ما أسباب ألم المبيض بعد فترة التبويض وما هي طرق علاج ألم المبايض؟ أسئلةٌ كَثُر طرحها في الآونة الأخيرة واحتلت جزء كبير من حياة العديد من الفتيات. فالمبيضان هما الجزء الأهم من الجهاز التناسلي الأنثوي، لا سيما وأن فترة الإباضة هي الجزء المسؤول عن التكاثر لدى الأنثى. وعلى الرغم من أن قسم من النساء لا يشعرن بها، إلا أن القسم الأخر منهن يعشن آلامًا حقيقية عند حدوثها. ومن ضمنها الألم الذي يصيب المبايض سواء أكان المبيض الأيسر أو المبيض الأيمن. ولكن ما أسباب ألم المبيض بعد فترة التبويض؟ وهل هناك أسباب أخرى لألم المبيض؟ وكيف يمكن علاج ألم المبايض؟ أسئلةٌ كثيرة تضعنا في متاهة العلم مجددًا، لذلك فإننا نقدم لكم مقالنا التالي لنتحدث فيه عن أسباب ألم المبيض بعد فترة التبويض ولنجيبكم عن كافة الأسئلة التي تطرح نفسها حول هذا الموضوع فابقوا معنا.
ما هي الإباضة
عملية الإباضة أو فترة التبويض عبارة عن تحرير البويضة في الجسم وذلك نتيجة تورم الكيس الجرابي الموجود في المبيض بعد مرور الهرمون اللوتيني. بحيث تتزامن هذه الفترة مع بداية الطمث الذي يصيب الفتاة بشكل دوري شهريًا، عادةً قبل بدء عملية الدورة الشهرية بحوالي خمسة عشر يومًا. وبعد أن تنطلق البويضة في الجسم، يحدث ما يعرف بالانقباض في قناة فالوب للمساعدة في إيصال البويضة إلى الحيوانات المنوية ليتم الإخصاب. وفي حال عدم حدوث الإخصاب تتفكك البويضة وتتساقط بطانة الرحم مع الدورة الشهرية.
ونتيجة لتمزق هذا الجريب فإنه من المحتمل انتقال الدم والسوائل التي كان يحتويها إلى البطن، مما يؤدي إلى حدوث تهيج. ونتيجةً لما ذكرناه تشعر الفتاة بآلام تكون مركزها في الحوض.
اقرأ أيضًا: طرق علاج نقص الصفائح الدموية بالغذاء
ما أسباب ألم المبيض بعد فترة التبويض
تعزى أسباب ألم المبيض بعد فترة التبويض إلى التمدد الذي يصيب الجريب النامي على سطح المبيض بعد أن يتم إطلاق البويضة. بحيث يتركز الشعور بألم المبيض في أسفل البطن وأسفل السرة، ويميل إلى جهة المبيض المتألم. بحيث إن تركز في المبيض الأيمن يميل الألم للجهة اليمينية من البطن، والأمر ذاته فيما يخص المبيض الأيسر. ومن المحتمل أن يتناوب كلا الجانبين في الألم، أو يبقى ثابتًا من شهر إلى آخر. ويكون هذا الألم بشكل عام خفيف في البداية ومن ثم يزداد حدة.
اقرأ أيضًا: ما اعراض تكيس المبايض وطرق التعامل معه
أسباب أخرى لألم المبيض
لا يتوقف الألم الذي يصيب المبيض على فترة التبويض فحسب، إنما تعود بعض الآلام إلى أسباب أخرى قد تكون خطرة للغاية. إليكم أسباب أخرى لألم المبيض:
ألم المبيض الناجم عن بطانة الرحم
ما يحدث هنا أن بطانة الرحم في كل شهر تتراكم وذلك لتغذية الجنين في حال تم الإخصاب وحدث حمل. ولكن إن لم يتم إخصاب البويضة فهذه البطانة تتساقط وتخرج من الجسم عبر الحيض. وهناك مجموعة من النساء تتطور أنسجة البطانة في أماكن أخرى من الجسم أي خارج الرحم، وهذه الأنسجة تبقى على تفاعل مع التقلبات الهرمونية للجسم منتجةً نزيف صغير. كما أن هذا الانهيار الحاصل للأنسجة في كل شهر قد يصبح جزء لا يتجزأ من نسيج المبيض الأساسي، مما يؤدي بدوره إلى تكوين ما يعرف بورم بطانة الرحم وهو ما يسبب الألم في المبيض وكذلك في الحوض بشكل عام.
ألم المبيض بسبب التهاب الحوض
يحدث مرض التهاب الحوض بسبب العدوى التي تصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية مثل (الكلاميديا أو السيلان) الناتجة عن الاتصال الجنسي. أو حتى الناتجة عن أسباب غير جنسية. ويسبب الالتهاب الذي يصيب الحوض ألمًا قويًا في المبيض، بالإضافة إلى خروج إفرازات ذات روائح كريهة من المهبل. ومن الممكن أن يسبب نزيف أثناء العلاقة الزوجية.
سرطان المبيض
هناك أنواع مختلفة من السرطانات التي تصيب المبيضان، منها (سرطان المبيض الظهاري وسرطان الخلايا الجرثومية وسرطان المبيض وسرطان الخلايا الصغيرة). وجميع هذه الأنواع تسبب آلامًا قوية في المبيض. لا سيما أن السرطان ينمو في أحد المبيضين، أو حتى في كليهما مع أن ذلك يحدث في بعض الحالات النادرة فقط.
الآلام المصاحبة لكيسات المبيض
كيسات المبيض عبارة عن أكياس تحتوي على دماء وسوائل وتسمى بالجرابيات. تراكمها بشكل كبير في المبيض يجعلها محيطة بالبويضات مما يسبب انعدام فترة الإباضة مسببةً بذلك الألم في المبيض. كما أن هذه الكيسات يجب أن تتم معالجتها على الرغم من أنها غير ضارة ولكن إن تراكمت بشكل كبير قد تسبب العقم.
متلازمة أشرمان
متلازمة أشرمان أو التصاق الرحم، وهي عبارة عن تكوين نسيج ندبي في تجويف الرحم. تعتبر هذه المتلازمة نادرة بين النساء، كما أن أغلب اللاتي تحدث معهن هذه الحالة من خضعن للعديد من إجراءات التوسيع. أو في حال حدوث عدوى الحوض وازدادت حدة مع الوقت قد تتحول إلى متلازمة أشرمان.
الأمراض المنقولة جنسيا
غالبًا ما يرافق الألم المتركز في المبيض خروج بعض الإفرازات عبر المهبل، وهذه الإفرازات إن كانت ذات روائح كريهة فهو دليل على العدوى من الشريك. وبالتالي لا بد من العلاج لكلا الزوجين.
الحمل خارج الرحم
يحدث الحمل خارج الرحم في حال زرعت البويضة الملقحة نفسها خارج الرحم، وغالبًا ما تكون في إحدى قناتي فالوب. ولا يمكن في هذه الحالة إنقاذ الحمل فإما يوصف للمرأة الحامل دواء للإجهاض أو بإجراء عمل جراحي. وقد يرافق هذه الحالة آلام في البطن من جهة واحدة، بالإضافة إلى بعض الإفرازات المائية البولية.
متلازمة بقايا المبيض
تحدث هذه الحالة بعد إجراء عمل جراحي للأنثى لإزالة واحد من المبيض أو كلاهما، فيبقى نسيج مبيض يعود لعدة أسباب منها تقنية جراحية غير سليمة، أو التصاقات في الحوض يحد من رؤية المبيض بشكل صحيح أثناء الجراحة فلا تزال أنسجة المبيض بشكل كلي. وتسبب هذه المتلازمة آلامًا في الحوض وفي مواضح المبيضين.
اقرأ أيضًا: متى يظهر الحمل في البول واختبار الحمل بالكلور
مضاعفات ألم المبايض
يصاحب ألم المبايض مجموعة من المضاعفات الأخرى التي يتعرض لها الجسم. ومن مضاعفات ألم المبايض ما يلي:
- النزف الشديد.
- الشعور بالألم أثناء التبول.
- قد يحدث ارتفاع في درجات الحرارة ومن المحتمل أن تصل إلى الحمى.
- عدم القدرة على المشي بشكل صحيح، فالألم في أسفل البطن يسبب انحناء بسيط في الظهر أثناء المشي.
- عدم القدرة على إتمام النشاطات اليومية الروتينية بسبب الألم الشديد.
- يمتد الألم أحيانًا لأيام بعد انتهاء فترة الطمث.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين البويضات الصغيرة والضعيفة هل صغر حجم البويضة يمنع الحمل
علاج ألم المبايض
يتوقف علاج ألم المبايض على السبب الناتج عنه الألم، ومنه نشرح لكم طرق العلاج بحسب كل حالة:
علاج ألم المبيض بعد فترة التبويض
في أغلب الأحيان يذهب الألم المصاحب لفترة التبويض بعد انتهاء الدورة الشهرية، ولكن يمكن الاستعانة بالمسكنات كالبروفين أو الكيتوفين أو غيرها من المسكنات الأخرى. يمكن أيضًا الاستعانة بالتدليك للظهر والبطن فهذا يؤدي إلى استرخاء العضلات المشدودة بسبب الألم.
علاج كيسات المبايض
تختفي الكيسات مع مرور الوقت لوحدها ودون أي تدخل، ولكن يجب أن يكون هناك زيارات مستمرة للطبيب للكشف على الكيسات. وذلك بهدف التأكد من عدم حدوث أي تطور في الحالة. قد يصف الطبيب حبوب منع الحمل وذلك لأنه يمنع التبويض وبالتالي منع تشكل الكيسات وتطورها.
كما أن هناك احتمال لاستخدام ما يعرف بالتنظير، وهو أمر مشابه للعملية الجراحية بحيث تستخدم كاميرا صغيرة معلقة في نهاية عصا معدنية وبفعل شق صغير في البطن يتم إدخالها للجسم وتوجيهها نحو الكيسات وإزالتها إن كانت صغيرة. أما في حال كانت ذات حجم كبير يكون الطبيب بحاجة لشق أكبر في البطن.
علاج أورام المبيض
يكون حل هذه المشكلة بإزالة أكبر جزء ممكن من الورم الموجود في المبيضان، ولكن إن كانت هذه الأورام سرطانية فقد يؤدي ذلك لإزالة المبيضان والرحم وقناتي فالوب والثرب والعقد اللمفاوية. أو اللجوء للعلاج الكيميائي، إما بأخذ الأدوية عبر الفم أو عبر الوريد في البطن. ولكن العلاج الكيميائي له آثار جانبية كثيرة، لا سيما وأنه بالإضافة لقتله الخلايا السرطانية فإنه يقتل الخلايا الطبيعية أيضًا.
أيضًا هناك طريقة أخرى وهي استخدام الإشعاع (أشعة سينية)، لقتل الخلايا أو تقليصها، ولكن هذه الطريقة لا تستخدم غالبًا في علاج أورام المبيض.
علاج انتباذ بطانة الرحم
تستخدم الأدوية في هذه الحالة مثل الإيبوبروفين، وكذلك حبوب منع الحمل التي تعمل على منع تراكم أنسجة بطانة الرحم على المبايض. أو الأدوية الخاصة بتقليل نسبة هرمون الاستروجين، عن طريق إبطاء نمو بطانة الرحم.
أما في حال كان الانتباذ البطاني الرحمي واسع النطاق، فقد يزيل الطبيب الرحم وأحيانًا المبيضين وقناتي فالوب.
علاج مرض التهاب الحوض
المضادات الحيوية تفي بالغرض في هذه الحالة، وتؤخذ إما عبر الفم أو بواسطة الحقن. مع الانتباه لضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أي مضاد حيوي.
علاج متلازمة بقايا المبيض
لا تستجيب هذه الحالة للعلاج الهرموني، وعادةً ما يكون الحل الأمثل هو الجراحة التنظيرية لإزالة بقايا المبيض. ولكن هذه العمليات صعبة بسبب وجود النسيج الندبي الذي شرحناه سابقًا، إلا أن التنظير يسهل الرؤية بأكبر قدر ممكن.
علاج متلازمة أشرمان
تتم معاملة هذه الحالة بالتنظير أيضًا، بحيث يجري الطبيب تنظير لقص النسيج الندبي أو الالتصاقات وإزالتها من الجسم. وعلى الرغم من أن هذه العملية ليست جراحية إلا أن المرأة تحتاج فيها إلى تخدير عام، مع إمكانية وصف الإستروجين لتعزيز قوة بطانة الرحم.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا ما أسباب ألم المبيض بعد فترة التبويض، قدمنا لكم فيه كافة المعلومات المحيطة بألم المبيض من أسباب حدوثه إلى طرق علاج ألم المبايض. مع التنويه إلى ضرورة زيارة الطبيب بشكل دوري للاطمئنان على المبايض والرحم.