متى تنتهي أعراض الصفراء عند حديثى الولادة، وما مدى خطورة هذه الحالة وانتشارها من التساؤلات المهمة التي قد تخطر في بالك عزيزتي الأم، بداية وقبل كل شيء يمكن القول بأن الصفراء تعبير آخر لليرقان الذي يصيب نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة، وقد سمي بالصفراء نظرًا لمظهر الطفل المصاب إذ يغلب اللون الأصفر على هيئته. ولا تعتبر الصفراء من الاضطرابات الخطيرة إذ يمكن أن يشفى بشكل عفوي دون الحاجة إلى أي تداخل طبية. وسنحاول اليوم من خلال مقالنا أن نقدم لك سيدتي أهم المعلومات المتعلقة بالموضوع السابق لمساعدتك على التعامل مع طفلك والاعتناء بصحته قدر الإمكان، تابعي معنا.
متى تنتهي أعراض الصفراء عند حديثى الولادة
تحدث الصفراء عند نسبة كبيرة من الأطفال، إذ تبدأ أعراضها بالظهور في اليوم الثالث بعد الولادة وتنتهي أعراض الصفراء عند حديثي الولادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ويتصف هذا الاضطراب بوجود مجموعة من الأعراض المميزة التي قد تُقلق الأم وتزرع الخوف في قلبها، ومنها نذكر:
- اصفرار العينين بشكل واضح، كما يتحول اللون الأبيض فيهما إلى أصفر رمادي.
- تغير لون البول الذي يصبح غامقًا ومائلًا إلى البني قليلًا، بالإضافة إلى ارتفاع متوسط في درجة حرارة الطفل الرضيع.
- تعكر مزاج الطفل وبكائه بشكل متكرر أو مستمر لساعات طويلة. بالإضافة إلى التعب الواضح وعدم تفاعل الطفل مع الوسط المحيط به.
- فقدان الشهية والإقياءات المتكررة، وتغير لون البرز ليصبح أبيض فاتح.
- الاختلاجات والرجفان في الحالات الشديدة والخطيرة، أخيرًا الاضطرابات العصبية الدائمة في حالات نادرة جدًا.
تنتج الصفراء عن تراكم صباغ أصفر يدعى البيلروبين في دم الطفل، وتختلف الأعراض باختلاف كميته وتركيزه. ويمكن أن تسبب الكميات الكبيرة من البيليروبين أعراضًا خطيرة وغير مُسيطر عليها. وانطلاقًا من هذا الكلام يجب على الأم أن تراجع الطبيب عندما تلاحظ أي تغير في لون رضيعها.
مضاعفات الصفراء عند حديثي الولادة
يعتبر الطفل كائنًا حساسًا وضعيف وبالتالي، فإنه يتأثر بأي خلل في البيئة الداخلية لجسمه. وعلى الرغم من أن معظم حالات الصفراء تشفى بشكل عفوي إلا أنه تم تسجيل عدة حالات لاضطرابات خطيرة عند بعض الرضع، فقد تتراكم كميات كبيرة من صباغ البيلروبين داخل الخلايا العصبية في الدماغ، وتؤدي إلى إتلافها بطريقة غير قابلة للعكس، مما يسبب أعراضًا عصبية دائمة لدى الطفل كالصرع والتخلف العقلي وفقدان السمع. ومن هنا تأتي أهمية مراقبة الطفل ومراجعة الطبيب لفحصه بشكل دوري ومنتظم.
اقرأ أيضًا: أعراض ضمور المخ البسيط عند الرضع
أسباب الصفراء عند حديثى الولادة
يختلف سبب الصفراء من حالة لأخرى، وذلك حسب عمر الرضيع والمشاكل الصحية الموجودة لديه. ومن أسباب الصفراء عند الأطفال نذكر:
- بدايةً الصفراء الفيزيولوجية: تعد الصفراء الفيزيولوجية حالة شائعة، حيث تلاحظ عند 60% من الأطفال وتشفى بسرعة وبشكل عفوي غالبًا، وتظهر نتيجة النضج غير الكامل لكبد الرضيع، وبالتالي عدم قدرته على تصفية كمية مناسبة من صباغ البيلروبين.
- بالإضافة إلى الخداجة: الخديج هو الطفل الذي يولد باكرًا قبل الموعد المحدد لولادته، وبالتالي يكون كبده في هذه الحالة أقل نضجًا من الأطفال المولودين بتمام الحمل، مما يرفع نسبة حدوث الصفراء عند هذه الفئة.
- كما نذكر الاضطرابات الدموية: ينتج صباغ البيلروبين بشكل أساسي عن تكسر كريات الدم الحمراء، وأي اضطراب دموي أو انحلال دم قد يكون السبب في حدوث الصفراء وظهور أعراضها ومضاعفاتها، وانطلاقًا من ذلك يجب متابعة هؤلاء الأطفال بشكل دقيق وحذر مع الحرص على تجنب الظروف التي قد تسبب نوبة انحلال دم لديهم.
- وأخيرًا صفراء حليب الأم: يصاب بعض الأطفال بما يسمى يرقان الحليب، وهو ناتج بشكل أساسي عن الرضاعة الطبيعية ويختفي بإيقافها، وتعتبر هذه الحالة سليمة نسبيًا، إذ لا تتطلب إيقاف عملية الرضاعة التي تعتبر مهمة جدًا للطفل خلال هذه المرحلة.
تشخيص الصفراء عند حديثي الولادة
هناك عدة طرق قد تساعد الطبيب على تشخيص الصفراء، ومنها نذكر:
- المظهر السريري: سبق وذكرنا أن للطفل المصاب بالصفراء مظهر ولون مميز، إذ يستطيع الطبيب تشخيص الحالة بمجرد النظر إلى الرضيع وفحص عينيه وبوله.
- الاختبارات الدموية: قد يلجأ بعض الأطباء لقياس نسبة البيلروبين في الدم، وذلك لتأكيد الإصابة بالصفراء. وتعد هذه الطريقة دقيقة جدًا ومفيدة لتحويل الشك إلى يقين.
- المعالجة التخبريّة: ويقصد بها استجابة الطفل على العلاج النوعي للصفراء، مما يؤكد إصابته بها. وقد أثبتت هذه الطريقة فائدتها في التشخيص والعلاج السريع.
علاج الصفراء عند حدييثي الولادة
يختلف علاج الصفراء من حالة إلى أخرى، وذلك حسب شدة الإصابة وعمر الطفل وحالته الصحية، ومن العلاجات المتبعة نذكر:
- العلاج التغذوي: تعتمد هذه الطريقة على تنشيط الجهاز الهضمي للرضيع، وذلك من خلال زيادة عدد الوجبات وتواترها. فيزداد عمل الجهاز الهضمي والغدد الملحقة به كالكبد، وبالتالي يزداد طرح البيلروبين الضار عن طريق البراز.
- العلاج الضوئي: يعد العلاج الضوئي من أنجح أساليب العلاج وأكثرها استخدامًا في هذه الأيام. ويعتمد على تعريض الطفل لأشعة قادرة على إضعاف ارتباط البيلروبين بكريات الدم، مما يؤدي إلى زيادة طرحه خارج الجسم.
- نقل الدم: يمكن القول بأن نقل الدم هو الحل الأخير الذي يلجأ إليه الطبيب عند فشل العلاجات السابقة. وتحمي هذه الطريقة الجنين من حدوث المضاعفات الخطيرة التي سبق وذكرناها في الفقرات السابقة.
اقرأ أيضًا: ما أسباب الأنيميا عند الأطفال أعراض وطرق العلاج
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال حيث أجبنا عن سؤال متى تنتهي أعراض الصفراء عند حديثى الولادة، كما تطرقنا إلى مضاعفات الصفراء وأهم أسبابها عند الأطفال. وأخيرًا ذكرنا طرق تشخيص الصفراء وأهم العلاجات الفعالة في هذا المجال، وفي الختام طفلك أمانتك عزيزتي الأم فاحرصي على الاعتناء به بأكبر قدر ممكن من الحذر والانتباه.