ما هي الأورام الليفية الرحمية أعراض أسباب وقاية

ما هي الأورام الليفية الرحمية؟ ما مدى صحة مقولة “كل سيدة لم تحمل جنينًا، ستحمل ورمًا ليفيًا” ؟ تابعوا معنا في مقالنا هذا على منصة طلاب نت أهم المعلومات عن أعراض الأورام الليفية الرحمية، وعن أهم أسباب هذه الأورام، وطرق تشخيصها. كما سنورد لكم طرق العلاج والوقاية من الأورام الليفية الرحمية، لتكون كل سيدة على دراية شاملة بهذه الأورام بما يزيل غموض كل الأسئلة التي تخطر على بالها.

ما هي الأورام الليفية الرحمية

الورم الليفي الرحمي هو أشيع نشوء عضلي حميد في الرحم. يتكون أساسًا من الخلايا العضلية والنسيج الضام. وتتراوح أحجام الأورام الليفية من بضعة ميلميترات تكون غير عرضية غالبًا، إلى بضعة سنتيمترات تسبب أعراضًا مختلفةً حسب حجمها وموقعها في الرحم. وتصاب حوالي 80% من النساء بالأورام الليفية الرحمية في سن النشاط التناسلي.

أنواع الأورام الليفية الرحمية

"أنواع

يفرق الأطباء بين ثلاثة أنواع من الأورام الليفية الرحمية، والتي تسبب أعراضًا مختلفة وتتطلب علاجًا مختلفًا تبعًا لأحجامها. وتعد أكثر أنواع الأورام الليفية الرحمية شيوعًا هو الورم الليفي العضلي داخل الرحم (90%) والذي ينشأ على حساب الطبقة العضلية للرحم. النوع الثاني هو الورم الليفي تحت المصلية (5%) غالبًا ما يكون هذا الورم متصلًا بالرحم بواسطة دعامة. ونادرًا ما يسبب هذا النوع مشاكلًا في الخصوبة إلا عندما يكون ضاغطًا على قناتي فالوب.

النوع الثالث هو الورم الليفي تحت المخاطية(5%) وهو النوع الأكثر إحداثًا للاضطرابات الطمثية بسبب تهيج الأغشية المخاطية وانفصال الأنسجة في بعض الأحيان. كما أنه الأكثر تأثيرًا على الخصوبة والأكثر إحداثًا للإجهاضات.

شاهد أيضًا: فحوص أساسية لإجرائها قبل الزواج وقبل الحمل خصوصًا.

أسباب الأورام الليفية الرحمية

تحدث الأورام العضلية الرحمية بشكل أكثر تكرارًا عند السيدات اللاتي كانت أمهاتهن مصابات بالأورام الليفية، مما يرجح الدور الوراثي للإصابة بها. يشار إلى الأورام الليفية أيضًا على أنها أورام تعتمد على الهرمونات لأنها تحفز بشكل أساسي عن طريق الهرمونات الأنثوية الإستروجين والبروجستين. وتظهر هذه الأورام فقط بعد البلوغ، وعادةً ما تنحسر بعد آخر دورة شهرية مع التغيير في توازن الهرمونات. ويتطور الورم الليفي عادةً بالقرب من وعاء دموي مغذي لخلية عضلية في الرحم لديها القدرة على النمو عن طريق التحفيز الهرموني الإستروجيني والبروجستروني في الدم.

عوامل خطورة الإصابة بالأورام الليفية الرحمية

لم يتم توضيح أسباب حدوث الأورام العضلية بشكل كامل، لكن الاستعداد الوراثي من ناحية، والأسباب الهرمونية من ناحية أخرى تعتبر عاملًا مؤكدًا لحدوثها. ويمكن أن تؤدي السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والداء السكري إلى زيادة خطر الإصابة بالأورام الليفية. ومع ذلك، فإن تأثير استهلاك التبغ وفيتامين د والكحول والكافيين أو النظام الغذائي غير واضح حتى الآن.

أعراض الأورام الليفية الرحمية

تختلف أعراض الأورام العضلية الرحمية اعتمادًا على نوع الورم وحجمه وموقعه. وتشمل الأعراض النموذجية لهذه الأورام ما يلي:

  • النزف الطمثي الغزير.
  • اضطرابات النزف وحدوث نزف ما بين الدورة.
  • آلام الدورة الشهرية التي يمكن أن تتطور إلى آلام المخاض.
  • تشنجات رحمية شديدة.
  • آلام الحوض والظهر والورك عندما يضغط الورم الليفي على النهايات العصبية (خاصةً الأورام داخل الرحم).
  • تكون جلطات دموية أثناء النزف الغزير.
  • أعراض انضغاطية تسببها الأورام ذات الأحجام الكبيرة تتجلى بالالحاح البولي وصعوبة التبول أو الزحير.

تشخيص الأورام الليفية الرحمية

"تشخيص

عندما تراجع السيدة طبيب النسائية بأعراض الأورام الليفية العضلية، سيتم استقصاءها بشكل مفصل:

  • الفحص النسائي: بالمس المهبلي المشترك بالجس البطني يمكن بالشعور بالأورام الليفية الكبيرة المتوضعة في الجزء الأمامي أو الخلفي من الرحم أو بالقرب من عنق الرحم.
  • الايكو عبر المهبل: يساعد في تحديد موضع وحجم الورم الليفي. كما يمكن من تصوير الأورام تحت المخاطية وتحت المصلية.
  • تنظير الرحم: يمكن تشخيص الأورام العضلية داخل الرحم عن طريق تنظير الرحم الذي يتم بإدخال جهاز التنظير عبر المهبل. ويتم هذا الإجراء بعد توسيع الرحم بغاز co2، مما يمنح الطبيب رؤية كاملة للجوف الرحمي.
  • تنظير البطن: يمكن تنظير البطن من الحصول على معلومات دقيقة إذا كان الورم الليفي في الجزء الخارجي من الرحم. ويتميز هذا الإجراء بإمكانية غزالة الورم الليفي الصغير على الفور إثناء الفحص.
  • الرنين المغناطيسي: يجرى إذا كانت نتائج الاستقصاءات السابقة غير واضحة.

علاج الأورام الليفية الرحمية

لا تحتاج الأورام الليفية الرحمية إلى العلاج إذا كانت غير عرضية. مع ذلك، إذا تسببت في نزيف أو ألم غير منتظم، فهناك العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن إجراءها اعتمادًا على موقع الورم الليفي وحجمه، وعلى الأعراض التي يسببها، وعمر المرأة، ورغبتها في الإنجاب.

شاهد أيضًا: ما هو الرحم ذو القرنين وما تأثيره على الحمل.

العلاج الدوائي للأورام الليفية الرحمية

يعتمد العلاج الدوائي للأورام الليفية على تثبيط الهرمونات التي تعتبر المحفز الرئيسي لنمو هذه الأورام.

  • شادات (مقلدات) GnRH: تؤثر هذه الأدوية على التوازن الهرموني من خلال ايقاف انتاج الاستروجين، وبالتالي تثبيط نمو الأورام الليفية أو تقليصها. لكن قد يتسبب في حدوث أعراض سن اليأس، مثل: الهبات الساخنة، وفقدان العظم، لذلك يستخدم هذا العلاج كاجراء انتقالي، عندما يتم التخطيط لعملية استئصال الورم.
  • اليوليبرستال: يعتبر اليوليبرستال استات فعالًا في تخفيف النزيف المؤلم وايقافة في أيام قليلة. يمكن استخدام هذا النوع من العلاج بالأقراص قبل الجراحة، وللعلاج الطويل الأمد لدى النساء اللاتي يعانين من أعراض متوسطة إلى شديدة. ويؤخذ مرة واحدة في اليوم لمدة 3 أشهر.

العلاج الجراحي للأورام الليفية الرحمية

توجد العديد من الخيارات الجراحية لاستئصال الاورام العضلية الرحمية:

  • تنظير الرحم يمكن من إزالة الأورام الليفية المتوضعة داخل الرحم. بعد إجراء توسيع للرحم من خلال إدخال محلول عبر المهبل، لتتم إزالة الورم الليفي عبر القناة المهبلية.
  • تنظير البطن يمكن من إزالة العديد من الاورام الليفية خاصةً الأورام تحت المصلية، والأورام التي تصل لأحجام كبيرة. ويتم الاستئصال بإجراء شق جراحي 1 سم بالقرب من السرة.
  • الانصمام العلاجي: يستخدم هذا العلاج عند النساء اللواتي يعانين من مشاكل نزفية وأورام ليفية صغيرة الحجم. كما ينصح بهذه الطريقة فقط إذا كانت المرأة لا ترغب في إنجاب الأطفال. تدخل جزيئات بلاستيك صغيرة تحت التخدير باستخدام قثطرة وعائية في الأوعية التي تؤدي إلى الأورام الليفية. تستقر في تشعبات الورم الليفي وتمنع إمداده بالدم مما يؤدي إلى تقلص الورم. تختلف مدة العلاج وتتراوح من 6 أسابيع إلى سنة.
  • استئصال الرحم: يعتبر استئصال الرحم الخيار العلاجي الأخير لهذه الأورام الرحمية، وذلك في الحالات:
    • فشل الخيارات العلاجية الأخرى.
    • عند الاشتباه بالخباثة.
    • عندما تكون الاعراض النزفية شديدةً بسبب كثرة الأورام الليفية.
    • عندما تكون الأورام الليفية ذات أحجام كبيرة تسبب أعراضًا انضغاطية مزعجة ،مثل التبول أو التبرز المؤلم.

الوقاية من الأورام الليفية الرحمية

لا يمكن منع الأورام الليفية، لكن مع نمط حياة متوازن يمكنك فقط تقليل مخاطر الاصابة بها إلى حد معين، مثل الرياضة المنتظمة، والنظام الغذائي الغني بالفيتامينات، والاسترخاء. كما يمكن أن يؤدي استخدام حبوب منع الحمل على المدى الطويل أيضًا إلى إبطال تطور هذه الأورام هرمونيًا. مع ذلك، يعد الفحص النسائي الروتيني أفضل طريقة للتعرف على الأورام الحميدة وعلاجها في وقت مبكر.

الأورام الليفية الرحمية والحمل

يوجد علاقة وثيقة بين الأورام الليفية الرحمية والحمل. إذ يتم تحفيز نمو هذه الأورام  بواسطة هرمون الإستروجين الذي يفرز بتراكيز عالية أثناء الحمل. وفي الحمل تنمو الأورام الليفية بشكل أسرع بسبب ارتفاع مستويات الإستروجين، وقد تصل إلى أحجام تسبب تشوهات في تموضع الطفل داخل الرحم قد تؤدي إلى الإجهاضات أو المخاضات المبكرة. وإذا كان الورم يتوضع بالقرب من عنق الرحم ينصح بإجراء قيصرية.

خباثة الأورام الليفية الرحمية

الأورام الليفية هي أورام حميدة كما ذكرنا مسبقًا، وإن احتمال تطور الورم الليفي لورم خبيث (ساركوما) منخفض للغاية بنسبة 0.001%. ويكون تشكله على الرحم في فترة ما بعد انقطاع الطمث نادرًا جدًا. لذلك يجب أن يتم العلاج بالهرمونات ضد هذه الأورام فقط خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث. مع ذلك قد تنشأ ساركوما من أسباب أخرى لا علاقة لهل بحدوث الأورام الليفية.

ختامًا، وبعد أن تعرفنا على أسباب الأورام الليفية، وأعراضها، وعلى أهم طرق العلاج والوقاية من هذه الأورام العضلية الرحمية. لابد من التأكيد على ضرورة إجراء الفحص الروتيني النسائي، وعلى أهمية الإسراع في طلب الاستشارة الطبية عند حدوث أي عرض أو نزف تناسلي غير مطمئن دون خجل أو تأخير.