استهداف إسرائيل لـ العاروري بداية لقائمة اغتيالات أعدتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى

tullaab4 يناير 2024آخر تحديث :
استهداف إسرائيل لـ العاروري بداية لقائمة اغتيالات أعدتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى

استهداف إسرائيل لـ العاروري بداية لقائمة اغتيالات أعدتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى ,

وقال صالح العاروري، الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير الاستراتيجي، إن اغتيال العاروري لن يكون الأخير، وهناك توقعات بأن بنك الأهداف العسكرية والاستراتيجية الإسرائيلية سيكون سيتم فتحها بشكل يهدد أمن المنطقة، خاصة وأن اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري وعدد من رفاقه في… بيروت سيؤدي إلى تداعيات سلبية على مسار الجهود الحالية للتوصل إلى هدنة جديدة.

فتح بنك الأهداف الإسرائيلي

وأضاف في تصريح لـ VETO أن استهداف صالح العاروري بالإضافة إلى سمير فندي وعزام الأقرع قادة الجناح العسكري ومحمود زكي شاهين ومحمد الريس ومحمد باشاشا وأحمد حمود، – مساعدو العاروري وحراسه الشخصيين نفذوا عملية مسيطر عليها في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتابع: إن هذا الاستهداف يطرح تساؤلا مهما حول احتمالات فتح بنك الأهداف الرئيسية للحكومة الإسرائيلية، ومدى ما يمكن أن تستهدفه في حال وصوله إلى قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وماذا يمكن أن يحدث خلال الفترة المقبلة وقبل أن تتخلى إسرائيل عن خطتها. في المرحلة الثالثة من المواجهات في قطاع غزة.

ولم يكن تنفيذ مؤامرة الاغتيال صعبا

وتابع حديثه قائلا: إن تنفيذ خطة الاغتيال لم يكن صعبا، وهو ما سيفرض منطق مطاردة العناصر واحدا تلو الآخر، خاصة من هم خارج الأراضي الفلسطينية، حيث كان من المتوقع أن تمتد أيدي الموساد. علاوة على ذلك، وخاصة في ظل عدة أمور:

الأول هو أن مجمع المخابرات العامة (الموساد) قد وضع بالفعل قائمة بعمليات التصفية في الخارج دون تحديد مسرح العمليات التي تتم بناء على الأولوية المقترحة للشخص. ومن المؤكد أن محمد ضيف ويحيى السنوار على رأس الأولويات في الداخل، إضافة إلى 35 اسماً قيادياً في التشكيلات. والوحدات النوعية التي تعمل على التدريب والاختراق وتطوير المنظومة الصاروخية والمعدات والتسليح، بالإضافة إلى من يديرون الأموال في الخارج وبعض خبراء التحويلات المالية الذين يديرون الشبكات الرئيسية والأهداف الأخرى.

ثانياً: وعي الأجهزة الإعلامية، وبعد أن سمح رئيس الوزراء ببدء العمليات في المرحلة الثالثة من المواجهات في قطاع غزة، قبل أن تبدأ إسرائيل باستكمال الترتيبات الأمنية والاستراتيجية التي تعمل في مناطق واسعة وواسعة وعبر رؤية شاملة، لأن خدمات المعلومات لم تكن تتلقى قرارات التصفية. إلا في وقت معين، وهو ما حدث وبدأ باغتيال صالح العاروري، كما اغتالت إسرائيل أحمد الجعبري رئيس أركان حركة حماس، في أعقاب صفقة جلعاد شاليط. وهذا يؤكد أن معايير التصفية تخضع لإرشادات صارمة يتم تنفيذها على مستوى كبير وعالي من التقدير.

تل أبيب لا تستمع إلى الآراء والتصورات الرئيسية المطروحة

وعلى الرغم من الرسائل التي حذرت إسرائيل من تركيا أو إيران أو حزب الله، إلا أنها كانت في اتجاه رفض ما قد يخطط له. إلا أن تل أبيب لم تستمع لأهم الآراء والتصورات المطروحة في هذا الشأن. بل تمادت في موقفها العام وانتقلت إلى مراحل التنفيذ وبدء الحرب. وتتزامن الاغتيالات مع ترتيبات قد تكون تجري داخل القطاع تؤثر على العملية العسكرية برمتها وما يتعلق بخطة التعامل.

إن تنفيذ عملية الاغتيال في الوقت الحاضر سيحقق عدداً من الأهداف الإسرائيلية، أهمها رفع شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في ظل التراجع الكبير لشعبيته خلال الفترة الأخيرة بحسب استطلاعات الرأي، والحفاظ على الحكومة الإسرائيلية الحالية بكافة مكوناتها رغم المطالبات الداخلية والأميركية بتفكيك الائتلاف الحالي وإعادة تشكيله ونقل رسالة للجمهور الإسرائيلي بأن الحكومة جادة في تصريحاتها وخطابها السياسي والإعلامي من خلال استهداف قيادات حركة حماس في المنزل و خارج البلاد.

وكذلك فرض استراتيجية الردع المسبق ضد حركة حماس وإيصالها إلى حافة الهاوية، كما حدث سابقاً ضد حركة الجهاد الإسلامي -التي دخلتها بمفردها- في مواجهاتها الأخيرة عندما أوقفت المواجهة بعد أن قام بعض أعضائها بإيقافها. تم القبض عليهما في قلب قطاع غزة.

تأثيرات محددة

إن بدء حرب التصفية الجسدية والاغتيالات يرتبط في الواقع بإجراءات صارمة وصارمة ومن خلال نهج أمني وسياسي، تصدر من خلاله الحكومة توجيهات بالتنفيذ دون أية خسائر أو انعكاسات على الأهداف المستمرة التي تعمل عليها إسرائيل. وهذا الأمر يفسر في الواقع الخطة الشاملة المستمرة التي تعمل تل أبيب على تحقيقها. له، وقد يصل الأمر إلى كل الرؤوس دفعة واحدة، خاصة أن البدء بإنهاء حياة بعض القادة سيمهد الطريق للتعاملات الصفرية، وهو ما تخطط له الحكومة الإسرائيلية.

اغتيال العاروري مقدمة لحزب الظل

وتابع: لذلك فإن استهداف صالح العاروري لن يكون الأخير، بل مقدمة لما هو قادم في ظل حرب الظل التي تريدها إسرائيل وستعمل على تنفيذها في الوقت الحاضر، الأمر الذي سيزيد الخيارات أمام العاروري. بقاء الحكومة. وتؤكد قوتها وإعادة تقديمها للجمهور الإسرائيلي، وسترفع أسهمها بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية برفض قانون المعقولية. فهو سيرفع فعلياً أسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وسيعمل على تطوير دوره في مواجهة مطلب إقالته من السلطة، أو على الأقل إجراء انتخابات نيابية جديدة.

المرتدات المتوقعة

وأضاف: إن الاستمرار في خطة الترتيبات الأمنية والاستراتيجية أو العودة إلى سياسة الاغتيالات مرة أخرى سيفتح فعلياً الباب أمام يقين أكبر بأن إسرائيل جادة في خطتها في قطاع غزة وأنها لن تسمح لأي طرف في الوقت الحاضر الوقت في ظل فرصة لن تأتي في ظل دعم أميركي كبير ورائع ومهم. ومن خلال رؤية شاملة للتعامل الحاد وفي ظل سيناريوهات محصلتها صفر الكاملة، مما قد يتسع لقائمة الاغتيالات في الداخل والخارج، خاصة وأن صالح العاروري بقي في تركيا سنوات طويلة وتم استهدافه.

وأضاف: تركيا سبق وأن حذرت من تصفية العاروري على الأراضي التركية، وطلبت إسرائيل قبل إتمام مصالحة مرمرة والتطبيع الكامل للعلاقات، مغادرة الأراضي التركية، وهو ما حدث. أما القيادات الأخرى المتواجدة في لبنان فستعمل إسرائيل على تصفيتهم تباعا ومن خلال رؤية أمنية واستخباراتية، خاصة أن إسرائيل لن تجد مثل هذه الفرص في كثير من الأحيان، وقرار التصفية مهم لإنهاء مرحلة المواجهة مع الحركة. وفق نهج محدد، كما حدث بعد تصفية الشيخ أحمد ياسين أو الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.