حاجز الجلمة العسكري.. نقطة الاشتباك الأكثر سخونة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في جنين ,
اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على حاجز الجلمة العسكري، شمال شرق مدينة جنين، استنكاراً للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة، والتي راح ضحيتها نحو 20 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال.
توغلات إسرائيلية قرب حاجز الجلمة
وقالت مصادر أمنية ومحلية لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن قوات العدو المتمركزة على حاجز الجلمة، أطلقت الأعيرة النارية والقنابل الصوتية والغاز السام.
كما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة ومخيم جنين فجر اليوم السبت.
وأكد شهود عيان أن عدداً كبيراً من الآليات العسكرية الإسرائيلية، ترافقها جرافة D9، اقتحمت المدينة والمخيم، من حاجز الجلمة، ودارت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.
وأشاروا إلى أن عدة آليات عسكرية تمركزت قرب مستشفى جنين الحكومي قرب (دوار الحصان) المحاذي لمخيم جنين، في وقت كانت قوات الاحتلال ترسل تعزيزات إضافية من عدة جبهات.
وفيما يلي أهم المعلومات عن حاجز الجلمة
وحاجز الجلمة هو حاجز عسكري يربط مدينة جنين، النقطة الساخنة في الضفة الغربية منذ أكثر من عامين. ويشهد الحاجز اشتباكات يومية بالرصاص الحي وإلقاء قنابل محلية الصنع، بالإضافة إلى عمليات طعن.
بداية حاجز الجلمة
وفي عام 1992، أقيم هذا الحاجز – الذي يسميه الاحتلال “المعبر” – على أراضي قرية الجلمة المجاورة، ليفصل منطقة جنين شمال الضفة الغربية عن مناطق داخل الخط الأخضر.
وأقيمت بعد ذلك في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، لكن إسرائيل سارعت إلى نقلها خلال انتفاضة الأقصى عام 2002، وعندما قامت ببناء جدار الضم والتوسع العنصري في الأراضي المحتلة عام 1967 (داخل الضفة الغربية).
حاجز 3 حارات
تم تقسيم هذا الحاجز العسكري إلى 3 ممرات: أحدها يستخدم لدخول فلسطينيي 1948 إلى الضفة الغربية، وآخر لعمال الضفة باتجاه الداخل، وثالث للتبادل التجاري، لكن الاحتلال استخدمه أيضًا كقاعدة لشن عمليات توغل في منطقة جنين، واستخدمت سياسة إغلاقها للتضييق على الفلسطينيين ومعاقبتهم جماعياً.
وأصبحت الجلمة البؤرة الأكثر سخونة في الضفة الغربية منذ ما عرف بانتفاضة القدس نهاية عام 2015، إذ تحولت إلى بؤرة اشتباكات دائمة وشهدت العديد من الاعتداءات الفردية، خاصة عمليات الطعن.
وصادر حاجز الجلمة بموقعه العسكري مئات الدونمات (الدونم = ألف متر مربع) من أراضي المواطنين في قرية الجلمة المجاورة، ومنع أصحابها من استغلالها. كما أدى جدار الفصل العنصري، الذي يمتد لمسافة نحو 4000 متر، إلى عزل نحو ألف دونم أخرى من أراضي القرية.
كل ذلك على حساب أكثر من 3000 من أهالي القرية الذين يستهدفهم الاحتلال يومياً بمداهمات واعتقالات وتفتيش وتحقيقات ميدانية، خاصة مع تصاعد استهداف المقاومين لها مؤخراً.
وتستخدم إسرائيل ما يقارب 700 حاجز عسكري (ثابت ومتحرك) كوسيلة للعقاب الجماعي للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس، ويقال إنها لا تحتاج سوى 15 دقيقة لإغلاقها جميعها وتحويل مدن وقرى الضفة الغربية إلى حواجز عسكرية. السجون المفروضة على شعوبها.
مواجهات بالرصاص الحي والقنابل محلية الصنع
وقال الخبير العسكري واصف عريقات في تصريحات إعلامية، إن “حاجز الجلمة العسكري يشهد تكتيكا مختلفا من قبل المقاتلين الفلسطينيين، ما يشير إلى تنامي غير مسبوق في الجاهزية العسكرية لهؤلاء المقاتلين، خاصة في ظل المبادرة اليومية للانخراط في العمليات العسكرية”. مواجهات مع الجنود المتواجدين قرب الحاجز، وتسببت في سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال.
وأضاف عريقات أن “حاجز الجلمة هو أحد الحواجز العسكرية التي تفصل الضفة الغربية عن الداخل المحتل، وهو مزود بأحدث أنواع أجهزة المراقبة والكاميرات، بالإضافة إلى الدعم العسكري الذي يحظى به الحاجز كما نقطة انطلاق لعمليات التوغل التي يشنها الجيش الإسرائيلي في عمق مدينة جنين ومعسكرها عبر أرتال من الدبابات والآليات العسكرية، إضافة إلى عمليات تابعة لوحدات خاصة في الجيش”.
وأشار إلى أن الاستهداف المستمر للحاجز العسكري من قبل المقاتلين الفلسطينيين يدل على أن المقاتل الفلسطيني انتقل من رد الفعل إلى الفعل.
كما وصف عريقات “الجلمة” أو غيرها من نقاط التفتيش الإسرائيلية بأنها مواقع عقاب جماعي وجرائم ضد الفلسطينيين، وأنها تستخدم كممرات للجنود لاقتحام القرى والمدن الفلسطينية، وبالتالي “من حق المقاومين استخدام أساليب والوسائل القتالية لإيذاء العدو في هذه المواقع”، مشيراً إلى أن المقاومين استفادوا من التجارب السابقة. وهم الآن يتمتعون بالتجربة التي تجعلهم يبادرون ويهاجمون الاحتلال بمواقعه العسكرية قبل أن يهاجمهم. ويعتبر هذا تكتيكاً جيداً وناجحاً، وفيه الشجاعة والقدرة على التخطيط والتنفيذ.
20 عاما على انتفاضة الأقصى
من جانبه قال أمين سر حركة فتح في مدينة جنين وأحد قادة العمل الميداني شمال الضفة الغربية عطا أبو رميلة: “بعد مرور أكثر من 20 عاما على اندلاع انتفاضة الأقصى لقد نشأ جيل لا يمكن إيقافه إلا بإنجاز وطني وهو تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية كاملة غير منقوصة». وهذا ما يؤكده هؤلاء المقاتلون الشباب بعملياتهم النوعية ضد الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف أبو أرميلة أن “المقاتلين في الميدان لا يتجاوز عمرهم العشرين عاما، وأغلبهم من مواليد انتفاضة الأقصى عام 2000، وكان لديهم الإرادة لإشعال انتفاضة جديدة واستهداف نقاط الاشتباك حيث تواجدت قوات الاحتلال”. وينتشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الحاجز الرئيسي في المدينة وهو حاجز الجلمة، وله حصة”. واستخدمت بنادق المقاتلين الفلسطينيين الأسد كهدفهم المفضل.
وأشار إلى أن استهداف الحاجز العسكري المذكور يأتي في إطار كونه مدخلا إسرائيليا لتنفيذ العمليات العسكرية المتواصلة على مدينة ومخيم جنين، واعتقال المواطنين وقتل وجرح العشرات بشكل متواصل، إضافة إلى الدمار. وحصار أجزاء كبيرة من المخيم.
أبرز الهجمات على حاجز الجلمة
وهذه ليست أولى الاعتداءات الفلسطينية على حاجز الجلمة الواقع شمال مدينة جنين، أبرز بؤر المقاومة مع الاحتلال في فلسطين بشكل عام خلال العامين الماضيين، حيث شكل الحاجز نقطة اشتباك دائمة بين المقاومة وجيش الاحتلال.
وتتصاعد الهجمات الفلسطينية على هذا الحاجز كلما زاد الاحتلال من وتيرة مداهماته وعملياته ضد الفلسطينيين، حيث استشهد العديد من سكان المحافظة أثناء محاولتهم تنفيذ عمليات إطلاق نار أو طعن، أو إلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع (تسمى الأكواع)، أو وغيرها من أشكال المقاومة، والتي تحول الحاجز إلى ثكنة مجهزة بأحدث التقنيات العسكرية والتكنولوجية.
وتشير البيانات التي نشرها مؤخرا موقع “0404” الإسرائيلي، إلى أنه حتى النصف الأول من عام 2022، وقع أكثر من 3700 اعتداء فلسطيني ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي ومواقعه العسكرية، قُتل فيها 21 إسرائيليا وأصيب 316 آخرين.
وذكر الموقع أن معظم تلك الاعتداءات شملت رشق الحجارة والزجاجات الحارقة وحرق الإطارات، بالإضافة إلى 14 عملية إطلاق نار. ولذلك فإن حاجز الجلمة ليس نقطة أمنية ضعيفة، بل هو محصن ومحاط بالمعدات والأيدي العاملة والدعم القريب والبعيد، لأنه يقع في منطقة استنفار أمني دائم بسبب التحذيرات. أنواع مختلفة من عمليات المقاومة المستمرة.