«جنون الأسعار» يضرب سوق الخيوط الجراحية.. 6 أضعاف زيادة فى الأسعار خلال عامين.. والمستشفيات تعتمد على إنتاج مصنعين يعملان 24 ساعة لسد العجز

tullaab31 يناير 2024آخر تحديث :
«جنون الأسعار» يضرب سوق الخيوط الجراحية.. 6 أضعاف زيادة فى الأسعار خلال عامين.. والمستشفيات تعتمد على إنتاج مصنعين يعملان 24 ساعة لسد العجز

«جنون الأسعار» يضرب سوق الخيوط الجراحية.. 6 أضعاف زيادة فى الأسعار خلال عامين.. والمستشفيات تعتمد على إنتاج مصنعين يعملان 24 ساعة لسد العجز ,

ولم يترك غول الأسعار أقدس مهنة وهي الطب دون أن يضره، حيث ارتفعت تكلفة جلب الخيوط الجراحية ستة أضعاف أسعارها قبل عامين، رغم أنها من أهم المستلزمات الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية و خياطة الجروح وأنسجة الجسم لإغلاق أي جرح أو تمزق في أنسجة الجلد، وبدون خيوط. لا يمكن إجراء العمليات الجراحية، فهي تعتبر من المتطلبات الإستراتيجية والحيوية التي لا غنى عنها في أي إجراء طبي في جميع المستشفيات.

وتأثرت الخيوط الجراحية بأزمة ارتفاع أسعار الدولار، إذ يعتمد تصنيعها على مواد أولية مستوردة من الخارج. ولذلك تعاني المستشفيات الحكومية والخاصة حالياً من نقص في الغرز الجراحية سواء على مستوى جميع أنواعها أو بعضها.

هناك مجموعة متنوعة من الخيوط، منها تلك المستخدمة في جراحات العظام والقلب والصدر والجهاز الهضمي، وكذلك العمليات القيصرية. جميع العمليات التي يتم إجراؤها في أعضاء الجسم المختلفة تتطلب أنواعًا معينة من الخيوط الجراحية تختلف عن غيرها.

كيف تأثرت الخيوط الجراحية بأزمة الدولار وهل ارتفعت أسعارها؟ أهم أنواع الخيوط الجراحية: هل يتم تصنيعها في مصر أم تعتمد المستشفيات على الأنواع المستوردة؟ هل يمكن تقليد هذه الغرز الجراحية؟ هذه هي الأسئلة التي يجيب عليها فيتو في التقرير التالي.

كشف عدد من الخبراء في صناعة المستلزمات الطبية عن أسباب نقص الغرز الجراحية في المستشفيات، وأكدوا أن ذلك يعود إلى تغير أسعار الدولار، وصعوبة توفير المادة الأولية، إضافة إلى استيرادها. الخيوط الجراحية لم تعد متوفرة في السوق المصري الذي كان يلبي احتياجات 50% من صناعة المستلزمات الطبية. وأصبحت المستشفيات تعتمد على المنتج المحلي، خاصة مع قلة عدد المصانع التي لا يتجاوز عددها 2، وهي تعمل 24 ساعة يوميا لتلبية الاحتياجات.

قال محمد إسماعيل عبده، رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الغرف التجارية، إن الخيوط الجراحية أغلبها مستوردة، وما يتم تصنيعه في مصر يعتمد في إنتاجه على خامات مستوردة، مشيراً إلى أن الإنتاج المحلي يوفر نسبة ضعيفة من الكميات التي تحتاجها المستشفيات.

وأشار لـ”فيتو” إلى أنه لا توجد صناعة للخياطة في مصر، وكل ما يحدث هو مجرد حشو خيوط جراحية، موضحا أن جميع المستلزمات الطبية تعاني من النقص والنقص، والغرز جزء بسيط من المستلزمات الطبية، وأكد أن صعوبة توفير الدولار وارتفاع أسعاره رفع أسعار الخيوط الجراحية 6 أضعاف ما كانت عليه قبل عامين.

بدوره، قال رامي مباشر، رئيس التطوير في أحد مصانع إنتاج الخيوط الجراحية، إن صناعة تصنيع الخيوط الجراحية محدودة عالمياً، ويوجد حوالي 110 مصانع فقط تنتج الخيوط الجراحية في جميع دول العالم، لافتاً إلى أن أقوى دولة في توفير المواد الخام المستخدمة في تصنيع الخيوط الجراحية هي كوريا الجنوبية. وأمريكا.

وتابع حديثه لـ«فيتو»: في مصر نشتري المادة الخام، وتدخل في مراحل التصنيع حتى تخرج كمنتج نهائي تحت إشراف هيئة الدواء المصرية للتأكد من جودة المنتج. وأشار إلى أن مصر لديها مصنعان مصريان لتصنيع الخيوط الجراحية، ويتم تصديرهما للخارج لدول الخليج وإفريقيا، بالإضافة إلى مصنع ثالث. يصنع منه خيوطاً غير قابلة للامتصاص ولا تدخل إلى جسم الإنسان.

وأوضح أن الخيوط الجراحية منتج مهم واستراتيجي لأي دولة يجب الحفاظ على توريدها، مشيرا إلى أن هناك تحديات في السوق المصري منها توفير المواد الخام، لافتا إلى أن السوق يضم 35 شركة ووكلاء يعملون في مجال الخيوط الجراحية. الخيوط واستيرادها من الخارج، ولم يبق منها سوى 5 شركات. ولا يزال بإمكانها تحمل تحديات السوق وتوفير العملة.

وتابع حديثه: الخيوط الجراحية المستوردة لم يعد لها مكان في السوق، والآن أصبح الاعتماد على المنتج المصري، وهو ما انعكس على ضغط المصانع المصرية التي تقوم بالتوريد لجميع المحافظات سواء القطاع الحكومي أو الخاص، مشيراً إلى أن 60% من حجم إنتاج الخيوط الجراحية في هذه المصانع يذهب للقطاع الحكومي. 40% يذهب للقطاع الخاص.

وأشار إلى أن وكلاء الشركات الأجنبية سواء الألمانية أو الأمريكية أو الإنجليزية يقدمون خيوط جراحية بأعلى جودة، لكنها لم تعد متوفرة في السوق المصري، وأصبحت الخيوط الجراحية المحلية تسيطر على السوق.

وتابع حديثه: منذ عامين كان المنتج المصري يعادل المنتج المستورد من حيث الاستهلاك بنسبة 50%، لكن حاليا التوريد للمستشفيات يعتمد على الإنتاج المصري.

وفيما يتعلق بجودة الخيوط الجراحية المحلية، أكد أن المصانع المصرية حصلت على شهادة جودة تعادل المصانع الأوروبية في إنتاج الخيوط الجراحية، بالإضافة إلى أن هيئة الدواء المصرية أجبرت المصانع على الحصول على هذه الشهادة التي تعادل شهادة إدارة الدواء الأمريكية FDA مما يؤهلهم لإنتاج صناعة قوية بسعر أقل من المستورد. نسبة كبيرة تصل إلى 150%.

وأوضح أن المصانع المصرية تسعى، مع الضغط عليها، إلى مضاعفة خطوط الإنتاج لتوفير الخيوط وسد العجز.

وأوضح أن سوق الغرز الجراحية تتم مراقبته من قبل هيئة الشراء الموحدة، حيث يتم مراقبة حجم الإنتاج بالمصانع ومراقبة مناطق العجز وتلبية احتياجاتها من خلال أوامر الإنتاج والتوريد الصادرة للمستشفيات تحت إشراف الشراء الموحد سلطة.

وأضاف: الغرز الجراحية تعتبر منتج طبي يصعب غشه خاصة أنها متوفرة في جميع المستشفيات الجامعية والمستشفيات الخاصة الكبرى، والمنتج المصري الآن ينافس المستورد بفارق كبير في السعر يصل إلى 150% و نفس الجودة.

وأكد أن أهم التحديات التي تواجه المصانع المصرية الآن هي توفير المواد الخام وتسهيل الإجراءات الإدارية وتسجيل المنتجات الجديدة.