر Facebook
وبحسب هيئات المراقبة الروسية، أنها رصدت 26 حالة انتهاك لحرية وسائل الإعلام الروسية من قبل فيسبوك، منذ تشرين الأول 2023. بالإضافة إلى تقييده لمجموعة من الوسائل الإخبارية الروسية التابعة للحكومة مثل قناة “روسيا اليوم”، ووكالة الأنباء “ريا”. ويأتي ذلك بعد إعلان الهيئة التنظيمية الروسية عن حظر جزئي لفيسبوك خلال الأسبوع الماضي مؤكدةً انتهاكه لحقوق وحريات المواطنين الروس.
حرمان ملايين الروس من فيسبوك وتويتر
وبحسب رئيس الشؤون العالمية في شركة فيسبوك (ميتا)، فإن حجب المنصة سيحجب ملايين الروس عن فيسبوك. ويحرمهم من التواصل مع أصدقائهم وعوائلهم ومجتمعهم.
مؤكداً أن الشركة ستبذل قصارى جهدها في سبيل استعادة خدماتها، ليتمكن مختلف الناس من التعبير عن آرائهم بأمان. ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى السيطرة على الضخ المعلوماتي والإخباري حول غزوها الأخير على أوكرانيا.
وأجري فرض قرار حظر شركة فيسبوك للوسائل الإعلامية الروسية في المملكة المتحدة بناء على طلب من وزيرة الثقافة “نادين دوريس” أرسلته لكل من تيك توك وتويتر وفيسبوك.
اقرأ أيضا: احذر! فيسبوك Facebook خطر على صحتك العقلية
كما تذرعت “ميتا” بقرارها هذا باكتشافها لشبكة تضليل تستهدف الناس في أوكرانيا تتألف من حوالي أربعين حساب وصفحة ومجموعة عبر فيسبوك وإنستغرام. ليصرح رئيس السياسة الأمنية في ميتا ومدير تعطيل التهديدات في الشركة، بأن الشبكتين تداران من روسيا وأوكرانيا.
وأكمل قائلاً: “إن كلا الشبكتين يجري تشغيلهما من روسيا وأوكرانيا لاستهداف الناس في أوكرانيا عبر منصات التواصل الاجتماعي المتعددة ومواقعهم الخاصة.
كيف تأثر كلاً من فيسبوك وتويتر بالحرب بين روسيا وأوكرانيا
على الرغم من كونها ليست المرة الوحيدة، التي تندمج فيها معدات الإعلام وكبرى شركات التواصل الاجتماعي. في الأزمات والقضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية. إلا أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كشفت عن جانب جديد وأكثر خطورة من توظيف تلك الأدوات. لعبت خلاله وسائل الإعلام التقليدية وغيرها من الوسائل غير تقليدية، دور موجه وفريد من نوعه، في نقل الحرب من الواقع إلى العالم الافتراضي.
قد يهمّك أيضا: طريقة إلغاء متابعة كل صفحات فيسبوك بضغطة واحدة وحل مشكلة الإعجاب التلقائي
فبحسب الخبراء والمراقبين في الدول الغربية الموالية لحلف النيتو (التي تدعم أوكرانيا)، فإن ما يجري على الصعيد الرقمي حالياً، هو حرب معلومات ضخمة يشهدها العالم لأول مرة تقريباً.
نتجت عن امتداد دور وسائل الإعلام الرقمية، من مجرد أدوات لنقل الأخبار إلى المشاهدين والجماهير، وتعزيز التواصل بين الأشخاص حول العالم، إلى سلاح سياسي واقتصادي بحت. تستخدمه الدول الكبرى في إدارة مواجهاتها مع خصومها. وتلعب به لتشكيل الرأي العام ثم المحلي ثم العالمي. وتوجيهه تماشياً مع مصالحها وسياساتها، لا سيما في فترات الصراعات والحروب.
فالأمر الذي بات واضحاً للعيان هو أن امتلاك الدول لشركات ومنصات إعلامية ورقمية ذات قاعدة اقتصادية وشعبية كبيرة، أصبح من أهم أدوات فرض سيادتها، وسيطرتها. وترجيح كفتها في ميزان الحرب.
فخلاصة الفقرة السابقة أن الحروب في عصرنا الحالي باتت تؤثر حتى على شركات التواصل الاجتماعي، بما فيهم فيسبوك وتويتر. بما لا يخدم مصالح هذه الشركات ولا يتماشى مع سياساتها التوسعية.
إليك أيضا: الفرق بين تطبيق فيسبوك الأساسي وفيسبوك لايت
في الختام وبعد نهاية مقالتنا “روسيا ترد تحظر كلاً من فيسبوك وتويتر” وفهمنا للصراع الروسي الأوكراني. ومدى تأثير هذه الحروب على وسائل التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر. نستنتج أن الحروب في عصرنا، باتت تؤثر على جميع النواحي. سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية. وما وصل له العالم من ترابط، لا يخدم أي شخص في العالم من وقوع حرب في أي بقعة أرضية.