اليوم.. 104 أعوام تمر على ميلاد الملك فاروق.. حكم مصر 16 سنة وأبعدته ثورة يوليو

tullaab11 فبراير 2024آخر تحديث :
اليوم.. 104 أعوام تمر على ميلاد الملك فاروق.. حكم مصر 16 سنة وأبعدته ثورة يوليو

اليوم.. 104 أعوام تمر على ميلاد الملك فاروق.. حكم مصر 16 سنة وأبعدته ثورة يوليو ,

الملك فاروق ملك مصر الأسبق، آخر ملوك مصر من أسرة محمد علي، ورث عرش مصر، ولم يكن قد بلغ سن الرشد بعد، فعاش حياة اللهو والحماقة. واستمر في حكم مصر نحو 16 عاما حتى أطاحت به ثورة 23 يوليو 1952، وتوفى عام 1965.

في مثل هذا اليوم 11 فبراير سنة 1920، ولد الملك فاروق الأول الأسبق في قصر عابدين. كانت والدته الملكة نازلي، وكان والده الملك فؤاد ينتظر ولادته ليرث العرش في مصر، إذ كان الولد الوحيد وله أربع شقيقات.

وصدر الأمر الملكي يوم ميلاد الأمير فاروق – الملك فاروق فيما بعد – يقول: معالي رئيس الوزراء يوسف باشا هبة.. الله نعمة لله وحده، فقد رزقنا الله ذكرا الطفل الذي أسميناه فاروق . مما جعل من الضروري أن تبلغ حكومتنا بهذا الخبر السعيد، وأن تثبته في سجل خاص محفوظ بقيادة مجلس وزرائنا، وأن تبلغه بصفة رسمية، داعية الله أن يجعل عيد الميلاد هذا مرتبطا بعيد الميلاد المجيد. اليمن والسعادة للوطن والشعب.

فرحة الملك فؤاد مع ولي العهد

فرح الملك فؤاد كثيرًا بولادة ابنه فاروق، وبدأ بتقديم الهدايا والهدايا. وأمر بمنح طبيبه الشخصي محمد شاهين باشا ألف جنيه ذهبية لأنه أول من أبلغه ببشارة الولادة. وقدم لرئيس الديوان ساعة ذهبية وشال كشميري، ومنح موظفي القصر راتب شهر كامل، ومنح موظفي الحكومة والبنوك إجازة. وعفا عن بعض السجناء ووزع الصدقات على الفقراء. وأمر بتوزيع عشرة آلاف جنيه على الفقراء و1600 جنيه تبرعا للجمعيات الخيرية، وذبح 800 رأس من الماشية لتوزيعها على الفقراء.

الملكة نازلي وفاروق

اهتم الملك فؤاد بتربية ابنه فاروق بدرجة مبالغ فيها من الاهتمام، فأحاطه بدائرة ضيقة ممن يتعاملون معه. ضمت هذه الدائرة والدته وأخواته الأميرة، بالإضافة إلى المربية الإنجليزية – إينا تايلور – التي كانت صارمة للغاية في التعامل مع الأمير الشاب، ومتسلطة لدرجة أنها اعترضت على اتباع تعليمات والدته الملكة نازلي، فيما يتعلق بتربية الأمير.

نازلي ترفض السماح لفاروق بالسفر وهو طفل

وعندما كبر فاروق قليلاً، طلبت الحكومة البريطانية من الملك فؤاد أن يسافر فاروق إلى بريطانيا للدراسة في كلية إيتون، رغبة منها في إبعاد فاروق عن الثقافة الإيطالية التي كانت تحيط به في القصر. عارضت نازلي سفر فاروق، فأحضر له والده فؤاد مدرسين للغة الإنجليزية والمصرية ليعلموه في القصر.

الملك فاروق شابا، فيتو

تولى فاروق منصب ولي العهد في سن مبكرة، ومنحه الملك فؤاد لقب “أمير صعيد مصر” في 12 ديسمبر 1933، حيث ينتهز فؤاد أي فرصة لتقدم الأمير الشاب، مما يهيئه لخلافته بعد توليه الحكم. الرحيل للشعب المصري .

فاروق يتمرد على عزيز المصري

وعندما بلغ فاروق الرابعة عشرة من عمره، سافر إلى بريطانيا، لكنه لم يلتحق بكلية إيتون. تم تسجيله في “كلية ولتش العسكرية”. ورافق فاروق في أسفاره وفد برئاسة أحمد حسنين باشا ومساعده الفريق عزيز المصري الذي كان الملك فؤاد يثق فيه ثقة كبيرة. وحاول المصري أن يصنع… وكان ولي العهد ناجحا ومؤهلا عسكريًا حتى يكون مؤهلاً لممارسة دوره القادم كملك لمصر. إلا أن فاروق بسبب تربيته الصارمة في القصر كان يكره ويتمرد على تعليمات وأوامر عزيز المصري ويميل نحو أحمد باشا حسنين.

فاروق يرث السلطة

وعندما اشتد مرض الملك فؤاد وكان على فراش الموت، طلب فاروق العودة إلى مصر، وما أن انشغل بالتحضير لعودته، رحل الملك فؤاد في أبريل 1936، فعاد فاروق إلى مصر عام 1936، وهو التاريخ الذي وقد اتخذ فيما بعد موعداً رسمياً لاعتلائه العرش، وتم تعيينه ملكاً على البلاد. وخلف والده الملك فؤاد الأول وفق نظام وراثة عرش المملكة المصرية في بيت محمد علي الذي وضعه الملك فؤاد.

عزل ومغادرة البلاد

وفي عام 1952، اضطر فاروق إلى التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد، لتتكشف بعدها الأحداث وإعلان الجمهورية في مصر. غادر فاروق البلاد وتوفي ليلة 18 مارس 1965. ووصل جثمانه إلى مصر في مارس 1965 ودفن هناك حسب وصيته.

فاروق وأخواته فيتو

ويروي الملك السابق فاروق قصة طفولته في مذكراته التي نشرتها مكتبة الإسكندرية. يقول: شاء القدر أن تكون طفولتي منعزلة، وأن لا تخرج عن الإطار العام لأسلوب التربية المتبع في كل الأسر المالكة. وفي الوقت الذي يبدأ فيه الأطفال العاديون بالاستقلال، يتحول الطفل الملكي في طريق آخر يتميز بالصرامة والمشقة التي قد تفوق الحياة في أي مؤسسة عسكرية، ورغم هذه القيود، كان من الممكن أن أحظى بطفولة سعيدة لولا ذلك كان لحضور مربيتي الإنجليزية “نايلور”. كنت محبًا لأخواتي وكانن وديعات مثل بناتي، ولا أذكر أننا تشاجرنا في طفولتنا ولو مرة واحدة على الإطلاق، بينما كانت مربيتي أول امرأة أوروبية تركت أثرًا واضحًا في حياتي. ملأت طفولتي بالذكريات الناعمة، وأمطرتني بغزارة غامرة من حنانها، وسحرتني بأغانيها الجميلة الهادئة التي غنتها لتدخل الفرحة والبهجة إلى قلبي الصغير.

ويضيف فاروق في مذكراته: كانت مربيتي الإنجليزية صارمة للغاية وكانت تصر على أن أرتدي البدلة الكاملة عندما كنت أزور والدتي في جناحها. ذات مرة، في أحد أيام الصيف، وكان الجو حارًا جدًا، طلبت مني والدتي أن أخلع سترتي، لكن نايلور رفضت، وأصرت والدتي، ولكن عندما عدنا إلى جناحنا، وبختني بشدة. لقد منعتنا من عصيانها، حتى من أجل الملكة الأم.

صاحب السمو الملكي

لم أكن قد بلغت السادسة عشرة من عمري بعد عندما أرسلني والدي إلى بريطانيا للدراسة في أكاديمية لوخ العسكرية. كنت طالبًا فشل فشلًا ذريعًا في الرياضيات. أما العلوم فكان الموضوع الذي أبهرني وما زلت مفتونًا به. في الأكاديمية، تعلمت أن أستيقظ مبكرًا وأن أركض عند نداء الاستيقاظ، وأن أرتدي السراويل عندما تكون ساقاي مبللة. لم أجد غرفة. لتجفيفها من أجل اللحاق بطابور الصباح، وأدركت معنى إطفاء السيجارة التي كان يدخنها الطالب بمجرد سماعه لخطوات معلمته. وأذكر أنني لم أنعم بأي استثناء ولم أفز باستثناء لأنني حملت لقب صاحب السمو الملكي. أما والدتي فكانت حذرة من تأثير العادات الأوروبية الضارة التي اكتسبتها خلال دراستي. لكن والدي كان على يقين من أنني لن أحيد عن السلوك الصحيح.

الملكة نازلي مع أبنائها الأربعة فيتو

يقول فاروق: لم تكن السياسة عبئي الوحيد. وفي سن السادسة عشرة وجدت نفسي ملكاً لأكثر من عشرين مليون مواطن، وأصبحت رب أسرتي ومسؤولاً عن أخواتي. لقد ترك لي والدي ثروة تقدر بمليون جنيه ومزرعة واسعة، وهي ثروة لم تكن كبيرة كما يصورها السياسيون. لقد مر عام على وفاة والدي الملك فؤاد، حتى بدأت والدتي في تشويه سمعتنا من خلال علاقتها بأحد مسئولي القصر لدرجة أنني في أحد الأيام أخذت بندقيتي معي وكنت مع هذا الرجل، و لقد هددتها لأنها تدنس ذكرى والدي، لكن مشيئة الله جاءت وقُتل الرجل بعد اصطدامه بشاحنة إنجليزية، وحمدت الله. أثنت عليه، وتزوجت أختي فوزية ثم فايزة، وسافرت والدتي مع فائقة وفتحية إلى أمريكا.

تنازل عن العرش وغادر البلاد

وفي عام 1952، اضطر فاروق إلى التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد، لتتكشف بعدها الأحداث وإعلان الجمهورية في مصر. غادر فاروق البلاد وتوفي في 18 مارس 1965. ووصل جثمانه إلى مصر في 31 مارس 1965 ودفن هناك بناء على وصيته.