الذكرى الـ 47 لرحيل الكاتب محمد التابعى أمير مملكة الصحافة والحب، كتب في “روز اليوسف” فارتفع سعرها ,
محمد التابعي، في مثل هذا اليوم منذ 47 عاما، توفي الصحفي محمد التابعي أمير صاحبة الجلالة أمير القلم، أستاذ ومعلم الأجيال الصحفية. لسنوات عديدة، توج ملكا على عرش الصحافة في مصر والدول العربية.
إنه الصحفي المشاكس، أمير مملكة المرأة والأمراء، ومؤسس حرية الرأي في الصحافة المصرية. لقد استطاع بكتاباته أن يحدث ثورة في بلاط صاحبة الجلالة. أصدر مجلة آخر ساعة، وبعدها جريدة المصري مع محمود أبو الفتح، صديق الملوك والأمراء. توفي في مثل هذا اليوم 24 ديسمبر سنة 1976م.
حصل على درجة البكالوريوس من منازلهم
ولد التابعي في 18 مايو 1896 بمنتجع بحيرة المنزلة بمحافظة الدقهلية. وكان للتابعي الفضل في مباركة الشيخ التابعي في قريتهم. بعد حصوله على المدرسة الابتدائية، جاء إلى القاهرة والتحق بمدرسة السعيدية الثانوية مع زميل له كان يدرس على يد فكري أباظة. ثم التحق بكلية الحقوق، ولظروفه العائلية لم يكمل دراسته. وهناك عمل موظفاً في دائرة التموين، ودرس مساءً حتى حصل على البكالوريوس من منازلهم.
وعن طفولته كتب الإعلامي محمد التابعي قائلا: في الحي قضيت طفولتي ألعب حافي القدمين وأحمل في يدي سيفا من الصفيح ودرعا وخوذة. كلفوني قرشين فقط، وأبدعت في مبارزة فريق الزير سالم أمام الخليفة الزناتي. كنت أتردد على مكتبة في سوق الخواجات يملكها الشيخ سعيد حلقة، وأبدأ… بقراءتها لأن صاحبها رفض الاقتراض، فأقرأ ألف ليلة وليلة وقصص سيف ذو يزن و حمزة البهلوان.
بدأ محمد التابعي بكتابة المقالات السياسية في مجلة البريد المصري، ثم مجلة روز اليوسف، دون التوقيع؛ مما أدى إلى زيادة توزيعها وارتفع سعر المجلة من 5 مليمات إلى العملة المعدنية. ثم كتب مقالات فنية نقدية للمسرح بجريدة الأهرام تحت اسم مستعار “حندوس”. لكنه تعلق بالكتابة السياسية، فكتب النقد السياسي بأسلوب النقد المسرحي، وتتلمذ عليه عمالقة الصحافة والأدب والسياسة، حتى الأستاذ محمد حسنين. كان هيكل يناديه أستاذي ومعلمي. ومن تلامذته أيضًا مصطفى، وعلي أمين، وكامل الشناوي، وأحمد رجب، وإحسان عبد القدوس، وآخرون.
عدد مجلة آخر ساعة
أسس محمد التابعي مجلة آخر ساعة عام 1934، ثم صحيفة المصري مع محمود أبو الفتح عام 1936. ونقلت مقالاته إلى جريدة الأخبار، وكان الصحفي الوحيد الذي رافق العائلة المالكة في عام 1936. رحلاتها الطويلة إلى أوروبا.
الصحافة الإخبارية
واستطاع محمد التابعي أن ينقل صاحبة الجلالة من صحافة المقال إلى صحافة الأخبار. ومقالاته ستسقط الوزارة، وتهز عروش الحكومات، وتقتل الفساد والمفسدين. إنه كاتب نظيف يعيش حياته مثل الملوك والأمراء، ويفتخر بالفخر والثقة بالنفس إلى أقصى حد.
عن نفسه يقول الصحفي محمد التابعي: أحياناً أسرف إلى حد الحماقة، وأحياناً أمسك بيدي إلى حد البخل الشديد، وأحياناً أتمرد على أتفه الأسباب، وأحياناً أسامح خطأً شنيعاً، و كثيرًا ما كنت أجلس على مكتبي وفي رأسي فكرة محددة أريد أن أكتب عنها… بالكاد أستطيع الإمساك بالقلم. وما لم أجد نفسي أكتب بفكرة أخرى ورأي آخر، فأنا كما ترى مجموعة من المتناقضات.
الصدق أفضل من الشهرة
مبدأه في الصحافة أن تفويت 100 سبق خير من نشر أخبار كاذبة، وأن الالتزام بالنزاهة الصحفية أفضل وأشرف من أن تكون صحفيا مشهورا.
اشتهر الصحفي محمد التابعي بعلاقاته مع النساء، وكتبت عنه الأساطير الرومانسية. حتى أنه كان يسمى أمير مملكة النساء. كان يحب المطربة أسمهان، لكن لم يثبت أنه تزوجها، ولا الممثلة زوزو حمدي الحكيم. ولا يوجد حتى الآن ما يثبت ذلك، لكنه تزوج من السيدة هدى التابعي وعاش معها حتى وفاته وأنجب منها ولدا. محمد وابنته شريفة.
وأدرجت جنازة الطبعي في ميزانية الدولة
توفي محمد التابعي عن عمر يناهز 81 عاماً إثر إصابته بجلطة دماغية. وتم تأجيل جنازته لمدة يومين حتى يتم إعداد جنازة تليق بأعظم صحفي مصري. وأعلنت رئاسة الجمهورية بيانا في الصحف جاء فيه: “قرر الرئيس أنور السادات، عندما علم بوفاة الصحفي محمد التابعي، أن تكون جنازة الصحفي محمد التابعي من الميزانية”. رئاسة الجمهورية. كما أرسل السادات مبعوثًا خاصًا لأرملة المتوفى للإهتمام بكل ما يلزم للجنازة.
طلاب التابعي يودعونه
أقيمت جنازة مهيبة للصحفي الراحل محمد التابعي من مسجد عمر مكرم، حضرها كبار رجال الدولة وعلى رأسهم ممثل الرئيس السادات السيد حسين الشافعي، المهندس سيد مرعي، الدكتور عبد القادر حاتم والدكتور جمال العطيفي وزير الثقافة والإعلام آنذاك، وجميع الكتاب والصحفيين ورواد الفكر والقلم.