ما حكم استعانة طالب الطب بأجزاء من جسد الميت للتعلم عليها؟ الإفتاء تجيب

tullaab25 ديسمبر 2023آخر تحديث :
ما حكم استعانة طالب الطب بأجزاء من جسد الميت للتعلم عليها؟ الإفتاء تجيب

ما حكم استعانة طالب الطب بأجزاء من جسد الميت للتعلم عليها؟ الإفتاء تجيب ,

حكم استعانة طالب الطب بأجزاء من جسد الميت للتعلم. ورد سؤال من دار الإفتاء يسأل: ما حكم تكفين الجزء المأخوذ من الميت لدفنه؟ كان ابني طالب طب، وأحضرنا له بعض العظام البشرية ليعلمها. لقد أنهى دراسته الجامعية فماذا أفعل بهذه العظام؟ فهل أعطيها لطلاب آخرين ليتعلموا عنها أم يجب أن أدفنها حفاظاً على حرمة هذا الميت؟

حكم تعلم العلوم الطبية

من جهتها، قالت دار الإفتاء إن علم الطب من أشرف العلوم وأهمها، ولا تستقيم حياة الناس إلا إذا كان هناك من يتعلمه ويتقنه. وبه يتحقق هدف حفظ النفس وحفظها من الأمور المهلكة، ولهذا نص الفقهاء على أن تعلم الطب من واجبات الكفاية، التي إذا تركها الجميع أثموا.

وروى الربيع بن سليمان عن الإمام الشافعي رضي الله عنه قال: «العلم علمان: علم الأجسام، وعلم الأديان».

وروي عنه أيضاً رحمه الله تعالى أنه قال: «لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أشرف من الطب». انظر: “”تراجم الأعلام”” للإمام شمس الدين الذهبي (١٠/ ٥٧، ط الرسالة).

قال الإمام النووي الشافعي في “روضة الطالبين” (10/223 ط المكتب الإسلامي): [وأما العلوم العقلية، فمنها ما هو فرض كفاية، كالطب والحساب المحتاج إليه] أوه.

حكم استخدام طالب الطب لأجزاء من الميت للتعرف عليها

ولأهمية علم الطب وحاجة الناس إليه، أجاز – من أجل اكتسابه وإتقان علومه وفروعه – ما هو محرم أصلا، كتشريح جثث الموتى، أو حفظ أجزاء من أجسادهم. أجسادهم أو عظامهم، ضمن شروط وضوابط شرعية وأخلاقية، حتى يمكن الاستفادة من ذلك في فهم حقيقة جسم الإنسان ووظيفة كل جسد. أحد أعضائه ووظيفته الفسيولوجية، وتشخيص أمراضه وعلاجاته، ووصف أدويته، وطرق شفاءه من وقاية وعلاج، إذ تقرر أن «كل ما هو واجب لا يتم إلا به فهو واجب» كما في «الصحيحين». -محصول” للإمام الرازي (6/24 ط مؤسسة الرسالة) .

حكم استخدام طالب الطب لأجزاء من جسد الميت للتعلم، الفيتو

حكم تكفين الجزء المأخوذ من الميت بغرض الدراسة للدفن

إذا كان على طالب الطب أن يدرس عظام الإنسان، وتمكن من الحصول عليها بالطرق المباحة، كاستعارتها من كليات الطب، أو من مستشفى تعليمي، ولم يلزمهم بإعادة هذه العظام إليهم مرة أخرى، فإنه يجب عليه ويجب تكريمهم ودفنهم فور الانتهاء من التحقق. “والمقصود منه دراسته ودراسته، لأن “”المباح للضرورة يقدر بحسب ضرورته”” كما في “”الأشباه والنظائر”” للحافظ السيوطي (ص ٩٤)” 84 ط دار الكتب العلمية).

ضوابط التعامل مع عظام وجثث الموتى

وتجدر الإشارة إلى القواعد التالية في هذا السياق:

ومنها: أنه يجب على الطالب أن يتعامل مع هذه العظام في جميع مراحل التعامل معها بمنتهى الاحترام والتقدير والإكرام.

ومنها: أن ذلك يجب أن يكون في حدود الضرورة القصوى التي يقررها الأطباء الثقات، أي أنه إذا كانت جثة واحدة كافية لتعليم الطلاب، فلا يجوز تجاوز ذلك إلى جثة أخرى.

ومنها: أن التدريس على جثث البشر أو عظامهم لا ينبغي أن يستخدم إلا في حالة الضرورة أو الحاجة الماسة لذلك، كالصور أو المصنوعات البلاستيكية التي تشبه جسم الإنسان لا تكفي في تحصيل العلم. بسبب جودتها الرديئة أو سوء تصنيعها.

ومنها: يجب على المتخصصين في مجال الطب والتشريح البحث عن قوالب ومجسمات جديدة تحاكي جسد الميت وأعضائه، وتوفير هذه النماذج واستخدامها قدر الإمكان.

ومنها: يحرم الحصول عليها بأي من الطرق المحرمة شرعاً والمجرمة شرعاً، كنبش القبور ونحوها.

ومنها: اتخاذ كافة التدابير والضوابط التي تخرج هذه العملية من نطاق التلاعب بالبشر ومن دائرة الاتجار بالأعضاء والأنسجة البشرية، ولا تحولها إلى قطع غيار تباع وتشترى، بل الغاية منها. هو التعاون على البر والتقوى.

وعليه وفي سياق السؤال: إذا كان طالب الطب قد أنهى دراسته، وحصل على عظام بشرية بالطرق التي تمكنه من ذلك، فيجب عليه تكفينها ودفنها. وإذا استأذنه أحد الطلاب في البحث عن هذه العظام للدراسة عليها، جاز له أن يعطيها له على شرط أن يوصيها له. وذلك بدفنها مباشرة بعد الانتهاء من الدراسة عليها، ويشترط في كل ذلك معاملة هذه العظام بكرامة، وعدم انتقالها بين الطلاب بالبيع والشراء، على أن يقتصر ذلك على ما هو معلوم. تقتضيه الضرورة القصوى، مع الحفاظ على الجثة بعد تشريحها بحيث تجمع أجزائها وتدفن في المقابر كما دفنت. الجثث قبل التشريح، ويجب أن تراعى في جميع الإجراءات والمراحل الضوابط المذكورة أعلاه.