متى يحدث حمل بعد الولادة؟ وما هي علامات الحمل بعد الولادة؟ ما هي أضرار الحمل بعد الولادة؟ وهل من الضروري اتباع طرق وقائية لمنعه بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية؟ أسئلة وتساؤلات عديدة تطرحها الأمهات يوميًا. حيث يدور التفكير والخوف حول فترة النفاس وبعد وضع المولود عن الوقت اللازم للحمل بمولود آخر من جديد. وهل من الممكن الحمل مباشرةً بعد وضع المولود؟ كونها تترافق الولادة بشكل عام بالعديد من الاختلاطات والمضاعفات فيما بعد. لذلك سنتحدث في فقراتنا القادمة عن الحمل التالي للولادة وما هي الفترة الآمنة للحمل بعدها والعديد من الأفكار التي تهمك سيدتي فلنكمل.
متى يحدث حمل بعد الولادة
يعتقد البعض أنه لا يمكن حدوثه بسبب منعكس الإرضاع. حيث يعتقد البعض أن الرضاعة الطبيعية تمنع حدوث الحيض أو الإباضة وهذا أمر غير صحيح طبيًا. بالإضافة إلى ذلك، تدل علامات الحمل بعد الولادة على أنه يمكن لأي سيدة أن تحمل مرة أخرى بعد وضعها لمولودها. ولكن يبقى سؤالنا متى يحدث هذا؟ إن حدوث حمل بعد الولادة مباشرةً أمرًا ليس بالسهل ولكن يمكن وقوعه عند نسبة لا بأس بها من السيدات. لكن يستحيل أن يحدث حمل خلال فترة النفاس التي تمتد حتى أربعون يومًا بعد الولادة. ونظرًا لكون الرضاعة قد تؤخر الحمل مرة أخرى لكنها لا تمنعه. لذلك ترتفع نسبة الحمل عند الأم غير المرضع والتي تعتمد في تغذية رضيعها على الحليب الصناعي عنها عند المرضع. يحدث الحمل فعليًا عند حدوث أول إباضة بعد الولادة والتي قد تمتد بين 4 – 12 أسبوع بعد وضع المولود. ومن الجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك حيض أو طمث يثبت الإباضة الفعلية عند الأمهات. لكن من جهة أخرى، تسبب أضرار الحمل التالي للولادة اختلاطات تعاني منها أغلب الأمهات لاحقًا وخاصةً عند تكرر الحمولات.
اقرأ أيضًا: متى يحدث حمل بعد الولادة الطبيعية.
هل يظهر الحمل بعد الأربعين من الولادة
تؤكد الدراسات العلمية غياب الطمث بعد الولادة طيلة فترة النفاس، ويبقى جسم المرأة محافظ على غياب الحمل أول 40 يوم. لكن بعد ذلك، حتى وبوجود الرضاعة فإن ذلك لا يمنع الحمل، حيث قد تبقى المرأة دون حيض بعد النفاس فترة تمتد من شهر إلى 6 أشهر لذلك تختلف عودة الطمث من امرأة إلى أخرى حتى تعود بانتظام. ومع ذلك، فإن غياب الطمث أكثر من ذلك ينذر بوجود حمل لدى السيدات وعليهن التأكد من ذلك بمراجعة طبيب مختص.
اقرأ أيضًا: متى تعود الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة.
ما هي الفترة الآمنة للحمل بعد الولادة
أصدرت وزارة الصحة الأمريكية وفقًا لدراسات عديدة تحدثت فيها عن اختلاطات تعدد الحمول بعد الولادة مباشرة عن الفترة اللازمة التي يجب الالتزام بها تجنبًا لحدوث سلبيات ومخاطر لاحقة. آخذون بالاعتبار المرضع وغير المرضع بعد الولادة وطبيعة جسم كل سيدة. لذلك اعتبرت الفترة الواقعة بين 6 أشهر إلى 18 شهر الفترة الآمنة للحمل مرة أخرى عند أي سيدة.
كيف تكون الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة
في الواقع، تتصف أول دورة طمثية للمرأة الولود بأنها غير منتظمة من ناحية التوقيت والكمية. بالإضافة إلى ذلك، قد تسبب ألمًا مبرحًا للسيدة كونها تالية للحمل المديد. حيث تتجمع بقايا المشيمة والجنين العالقة في الرحم ويقوم الجسم بطردها عبر مجرى الإحليل بآلية نزول الدورة الشهرية. ومع ذلك، قد يكون هناك إباضة حقيقية تسبب للسيدة الحمل مرة جديدة.
متى تحدث الإباضة بعد الولادة
تشير الدراسات العلمية إلى حدوث الإباضة بأي وقت بعد الولادة، حيث قد تحدث خلال فترة النفاس وذلك بشكل نادر أو بعدها خلال فترة الحيض. ويشير الحمل التالي للولادة إلى حدوث إباضة حقيقية. وتحدث عملية التبويض بعد الولادة كما يلي:
- عند المرضعات: حيث تسيطر الهرمونات الجنسية على جسم المرأة بعد الولادة، فتؤخر بذلك فترة الإباضة بين 6 – 24 أسبوعًا.
- عند غير المرضعات: تنقص الفترة اللازمة للإباضة عند غير المرضعات منها عند المرضعات. حيث تتراوح بين 6 – 8 أسابيع بعد الولادة.
ما هي النقاط التي تمنع حدوث الحمل بعد الولادة مباشرة
هناك بعض العوامل الرئيسية التي تقلل من فرص الحمل التالي للولادة، لكن من ناحية أخرى لا تمنع الحمل بشكل أكيد. ومن أهمها:
- الرضاعة الطبيعية حيث من فوائدها أنها تقلل من فرص الإباضة وبالتالي من حدوث حمل وتعتبر الفترة الواقعة خلال 6 أشهر الأولى الفترة العظمى للإرضاع.
- فترة النفاس، والتي تعرّف كونها الفترة التي تمتد بعد 40 يوم من الولادة. إذ يغيب الحمل بشكل كامل خلال هذه الفترة.
- حدوث الحيض أو ما يسمى بفترة الطمث يمنع حدوث حمل حقيقي لدى النساء ما بعد فترة الولادة. ولكن يرى البعض من الأطباء وفقًا لدراسات حديثة أن ذلك لا يمنع الحمل بالتأكيد.
- تجنب الجماع خلال فترة الإباضة في حال كانت الدورة الطمثية منتظمة عند السيدة.
اقرأ أيضًا: هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل.
علامات الحمل بعد الولادة
تتداول بعض السيدات معلومات كثيرة وأفكار تدور حول صعوبة الحمل الذي يتبع الولادة سواء كانت قيصرية أو طبيعية. وعلى نقيض ذلك، فإنه قد يظهر الحمل مرة ثانية خلال هذه الفترة. إليك سيدتي علامات الحمل في الأيام الأولى للولادة لديك:
- الغثيان والإقياء: عرض شائع جدًا لدى 80 – 90% من السيدات الحوامل، أكثر ما يشيع صباحًا وهو عرض مزعج.:
- الخمول والتعب: قد تتعرض بعض النساء إلى ولادة عسيرة تسبب لها بعض المعاناة بعد الإنجاب. بالإضافة إلى ذلك، سوف يزيد الحمل بعد الولادة من الإرهاق لديها وخاصةً في وجود الإرضاع. لذلك الأمر ننصح السيدات بالبدء الفيتامينات اللازمة لتقوية الجسم بشكل جيد وذلك منعًا لاستهلاك الطاقة مجددًا.
- زيادة الرغبة في تناول الطعام: أحد علامات الحمل الشائعة والتي تدل على اضطراب هرمون الإستروجين لديها. فزيادته تسبب زيادة الشهية والرغبة في تناول الطعام خاصة في ساعات الليل المتأخرة.
- آلام الثدي: يعتبر ألم الثدي من علامات الحمل المزعجة وقد يتعارض ألم الثدي بعد الولادة الناتج عن إفراز هرمون الأوكسيتوسين خلال وقت الإرضاع مع الحمل الجديد. نستنتج من هذا أن شعور المرأة بألم يفوق ألم الثدي عند الرضاعة قد يدل على حدوث حمل مرة ثانية.
- نقص كمية الحليب عند الرضاعة: تعاني بعض السيدات من انخفاض كمية الحليب التي كانت قد اعتادت عليها سابقًا. وقد يدفعها ذلك إلى مشاورة طبيبها الذي قد يؤكد أو ينفي الحمل مرة جديدة. لأن هذا الأمر يعتبر من العلامات التي تشير إلى التخصيب الحقيقي.
- كبر حجم البطن: من العلامات الهامة التي تشير إلى وجود حمل، لأنه بعد الولادة يتراجع حجم البطن بتراجع حجم الرحم. لكن في حال وجود حمل حقيقي سوف يعاود بزيادة الحجم من جديد. وهنا نشير إلى شكل البطن بعد الولادة القيصرية. حيث يكون كبيرًا ومؤلمًا بالفحص.
- اضطرابات المزاج: يعد الاكتئاب والخمول بالإضافة إلى الشعور بالتوتر المتزايد من اضطرابات المزاج لدى المرأة. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود تلك العلامات عند السيدة بعد الولادة توجه بشكل كبير إلى الإخصاب لديها من جديد.
أضرار الحمل المباشر بعد الولادة
لا يمكن أن يكون تعدد الحمول بشكل متكرر دون خطورة عالية على الأم أو الأجنة. وإن الحمل مباشرةً بعد الولادة يحمل مخاطر وأضرار كثيرة تتمثل في:
- بالنسبة للجنين: من أضرار الحمل بعد الولادة على الجنين كل من الولادة الباكرة و التشوهات الخلقية لحديثي الولادة. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الوليد من تحدد النمو عند الولادة.
- بالنسبة للرضيع: تتسع أضرار الحمل المباشر بعد الولادة لتطال الرضيع السابق ليعاني من اضطرابات في السلوك والتعلم. بالإضافة إلى صعوبة إدراك لاحقة ونقص وزن الولادة.
- بالنسبة للأم: تعاني السيدة في حال الحمل السريع بعد الولادة من نقص وزنها ومشاكل تغذوية لاحقة. كما قد تصاب ببعض الاضطرابات تتمثل في نزيف حاد أثناء الولادات اللاحقة.
كيف أتجنب الحمل مرة أخرى بعد الولادة
كما ذكرنا سابقًا لا تعتبر الرضاعة وسيلة فعّالة لمنع الحمل، وإنه يمكن التبويض عند الانتهاء من فترة النفاس. مما يعني أنه لا يمكن تجنّب الحمل إلا باستخدام وسائل منع حمل أساسية تعود بالفائدة الحقيقية للسيدة. على سبيل المثال:
- حبوب منع الحمل: تحتوي هذه العينات الطبية على نسبة لا بأس بها من الهرمونات التي قد تعود بالضرر على رضيعك. لذلك فقد خصصت بعض موانع الحمل الحاوية على هرمون البروجسترون فقط، كونه لا يسبب أضرار أثناء الرضاعة ولا تضر بطفلك. وتعتبر من حبوب منع الحمل الطارئة للمرضع.
- اللولب النحاسي: يعتبر وسيلة منع حمل جيدة جدًا للنساء اللواتي ترغبن في تنظيم الأسرة. ولكن من جهة أخرى، لا يمكن وضعه إلا بعد التأكد من انتهاء فترة النفاس. كما أنه قد يسبب بعض الإنتانات داخل الرحم لذلك يجب إعطاء المرأة بعد وضعه صادات حيوية وقائية لفترة معينة حتى تثبيته.
- العازل الأنثوي: من وسائل منع الحمل غير المثبتة فعاليتها، خاصة أنه بعد الولادة سوف تحتاج المرأة إلى عازل طبي أكبر قياسًا. وفي المقابل، قد تحتاج إلى وسيلة أخرى لمنع الحمل مشاركةً العازل الطبي بها.
اقرأ أيضًا: حساب الحمل بالأسابيع.
نصائح عند حدوث حمل يلي الولادة مباشرة
في حال حدوث حمل مباشرةً ولم تتمكن الأم من حماية نفسها من الحمل مرة أخرى بفترة قريبة جدًا من ولادتها السابقة. عندئذٍ لا بد من اتخاذ بعض النصائح كوسائل حماية خلال فترة الحمل نظرًا لما ذكرناه سابقًا في إطار أضرار الحمل المتكرر وذلك للحفاظ على الأم وجنينها، ومن هذه النصائح نذكر:
- النوم لساعات طويلة والحفاظ على النوم المتواصل والراحة خلال ساعات الليل.
- تناول الخضراوات والفواكه بشكل يومي مع الحفاظ على تنوع الغذاء. كما يجب الاستمرار على الفيتامينات والمكملات الغذائية وممارسة الرياضة الآمنة خلال الحمل.
- الاهتمام برضيعك والحرص على إمداده بالحليب اللازم لنموه كما بالمكملات الغذائية الضرورية لبناء خلاياه.
في ختام مقالنا عن متى يحدث حمل بعد الولادة، كيفية التعامل معه وما هي أضراره. نرجو سيدتي أن تبادري على الفور لاستشارة طبيبك عند حدوث أي عرض من الأعراض السابقة بعد الولادة. وذلك للكشف الباكر والحفاظ على صحتك وصحة رضيعك.