تأخر التسنين عند الرضع

ولاء نزار سليمان12 فبراير 2023آخر تحديث :
تأخر التسنين لدى الرضع

تستمتع الأم برؤية رضيعها ينمو أمامها يومًا بعد يوم لتعيش معه أجمل مراحل حياتها وهي مرحلة الأمومة. فكما كل مراحل النمو، تنتظر الأم بفارغ الصبر نمو أسنان رضيعها. ولكن في بعض الحالات يحدث تأخر التسنين عند الرضع، مما يجعل الأم في قلق وحيرة دائمين عن سبب حدوث ذلك. عندها تبدأ الأفكار بمراودتها عن أسباب حدوث ذلك كونها لا تعلمها ولا تعلم أيضًا هل هذه الحالة تؤثر على صحة طفلها أم لا. وأيضًا هل يرتبط تأخر ظهور الأسنان بأمراضٍ أخرى. لهذا سنتكلم في مقالنا هذا عن أسباب ومضاعفات تأخر التسنين عند الرضع، بالإضافة لبعض النصائح والتعليمات التي يمكن اتباعها في مثل هذه الحالة. لعلنا نساهم في حصولك على الفائدة والراحة النفسية لما قد تواجهين من صعوبات متعلقةٍ بتأخر التسنين.

حدوث تأخر التسنين لدى الرضع

من الأمور الطبيعية وجود الاختلاف بين الطفل والآخر في مرحلة التسنين، فمن الممكن أن تتأخر الأسنان بالظهور فيما بينهم. ولكن في حال تأخر ظهور الأسنان كثيرًا لدرجة عدم نمو أيٍّ منها حتى عمر ثمانية عشر شهرًا. تشخّص الحالة على أنها تأخر التسنين عند الرضع، وعندها من الضروري على الأم اصطحاب طفلها إلى الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة. وذلك للتعرف على السبب المؤدي إلى تأخر ظهور الأسنان، وأخذ العلاج المناسب له. في الواقع توجد كثيرٌ من حالات تأخر التسنين التي تكون طبيعيةً نوعًا ما ولا تستدعي القلق. إنما تحتاج لتناول الرضيع للمكملات الغذائية مع التغذية السليمة وهذا الأمر سيوضحه الطبيب بالتأكيد.

بشكل عام، وعند الأغلبية تظهر الأسنان الأمامية السفلية عند بلوغ الرضيع عمر ستة الأشهر، ومن ثم تليها الأسنان الأربعة العلوية. بعد ذلك تظهر بقية الأسنان على شكل زوجٍ واحدٍ في كلٍّ من جانبي الفم. وعندما يبلغ الطفل سن الثالثة سيكتمل لديه تشكل الـ 20 سنًا.

أسباب تأخر التسنين لدى الرضع

توجد عدة أسباب من المعروف عنها بأنها تؤدي إلى حدوث تأخر التسنين عند الرضع وهي:

  • التشوهات المرضية: التي تحتاج إلى علاج فوري لبدء التسنين.
  • العوامل الوراثية: في حال كان أحد الأبوين قد عانى في صغره من تأخر التسنين فمن المحتمل أن يواجه الرضيع المشكلة ذاتها.
  • سوء التغذية: أشارت بعض الدراسات أن التغذية السيئة أو نقص الفيتامينات والكالسيوم والمعادن عند الولادة من الممكن أن يؤثر على نمو أسنان الرضيع.
  • وجود اضطرابات بالغدة الدرقية: عند معاناة الرضيع من مشاكل بالغدة الدرقية وخاصة قصورها من المحتمل أن يتأثر نمو الأسنان بذلك. أو تظهر مشاكل أخرى في الأسنان مثل نقص تنسج المينا أو العضات المفتوحة أو المتصالبة.
  • التليف: هو عبارة عن ظهور سماكة في اللثة من شأنها أن تعيق الأسنان عن البزوغ، مما قد يسبب تأخر التسنين عند الرضيع.
  • الإصابات الفكية: من الممكن أن تؤثر أي صدمة في الفك على براعم الأسنان وتؤخِّر التسنين.
  • وجود بعض الأمراض الجهازية: التي يمكنها أن تؤدي إلى تأخر التسنين مثل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وفقر الدم المنجلي.

مضاعفات تأخر التسنين لدى الرضع

مضاعفات تأخر التسنين االرضع
مضاعفات تأخر التسنين الرضع

قد تسبب هذه المشكلة في حدوث مضاعفات عند عدم اكتشافها مبكرًا أو حين عدم وجود أسباب واضحة له، ومن هذه المضاعفات ما يلي:

  • تأخر الطفل في مضغ الطعام: في مثل هذه الحالات قد تتأخر فرصة إدخال الطعام إلى غذاء الرضيع نتيجة عدم قدرته على المضغ.
  • تشوه عظم الفك وعدم تناسق الوجه: إن تأخر ظهور الأسنان الدائمة سيؤدي إلى عدم محاذاة الفكين، مما يسبب مشاكل طويلة الأجل، كالوجه غير المتماثل.
  • تشكل الأكياس: تزيد الأسنان المطمورة في اللثة من خطر تشكل كيس حولها مما يتسبب في آلامٍ شديدةٍ قد تحتاج لتدخلٍ جراحي.
  • الأسنان الدائمة المزدحمة: إن ظهور الأسنان الدائمة مرتبط بظهور الأسنان الأولية فهي التي تعمل كعناصر نائبة للأسنان الدائمة. وحينما تتأخر الأسنان اللبنية في الظهور سيتداخل بزوغها مع بزوغ الأسنان الدائمة مما يسبب انحشار الأسنان بجانب بعضها في اللثة.

متى تأخذ الرضيع إلى طبيب الأسنان

يجب مراجعة طبيب الأسنان في حال بلوغ الرضيع عمر 12 شهر ولم تظهر أسنانه بعد. كما توجد علاماتٌ أخرى تتطلب ذلك مثل:

  • الأسنان المفقودة.
  • أسنان صغيرة أو كبيرة بحجم غير عادي.
  • أسنان متباعدة على نطاق واسع.
  • ظهور تجاويف في أسنان الطفل.
  • فشل في سقوط الأسنان اللبنية عند ظهور الأسنان الدائمة.
  • إصابة الطفل بالحمى وارتفاع حرارته حتى 38 درجة مئوية.

أهمية وجود الأسنان عند الرضع

أهمية الأسنان لدى الرضع
أهمية الأسنان لدى الرضع

تعد أسنان الرضيع مهمة للغاية على عدة مستويات بدايةً من شكل الوجه وحتى الأكل، ومن ثم التحدث ونطق الأحرف. كما يمكن أن تؤثر الأسنان على مجموعة أشياء مثل:

  • تطور الكلام ونطق الأحرف: يجب أخذ وقت كافٍ عند التحدث مع طفل فقد أسنانه الأمامية في وقت سابق. فلوجود الأسنان دور في قدرة الطفل على التحدث بوضوح.
  • المضغ والأكل المناسب: تبدأ عملية الهضم السليمة في الفم عن طريق الأسنان التي تلعب دورًا في عملية المضغ. حيث تساعد على تقسيم الطعام إلى أحجام قابلة للهضم.
  • تنمية العضلات وعظام الفك: تساعد عمليتا المضغ والمص للطفل عضلات الوجه واللسان والفك على الحركة والمرونة فبدون عضلات الفك المتطورة ستتشكل عظام الفك بشكلٍ خاطئ.

في النهاية تعد ظاهرة تأخر نمو الأسنان الأولية -أو كما تسمى الأسنان اللبنية- عند الرضيع أمرًا طبيعيًا ولا داعي للخوف من تأخر ظهورها واعتباره حدثًا عرضيًا في حال عدم وجود مشاكل أخرى. ومع ذلك وعند مواجهة أي مشكلة من الأفضل مراجعة طبيب الأسنان المختص بالأطفال على الفور لتفادي تطورها.